أحمد شعبان
بعد توقّف استمر 7 سنوات تقريبًا، عاد برنامج “مصر النهاردة“، برنامج “التوك شو” الرئيسي على “قناة مصر الأولى”، في خطتها البرامجية الجديدة، ضمن خطة تطوير “ماسبيرو”. عاد البرنامج في ثوب “ليس جديدًا كله”، إذ اختار القائمون على التطوير أن يعود البرنامج بنفس اللوجو والموسيقى التصويرية، حتى “يشعر المشاهد بالحنين للبرنامج الذي ارتبط به على مدار سنوات قبل 2011″، حسبما يقول دومًا مسؤولو التطوير.
كانت آخر حلقات البرنامج منتصف عام 2011، بعد رحيل مقدميه محمود سعد وخيري رمضان وتامر أمين ومنى الشرقاوي، ليعود إلى تقديم نسخته الجديدة الإعلامي خيري رمضان، الذي كان قد غادر البرنامج في مارس 2011، تُشاركه الإعلامية رشا نبيل، التي حققت نجاحًا لافتًا من خلال تقديم برنامجها “كلام تاني” على شاشة “دريم”.
عُرضت أولى حلقات البرنامج السبت الماضي، وسط ترقّب وانتظار كثيرين تمنّوا أن تكون عودة ماسبيرو قوية، تجذب إليه المشاهدين الذين ابتعدوا عنه منذ سنوات، وأن لا تُسفر الحملة الإعلامية الكبيرة والضجّة التي صاحبت ظهور “قناة مصر الأولى” في ثوب جديد، عن محتوى تواضع. وفي السطور التالية يرصد “إعلام دوت أورج” بعض الملاحظات على أولى حلقات برنامج “مصر النهاردة” بعد عودته، ويجب التنويه بأن هذا ليس تقييمًا شاملًا لمحتوى البرنامج، الذي ستتضح معالمه خلال الأيام المقبلة، لكنها تبقى عدة “ملاحظات أولية”:
نرشح لك: 3ملاحظات يجب أن يتداركها كريم حسن شحاتة على “القناة الأولى”
1– في الحلقة الأولى من البرنامج التي قدمها خيري رمضان ورشا نبيل، احتلّ الإعلام وهمومه جانبًا كبيرًا من محتوى الحلقة، وتضمنت الحلقة تقريرًا يستطلع آراء عدد من المواطنين وماذا يريدون من الإعلام، كما تساءل عن أسباب عزوف الشباب عن الإعلام، ورغم أنه كان مقررًا استضافة عدد من الإعلاميين والخبراء في أولى حلقات البرنامج هم: حمدي الكنيسي، وعماد الدين أديب، وياسر عبد العزيز، وذلك حسبما نشرت الصحف والمواقع الإلكترونية، إلا أن مقدمي البرنامج انفردا بالحديث عن الإعلام مدة طويلة، مع مداخلات لـ مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الوطني لتنظيم الإعلام، ثم حلّ مقدمي برامج “قناة مصر الأولى” ضيوفًا للحديث عن برامجهم وانطلاقتها الجديدة، دون توضيح أسباب عدم ظهور الضيوف، أو الإعلان عن تأجيل استضافتهم لحلقة مقبلة.
https://youtu.be/cL6d6kQzuq0
https://youtu.be/neHGzK9_qLA
2– قدّم البرنامج صورة عالية الجودة باستخدام تقنيات حديثة، فضلًا عن الديكورات الرائعة والإخراج الجيد، لكن دون ما يساوي ذلك في المحتوى، وبدا محتوى البرنامج مكررًا كغيره من برامج “التوك شو” التي تملأ الشاشات، ففي الحلقة الثانية التي قدّمها خيري رمضان، وعرضت يوم الأحد الماضي، استعرض فيها جانبًا من حياة ومعاناة زوجات رجال الشرطة، وتعرّض لهجوم بسبب ذلك، ثم حاور ضيفه الأثير الشيخ الحبيب على الجفري حول الشباب والأفكار الجديدة التي تسيطر على عقولهم، وكيفية الإجابة على أسئلتهم المُلحّة.
https://youtu.be/GffI2dCC_4Y
3– تضمنت الحلقة الثانية أيضًا، تقريرًا عن اجتماع لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب بخصوص تطوير “ماسبيرو”. رصد التقرير كلمات ومداخلات الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، والنائب أسامة هيكل رئيس اللجنة وغيرهم، دون أن تظهر أسماؤهم على الشاشة ليتعرف عليهم المُشاهد.
