يبدو أن موسم نصف السنة السينمائي حاله كحال أفلامه “نصف” إيرادات ونصف “تجارب”.
فأفلام الموسم مجتمعة حققت بالكاد حتى الأن 40 مليون جنيه وهو رقم حققه أكثر من فيلم منفردًا خلال عام 2017 .
وبالنظر لأفلام هذا الموسم سنجد أبطالها مختلفي الأجيال؛ ممكن ان نقول إن رامز جلال وأحمد عيد جيل، وحسن الرداد وكريم محمود عبدالعزيز جيلًا يليهم. والأربعة تنافسوا هذا الموسم ببطولات تحمل أسمائهم إلى جانب فيلم حمل توقيع بطولة جماعية وهو “طلق صناعي” والذي جاء في المركز الثاني للايرادات بعد رغدة متوحشة وتلاه “عقدة الخواجة” ثم “اطلعولي بره” و”خلاويص” .
نرشح لك – أحمد فرغلي رضوان يكتب: طلق صناعي..وصدمات آل دياب السينمائية!
ربما حقق رامز جلال حلمه القديم الذي حاول تحقيقه طوال السنوات الماضية، وهو نجومية الشباك التي يحلم بها منذ بدأ مشوار البطولة السينمائية في 2007 مع فيلم “أحلام الفتى الطائش”، وظلت إيرادات أفلامه متوسطة أو ضعيفة طوال الوقت. وبالفعل نجح أخيرًا في تصدر الموسم الحالي وتخطت إيراداته رقم العشرة ملايين لأول مرة. لكن كما قلت سابقا هو في مأزق ماذا بعد وهل يكون نجاح مؤقت في شباك السينما، لاعتماده على نفس الشكل الفني الذي يقدمه بالبرامج؟
أما حسن الرداد فيعتبر “عقدة الخواجة” البطولة الثالثة في مشواره السينمائي. البداية كانت موفقة جدا فنيًا وجماهيريًا مع فيلم “زنقة ستات” ، لكن حدث تراجع فني بعد ذلك في فيلم “البس علشان خارجين” ثم التجربة الحالية، وهي أيضا متوسطة فنيا. هل ذلك بسبب عدم اكتمال التجارب والتسرع في إتمامها إنتاجيًا أم عدم القدرة على الإختيار الجيد؟
في عقدة الخواجة إنشغل المخرج بحركة الكاميرا وتنفيذ مشاهد مطاردات السيارات، وهي مشاهد يجيدها ويستمتع بتنفيذها وربما يصرعليها حتى لو الفيلم كوميدي او رومانسي!! ولم ينشغل بنفس القدر بصناعة مواقف كوميدية لأبطال الفيلم ولا بأداء الممثلين والدراما مثل إهتمامه باتقان المطاردات وأتمنى لو تكتمل “شطارة” المخرج بيتر ميمي الذي يقوم باخراج فيلم ومسلسل في نفس التوقيت الأن بالورق والممثلين، واللافت ضعف المواقف الكوميدية رغم أن “الورق” كتبه شيكو وهشام ماجد أصحاب الباع الطويل في الكوميدية السينمائية. ولكن هي نصف تجربة لم تكتمل.
ممكن القول أن الفيلم حقق لحسن الرداد نجاح يحافظ على تواجده كبطل سينمائي بعد أن نافس بقوة على المركز الثاني في إيرادات هذا الموسم. وبالتأكيد هو لديه صعوبة الإختيار والعثور على موضوعات جيدة أو صعوبة إقناع المنتجين بأفكاره وعليه التفكير في تجربته القادمة.
وأتمنى ان يبتعد عن الكوميديا وتقديم شكل فني أخر والأهم العثور على سيناريو جيد ومنطقي ومخرج يهتم بتحويله لعمل فني جيد، ولفت نظري مستوى أداء هنا الزاهد الجيد في أول ظهور حقيقي لها سينمائيا وكذلك قدم ماجد المصري دوره بشكل جيد.
الكوميديا السوداء لأخر نفس!
أما أحمد عيد فلم تصل إيرادات فيلمه “خلاويص” لرقم المليوني جنيه وهي أضعف إيرادات له طوال تاريخه مع البطولات. وفي هذا العمل يبدو إصراره الكبير والمستمر على الكوميديا السوداء والتي تحتوي بداخلها على “نقد سياسي” لاذع منذ بطولته الأولى عام 2005 وفيلم “ليلة سقوط بغداد” للموهوب محمد أمين والذي يظل أفضل أعماله حتى الأن. ولكن يبدو أن “عيد” قانع بما يحققه بشباك التذاكر طوال الوقت وممكن القول أن أفلامه يوجد بها جهد في الفكرة ولكن لا تكتمل بشكل جيد حتى النهاية .
في تجربته الجديدة “خلاويص” تبدو الفكرة مؤلمة للغاية وبها جزء من الحقيقة يعلمه البعض عن مراكز الأبحاث وتوجيه الرأي العام والتي تنشط في أوقات معينة. التجربة كانت صادمة وثقيلة على الجمهور، الذي كان ينتظر من أحمد عيد فيلم كوميدي صريح، ولكن أصابه الإحباط وتحول لمشاهدة أفلام أخرى ، ولذلك تراجعت إيراداته عن فيلمه السابق “ياباني أصلي”.
البطل الرابع كريم محمود عبدالعزيز، وهو ممثل موهوب، ولديه حضور قوي ولكن مشواره كبطل يبدو يواجه صعوبة كبيرة رغم تحمس المنتجين له ولكنه إختار الفانتازيا الكوميدية في بطولته “اطلعولي بره”. وتذكرت بعد مشاهدته تجربة سابقة لرامز جلال في فيلم “حد سامع حاجة” فهي فكرة مكررة وهذا النوع الفني عادة لا يقبل عليه الجمهور، ومع ذلك اختار كريم تقديمها من جديد بعد عدد من محاولات البطولة في أفلام تجارية صريحة غلب عليها الرقص والغناء.
هذه المرة محاولة كريم أفضل مما قدمه سابقًا ولكن عابه المبالغة في الأداء في محاولة لاضحاك الجمهور فكانت تقترب من “السخافة” وكان المخرج غائبًا في ذلك، أيضا اختيار الثنائي خالد الصاوي واحمد فتحي لم يكن موفقا في دوريهما ولم يضيفا إطلاقا للعمل وكان المفترض أن يساعدا البطل في هذا العمل.