لؤي الخطيب
بعد تصرف الأزهر الأخير اتضح أن الصراع بين الفكر التنويري والفكر التراثي سيكون هو العنوان الأبرز في الفترة القادمة، فالأزهر قد قرر أن يحول التراشق بينه وبين الباحث اسلام بحيري إلى أن يصبح حديث الاعلام، كما أن الأنباء التي تم تداولها عن اعتزام الازهر رفع قضية ازدراء أديان على “بحيري” تؤكد أن الصراعٍ آت لا محالة وعن قريب، والأزمة الأخيرة التي اتخذت من قناة المحور مسرحًا لها تُشير بقوة على أن اسلام بحيري يحتاج إلى فريقٍ من المُساعدين وألا يُترك للعمل وحده وإلا سيخسر المعركة بكل بساطة حيث أن خصومه لديهم خبرة التعامل مع الرأي العام والفضائيات وبذلك قد يكسبوا المعركة بكل سهولة، وفيما يلي نقاط تحليلية لما حدث على قناة المحور.
أولا: قام اسلام بحيري بعمل مُداخلة هاتفية مساء الأربعاء في برنامج 90 دقيقة الذي يُذاع على قناة المحور، انتهت بتوجيه سؤال من ايمان الحصري مُقدمة البرنامج إلى اسلام بحيري عن مدى استعداده للظهور في مُناظرة غدًا مع أحد علماء الازهر، فكانت الإجابة “أي حد في أي مكان”.
ثانيا: كان من الغريب ألا يحضر اسلام بحيري في اليوم التالي على الرغم من أنه ابدى استعدادًا للمُناظرة أكثر من مرة، بل ويتم التحضير حاليًا لمُناظرة بينه وبين الدكتور أسامة الأزهري والحبيب علي الجفري، فكيف يتهرب من المُناظرة؟ وفي اليوم التالي بدأت الحلقة بطرف واحد فقط من أطراف المُناظرة التي أعلنت عنها القناة وهو الدكتور محمد الشحات الجندي، وبعد حوالي ساعة من بدء الحوار قام “بحيري” بعمل مُداخلة أكد فيها أنه لم يسمع المُذيعة وهي تقول إن المُناظرة غدًا.
ثالثا: يبدو أن “بحيري” لم يسمع بالفعل أن المُناظرة غدًا، حيث إن رده “أي حد في أي مكان” قد يدل على أنه لم ينتبه إلى أن المُذيعة تقصد أن المُناظرة غدًا، إلا أن ذلك لا يُعفيه من الخطأ فالعصبية أثناء المُداخلة ليس مُبررًا كافيًا لعدم سماع الطرف الآخر من المُداخلة الهاتفية بل هي خطأ في حد ذاتها، خصوصًا وأن اسلام بحيري لديه برنامج أي أنه محسوب على الاعلام ويفهم ذلك جيدًا، أما إن كان لا يُجيد الحديث من خلال الهاتف فلماذا لا يعتذر منذ البداية على الرغم من أنه بالفعل اعترف في لقاءه في برنامج البيت بيتك أنه لا يجيد عمل المُداخلات الهاتفية.
رابعا: كان على قناة المحور ألا تُجري المُناظرة في اليوم التالي حتى إن وافق طرفاها، فإن كان الهدف هو الفائدة الحقيقية فيجب أن يتم الاعداد الجيد للمُناظرة من حيث الموضوعات، ومن حيث ترك فُرصة لطرفيها للتحضير ليخرج المُشاهد بفائدة حقيقية.
خامسا: من الواضح أن اسلام بحيري يحتاج إلى مُستشار اعلامي يُساعده في التعامل مع الاعلام الذي غالبًا سيتعامل معه بكثرة في الفترة القادمة، فهو إن كان باحثًا ومُفكرًا فذلك لا يعني بالضرورة أنه يُجيد التعامل مع الاعلام، والقناة التي يعمل بها “القاهرة والناس” قادرة على توفير ذلك المُستشار بسهولة وأولى الخطوات التي يجب أن يتخذها اسلام بحيري الآن هي عدم إجراء أي مُداخلات هاتفية حيث أن العصبية تغلب على كلامه أغلب الأحيان وهو ما يعني عدم سماع الطرف الآخر والتسبب في مُشكلة كالتي حدثت تضر بمشروعه ككل.
اقرأ أيضًا:
برنامج إسلام بحيري .. 6 معلومات + 6 اقتراحات
الأزهر يطلب رسميًا وقف برنامج إسلام بحيري
الحصري لإسلام بحيري: بكرة مش يعني السنة الجاية
أول رد من إسلام بحيري على مطالبة الأزهر وقف برنامجه
إسلام بحيري: الأزهر ساب داعش وبيهاجمني
مي سعيد : إيقاف إسلام لا علاقة له بالإسلام
الشوباشي تدافع عن إسلام بحيري بـ”القرآن”
تساؤلات عن تهرب اسلام بحيري من مناظرة شيخ أزهري
محمد عبده بدوي: اقتلوا …. إسلام بحيري