منذ فترة ليست ببعيدة كان هناك جروب خاص بسكان قرية في الهند، يتناقل الأعضاء خلاله أخبار القرية ومشاكلها، وفجأة ظهر من العدم عدة أشخاص في هذا الجروب يدعون اختطاف عدة أشخاص في القرية، بل وتم توجيه الاتهام لسبعة أشخاص بعينهم من أجل إثارة غضب أهل القرية ليقوموا بالقبض على هؤلاء السبعة، وإعدامهم بدون علم السطات الهندية. وتُحدِث هذه الواقعة رجّة في المجتمع الهندي تستدعي أن تقوم السلطات الهندية بتحذير وتهديد “الواتس آب” بأنه في حال استمرار السماح بترويج الأخبار الكاذبة عبر تطبيقهم، فإنها ستمنع استخدام “الواتس آب” في الهند!.
نرشح لك: أحمد بسيوني يكتب: هل أنت من فقراء الفيسبوك أم من أغنياء الصين؟
منذ عدة أيام شنَّ الملياردير الأمريكي جورج سورس هجومًا كبيرًا علي “الفيس بوك” و”جوجل”، بسبب أنهم أصبحوا المتحكمان في الإنترنت لشعوب العالم، وقال إنه يخشي على حياه الملايين مما تقدمه الشركتان من أخبار ومعلومات مغلوطة عبر المحتويات التي توفرها للمستخدمين، كما أصبح “الفيس بوك” و”جوجل” بمثابة “أفيون الشعوب”، مما جعل عددًا كبيرًا من المستخدمين لا يشعرون بالراحة إلا من خلال الاستخدام المتواصل لهذه المواقع مما يؤدي إلى خسائر كبيرة علي مستوى الفرد والمجتمع.
كما أكد علي أن “جوجل” تتلاعب بالمستخدمين عبر إخفاء الكثير من الأخبار والمحتويات التي تتحدث عن وجهة نظر معينة، وإتاحة وجهة نظر تريد الشركة أن تقدمها للمستخدمين، الأمر الذي يؤدي إلى تغيُّر كبير في قناعات وآراء الملايين من البشر، الأمر ذاته عند “الفيس بوك”، لكن مع إضافة إمكانية استغلال الأحاديث الشخصية بين الأفراد وبعضهم وتقديم محتوي يوفر وجهة نظر معينة، يريد “الفيس بوك” أن يجعل المستخدمين مؤمنين بها.
نحن هنا لا نتحدث عن تغييرات بسيطة تحدث لعدة أشخاص؛ نحن نتحدث عن تغيُّر قناعات وآراء وتوجهات فكرية وعقائدية معينة لملايين البشر، الذين قد يكونوا في بلد واحد ومجتمع واحد. هذه التغيرات قد لا تكون بالضرورة تغيرات للأفضل، بل إنه قد يتم التلاعب بعقول وآراء المستخدمين لصالح شخص أو مؤسسة أو فكرة معينة، كما يحدث وحدث من قبل في نشر وتدعيم الفكر المتطرف الذي يحث على القتل والدمار ولا زالنا حتي الآن نرى تأثيره علينا وعلي مجتمعاتنا.
ولهذا لا نستغرب أبدًا أن يُعلن “الفيس بوك” منذ أسبوع أن هناك تناقص في الفترات التي يقضيها مستخدمو الموقع بمقدار 50 مليون ساعة في الربع الرابع من عام 2017!، ولا نستغرب أن هناك كثير من المستخدمين يقومون بغلق حسابات “الفيس بوك” الخاصة بهم خاصة المراهقين!، بسبب مايقدمه الموقع من محتويات لهم وبسبب ما يلاحظونه من وجود تطرف فكري غريب على الموقع، ولا نستغرب أيضًا أن “جوجل” في مشكلة كبيرة بسبب قلة الثقة بها ولجوء المستخدمين إلى مواقع بحث أخرى منافسة لجوجل، بسبب ما يوفره جوجل من محتويات تحض فيها علي أفكار معينة لا تقبلها كثير من المجتمعات.
الواقع يقول أن “فيس بوك” و”جوجل” يسيران في طريق يؤدي إلي هدم الكثير من الأفكار والثقافات والآراء في المجتمعات حول العالم ومنها مجتمعاتنا الشرقية، لذا احذروا فربما “ضغطة كليك” تغيّر مجتمعكم.