نرمين حلمي
“أحلف بسماها وبترابها، أحلف بدروبها وأبوابها، أحلف بالقمح وبالمصنع، أحلف بالمدني والمدفع، بولادى بأيامى الجاية، ماتغيب الشمس العربية، طول ما أنا عايش فوق الدنيا”، بكلمات عبد الرحمن الأبنودي، وألحان كمال الطويل، خطفت فرقة كورال “أولاد الحفني” قلوب الحاضرين بالحفل، إلى جانب تقديمهم لباقة أخرى من الأغاني المختلفة، والتي عملت على إرساء قواعد البهجة في القاعة، قبل بدء مراسم النصف الثاني من حفل مؤسسة “مصر الخير” وشركاء التنمية لهذا العام.
كان لفرقة “أولاد الحفني” صدى كبير في حفل مؤسسة مصر الخير وشركاء التنمية، والتي عُقدت صباح اليوم الأحد، في قاعة القاهرة، بفندق “نايل ريتز كارلتون”، بحضور الدكتور علي جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة “مصر الخير”، واللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية، إلى جانب وجود شركاء التنمية من قطاع الأعمال الخاص والحكومي، حيث أن القاعة شهدت تشجيع وتصفيق حار لتلك الفرقة على وجه الخصوص، والتي كان أبطالها هم أحفاد عائلة “الحفني”، المتتلمذين في مدرسته الفنية والمعروفة بـ “مركز الحفني”.
تركت رتيبة الحفني إرثًا كبيرًا لجمهور الفن والموسيقى من خلال ما قدمته في حياتها، فضلاً عن إنجازاتها الإدارية الفنية والتي يُشهد لها، فهي كانت أول امرأة مصرية تتولى منصب مدير دار الأوبرا المصرية في القاهرة.
كما لم تكتفِ العائلة الموسيقى المُكونة من “رتيبة” ووالدها محمود أحمد الحفني الذي ألف حوالي 45 كتابًا عن الموسيقى، بعطائهم الفني أو الموسيقي، من خلال تقديم الأعمال الفردية الإبداعية، المُقدمة إلى الجمهور، بل حرصت عائلة “الحفني” على إنشاء مركز “الحفني” للفنون، ليكون ملجئًا فنيًا، يضم نخبة من الموهبين في شتى الفنون المختلفة.
مركز فني متكامل
من جانبها أوضحت علا عبيد مديرة الفرقة والمركز، ابنة الدكتورة رتيبة الحفني، في حوارها الخاص لـ “إعلام دوت أورج”، سبب تسمية الفرقة بهذا الاسم، نسبة إلى عائلة “الحفني”، مشيرة إلى أن المركز تم إنشائه في الثمانينات، منوهة عن رغبتها في حمل راية والدتها لتكملة مسيرة هذا المركز، وعطائه الفني ونشاطاته المختلفة، والتي بدأت منذ إنشائه وحتى الاَن، موضحة أن المركز بات يتعامل مع جميع الموهبين، ولكنه يركز حاليًا بشكل كبير على الأطفال من ذوي القدرات الخاصة.
“نعلم الأطفال التخاطب من خلال تعليمهم الغناء، لأنك لو قعدتِ طفل وقولتِ له انطق الكلمة دي، هيحس بزهق، لكن لو خلتيه يقولها مع أغنية، هيقولها بمزاق أوي، فهيبدأ يحسن مخارج الألفاظ”، هكذا عبرت “عبيد” والشهيرة بـ “علا الحفني”، عن أهم مميزات الدروس الغنائية والموسيقية بالنسبة لأولئك الأطفال، مشيرة لفضل الآلات الإيقاعية و”الأورج” في ضبط الحس التركيزي لديهم، من خلال التركيز على الألحان، منوهة على شمول وتكامل “مركز الحفني” للفنون، والذي يهتم بتعليم للأطفال الفنون المختلفة، من رسم ومشغولات يدوية وموسيقى وعزف واستعراض.
شكرًا أمل مبدي
واختتمت “علا” شاكرة المهندسة أمل مبدى، رئيس قطاع تنمية الموارد بمؤسسة مصر الخير، لدعوتها الخاصة لفريق “أولاد الحفني” لإحياء حفل اليوم، مشيرة إلى اهتمام ورعاية مؤسسة مصر الخير” لهم بشكل دائم وفعال، منوهة عن ملاحظتها لزيادة الاهتمام بذوي القدرات الخاصة في السنوات الأخيرة في مصر، مؤكدة على رغبتها في زيادة هذا الاهتمام، من خلال تفعيل دور حيوي وفعال لهم في المجتمع، مثل توفير الوظائف لهم إلى جانب الامتيازات الأخرى لضمان مشاركتهم الفعالة في المجتمع.
في السياق نفسه قالت ماري لبيب، مَن ساعدت في تدريب الكورال إلى جانب التدريب الأساسي الذي تقوم به المدربة الموسيقية سامية شنودة للأطفال، وقامت بمصاحبة الفرقة في الحفلة على اَلة “الأورج”، إن الأطفال يستجيبون بشكل مميز للدروس التي تلقنها لهم، مشيرة إلى أن الأطفال يقبلون على الفن بكافة صوره، سواء من عزف أو غناء، منوهة عن دور الموسيقى الكبير في التأثير على مشاعرهم ووجدانهم، إلى جانب الأثر الإيجابي الذي تزرعه في نفوسهم بمشاركتهم في مثل تلك الأنواع من الحفلات أو المهرجانات الفنية.
المايسترو “الخميسي”
على الجانب الآخر روى شهاب الدين علي الخميسي أحد أعضاء فريق كورال “أولاد الحفني”، الطالب في الثانوية العامة، دور الموسيقى في حياته قائلا: “الموسيقى بتفرق معايا كويس جدًا، بتخليني أعرف أعلي وأوطي صوتي”، مشيرًا إلى حرصه الدائم على التمرين بالمركز والمشاركة بالحفلات، خصوصًا باللعب على اَلات “البيانو” و”الكمانجا” و”الطبلة”، لما لها من سعادة بالغة تتركها في نفسه، وانتعاشه مبهجة في روحه، منوهًا عن حلمه في أن يعمل كمايسترو في “مركز الحفني” حينما يتقدم في العمر ويثقل موهبته.