https://youtu.be/qoOI7NeXe1U
4– في الوقت الذي أجرى فيه المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، مداخلات هاتفية مساء يوم الإثنين مع برنامج “هنا العاصمة” الذي تُقدمه لميس الحديدي، وبرنامج “كل يوم” الذي يُقدمه عمرو أديب، للتعليق على الأخبار التي تم تداولها يومها عن توقيع إحدى الشركات الخاصة في مصر صفقة مع شركة إسرائيلية لاستيراد الغاز؛ أجرى خيري رمضان اتصالًا هاتفيًا مع حمدي عبد العزيز، المتحدث باسم وزارة البترول، للتعليق على الأمر. وفي فقرته الرئيسة بالبرنامج ناقش العمليات الإرهابية في سيناء وجهود القوات المسلحة من خلال نتائج العملية “سيناء 2018”.
https://youtu.be/LWZXMzHS7rw
5– في أولى حلقاتها التي تقدمها منفردة، قدمت الإعلامية رشا نبيل فقرة مختلفة ولافتة في حلقة الثلاثاء، حيث استضافت ثلاثة وزراء مع ناظرة المدرسة، ورغم ضياع المادة المسجّلة للفقرة، إلا أن “نبيل” استطاعت التغلب على الأزمة التي حدثت، ونجحت في استضافة الوزراء الثلاثة: هالة السعيد، وزيرة التخطيط، وخالد عبدالغفّار، وزير التعليم العالي، وهشام عرفات، وزير النقل، وناظرة مدرستهم المعلمة ليندا سليمان، وإذاعة الحلقة مباشرة على الهواء، كما أوضحت لمشاهديها تفاصيل الأزمة، وذكرت على الهواء أن هناك مشكلة فنية تسببت في ضياع المادة المسجلة، ولكن وطنية الوزراء الثلاثة وحبهم لمعلمتهم ورغبتهم في الوفاء لها، هو ما دفعهم للحضور، مشيرةً إلى أنها تواصلت مع وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، وجاء خصيصًا من المطار إلى الأستديو، فور عودته من مسقط، فيما تواصلت أيضًا مع الوزيرة هالة السعيد ومديرة المدرسة، بينما تواصل الزميل لطفي سالمان مع الدكتور هشام عرفات، لدعوتهم للحضور إلى الأستديو لحل الأزمة.
https://youtu.be/Ko9FZvJiSDU
https://youtu.be/3swn_jV5-T8
6– كانت الفقرات التي قدمتها “نبيل” خلال حلقة الثلاثاء، أكثر قربًا وتعبيرًا عن ما يشغل بال المواطنين، إذ رصدت في أحد التقارير آراء عدد كبير من المواطنين حول ارتفاع الأسعار وظروف المعيشة، وجاءت آراء المواطنين معبرة عن الواقع المعيشي الصعب وسط زيادة نسبة البطالة وانحسار مصادر الدخل، كما ذكرت “نبيل” أنه سيكون هناك فقرة ثابتة في البرنامج بعنوان “أنا والحكومة”، ومن خلاله يعرض المواطنين شكاواهم ويتواصلون مع المسؤؤولين.
https://youtu.be/L6z4cIBnn6k
7– أخيرًا تجدر الإشارة إلى أن كثيرين متحمسون لعودة التليفزيون المصري من جديد وتطوير أدائه لاستعادة ثقة المشاهد، ويعلمون أن التطوير لا يتم بين يوم وليلة، لكن على مسؤولي التطوير أن يأخذوا في الاعتبار ويدرسوا بعناية عددا من التجارب التي أطلقها “ماسبيرو” ولم تحقق النجاح المطلوب وتوقفت سريعًا، وكان أبرزها “على اسم مصر” الذي قدمه الدكتور مأمون فندي، والإعلامي حسام السكري، والإعلامية قصواء الخلالي؛ والتجربة الثانية “أنا مصر” تقديم عدد من المذيعين بينهم شريف عامر وريهام السهلي. كما يلزم التنويه بأن “الشكل وحده لا يكفي لعودة ماسبيرو إلى سابق عهده”، وإنما تقديم محتوى يعبر عن القضايا التي تشغل بال المواطنين، ويناقشها بشكل جذّاب.
يُذكر أن برنامج “مصر النهاردة” يُذاع الساعة العاشرة مساءً، ويقدمه الإعلامي خيري رمضان من السبت إلى الإثنين، وتُقدمه الإعلامية رشا نبيل من الثلاثاء إلى الخميس.4