تامر مطر على التلفزيون المصري.. نمطية أم تجديد؟

إسراء إبراهيم

مع انطلاقة قناة مصر الأولى في ثوبها الجديد يوم السبت الماضي وتطويرها طبقًا لأحدث التقنيات “Full HD”، وتوالي عرض البرامج الجديدة وفقًا للخريطة البرامجية للقناة، ومن بينها برنامج “طريق الحياة” الذي يُقدمه الداعية تامر مطر -الذي لم تكن تلك المرة هي أولى تجاربه في تقديم البرامج فقد سبق له الظهور على الشاشة من خلال برنامج “رحلة حب” المُذاع عبر شاشة “صدى البلد”- ومن خلال متابعة تقييمية للبرنامج على مدار الأسبوع الأول، رصد “إعلام دوت أورج” بعض الجوانب السلبية والإيجابية فيه، التي نبرزها فيما يلي:

1– وضح تامر مطر للمشاهدين في أولى حلقات البرنامج أنه اختار اسم “طريق الحياة”، لأنه عبارة عن طريق طويل وكل شخص يختار الطريق الذي يسلكه في الحياة؛ متسائلًا عن الدرب الصحيح الذي يصل بنا إلى الله.

2– كشف “مطر” أنه لن يتحدث عن تجديد الخطاب الديني وإنما سيلاحظ المشاهد هذا التجديد بنفسه من خلال البرنامج؛ لافتًا إلى أن حديثه لن يكون مسكنات أو مواعظ بل سيُخاطب العقل والروح، وتلك الكلمات الأخيرة لم نلاحظها خلال أولى حلقات البرنامج حيث غلب طابع توجيه النصائح على البرنامج وخلال حديث الداعية الشاب بشكل كبير سواء كان مقصودًا أو دون ترتيب.

3– اعتمد مقدم البرنامج خلال تقديمه الحلقات، على نبرة صوته المنخفضة والهادئة، مما قد يصيب المشاهد لوهلة بحالة من الملل والخمول، خاصة مع وضوح موسيقى البرنامج الهادئة أيضًا التي تعمل في الخلفية بصوت واضح يتداخل مع الكلام؛ تلك الموسيقى المرتفعة نسبيًا قد تسبب توترً لبعض الأشخاص التي يتشتت تركيزها مع وجود أكثر من شيء متداخل كالكلام والموسيقى.

4– ظهر الداعية تامر مطر بالزي الكاجول على مدار الحلقات الأولى وأيضًا خلال البرومو الدعائي الخاص بالبرنامج؛ رغم أن “مطر” شيخ أزهري، وهو الأمر الذي يُعد كسرًا لنمطية الشيخ الأزهري التقليدي، كما يطرح تساؤلًا حول عدم الدعاية للبرنامج من خلال توضيح شخصية “مطر” الأزهرية”، حيث يوقر المصريون الزي الأزهري ويبجلون علماء الأزهر.

هل أرادت القناة التوجه إلى ذلك النوع من البرامج التي تأخذ موضعًا وسطًا بين البرامج الاجتماعية وبرامج التنمية البشرية؟؛ والتي بدورها كانت تجذب الشباب في وقت ما كبرامج الداعية عمرو خالد والداعية مصطفى حسني والداعية شريف شحاتة ومعز مسعود، والتي كانت سببًا في وقت ما لتدين فئات معينة؟ بالرغم من تلك الفكرة الجديدة في التليفزيون المصري إلا أنها أصبحت تقليدية ونمطية بالنسبة للقنوات الأخرى.

5– كان من الأفضل أن يقدم “مطر” البرنامج من خلال فكرة جديدة ومحتوى أكثر تميزًا بدلًا من ذلك الرتم النمطي للبرنامج، بسرد التجارب واستضافة الضيوف.

6– يظهر تامر مطر من خلال أدائه كمقدم البرنامج وكأنه أقرب لمحاضري التنمية البشرية، الذين يعتمدون على روي القصص وتقديم النصائح للمستمعين؛ كما أنه لا يجيد التعامل مع الكاميرا، فهو طوال الوقت متجه للكاميرا الأمامية الخاصة به، دون مراعاة الزوايا الأخرى التي يختارها المخرج للكاميرات، ومن المفترض أن يتعامل معها “مطر” بحرفية.

7– كما تظهر في بعض الأحيان على المقدم علامات التردد والتلعثم ويحاول إمساك زمام الأمور من خلال تكرار نفس معنى الجمل التي قالها؛ ويعاني المشاهد من كثرة حركة “مطر” ليده وجسده على الشاشة، وكان يتطلب من “مطر” أن يتدرب على التعامل الجيد مع الكاميرا لأن تلك النوعية من البرامج تحتاج إلى الخبرة ومقدرة التعامل مع الشاشة وامتلاك ملكة الكلام ليظهر على الشاشة دون أن يشعر المشاهد بعناء “مطر”.

لا يتحدث “مطر” في الأمور الدينية بطريقة مباشرة؛ وهو الأمر الذي يطرح تساؤلًا حول تصنيف البرنامج هل ديني أم اجتماعي؟

8– فكرة عرض نماذج شبابية كنموذج لموضوع الحلقة فكرة محببة نوعًا ما، حيث تضفي نوعًا من الحماس للمشاهد لمعرفة كيف تعامل الشباب مع الموضوع الذي تتناوله الحلقات؛ وعلى الرغم من أن الفكرة لطيفة، إلا أن طول الفقرة المقررة لها يفقدها ذلك التميز.

9– التقارير الخارجية التي يجريها البرنامج هي أكثر شيء مميز في البرنامج؛ حيث عرضت بعض التقارير التي تأخذ آراء الناس في موضوع الحلقات، وبعض التقارير الأخرى مثل التقرير المصور عن “ضريح الذوق” من بوابة الفتوح.

https://www.youtube.com/watch?v=huV8PeKDAc8

10– فقرة “مش من دينا” هي أبلغ الفقرات التي ترتبط بتصحيح المفاهيم أو تجديد الخطاب؛ حيث تعرض خلالها مقولة أو مثل أو قصة تاريخية يربطها الداعية بالواقع مثل: “الذوق ما خرجش من مصر”، والذي تم سؤال الناس خلال تقرير خارجي عن حكاية هذا المثل ولمَ نطلقه في مصر وكان البعض لا يعرف قصته، ليروي “مطر” القصة مستخرجًا منها عبرة وعظة.

11– ديكور البرنامج يتصف بالجمال والهدوء في آن واحد؛ كادرات المخرج في التصوير جيدة نوعًا ما، ولا يوجد أخطاء تقنية تلاحظ بشكل فج في البرنامج.

12– موعد البرنامج سبب إرباكًا لدى المشاهد بعض الشيء، حيث عرضت القناة موعد البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أن يكون في تمام الساعة 5:30، في حين أن برومو البرنامج وموعد العرض في الساعة 6 مساءً.

13– في النهاية، مستوى البرنامج العام عادي ليس مميزًا حتى يجذب المشاهد؛ بل إن بعض الأشخاص قد لا ترعى اهتمامًا للبرنامج حال مشاهدته بالصدفة؛ وكان من الأفضل للقناة اختيار عنصر أكثر جذبًا للمشاهد، كمشايخ الأزهر الكبار والذي سبق لهم الظهور على شاشة التليفزيون المصري -كشيخ الأزهر ومفتي الجمهورية- ليكون وزن البرنامج الديني يستحق المشاهدة لدى المشاهد العادي.

https://www.youtube.com/watch?v=kl3oFFUGvTg