نقلاً عن المصري اليوم
عندما يقول رئيس التليفزيون إنه لا علاقة له بالتطوير الذى جرى ويجرى فى تليفزيون الدولة، وتحديداً فى القناة الأولى، فهذا معناه أن هناك خللاً فى هذا التطوير لابد من تداركه بسرعة، قبل أن تكتشف الدولة فى النهاية أن الإنفاق فيه ينطوى على إهدار مال عام!.
لست ضد تطوير المبنى طبعاً.. وإنما أنا معه بقوة منذ وقت مبكر.. وقد كتبت فى هذا المكان، يوم افتتاح قنوات دى إم سى، أن ماسبيرو كان من الممكن جداً أن يكون بديلاً عنها، وبواحد على عشرة مما جرى إنفاقه فيها.. فمن ماسبيرو خاطبت مصر العالم، ووصلت إليه، وأثرت فيه، ولاتزال قادرة.. ولكن مصر نفسها لا تستطيع حتى هذه اللحظة مخاطبة أبنائها أنفسهم، بكل هذه القنوات الجديدة، فضلاً عن أن تصل إليهم، أو أن تؤثر فيهم!.
نرشح لك: إطلاق “جن” أول مسلسل عربي على “نتفلیکس”
ولذلك.. فهناك خلل من نوع ما.. وهناك خطأ من نوع ما.. والإصرار على الخلل، ومعه الخطأ، لن يؤدى إلى شىء فى آخر الطريق!.
ومن أفدح مظاهر الخلل أن يقول رئيس التليفزيون ذاته، فى أكثر من مناسبة تالية للتطوير، إنه لا علاقة له به من قريب ولا من بعيد، وإنه لا يعرف عنه شيئاً، وإن كل دور ماسبيرو فى التطوير من أوله لآخره هو توفير الاستديو كمكان.. وما عدا ذلك قادم من خارج المبنى!.
من أين؟!.. وكيف؟!.. ولماذا؟!.. وبكَمْ؟!. هذه كلها أسئلة بلا إجابة، ولا بديل عن الإجابة عليها سؤالاً سؤالاً، لأن لماسبيرو صاحبين اثنين: أحدهما هو الشعب الذى يملك آحاده هذا المبنى، بتاريخه وتراثه، وثانيهما هو كل فرد فيه، أياً كان موقعه، وأياً كان مكانه!.
وقد تلقيت اتصالات كثيرة من داخله، منذ كان التطوير الجارى لايزال فكرة، إلى أن صار واقعاً عملياً، وكان القاسم المشترك الأعظم فى الاتصالات كلها أن التطوير مطلوب، ولابد منه، ولا بديل عنه، خصوصاً فى مبنى بحجم، وتاريخ، ودور ماسبيرو.. غير أنه لا يكون هكذا، وغير أنه لا يمكن أن يتم على طريقة إصلاح غرفة واحدة فى البيت، لتكون هى الواجهة، ثم إغلاق باقى الغرف على ما فيها، ومطاردة الذين هُم بداخلها من أبناء المبنى العريق، وتشريدهم فى كل اتجاه، وتشتيتهم فى كل أرض!.
هذا ترقيع.. وليس تطويراً.. والفارق كبير بين الشيئين.. والعواقب مختلفة تماماً فى حالة التطوير، عنها كُلياً فى حالة الترقيع!.
إننا حين نتكلم عن إعداد استديو جديد فى تليفزيون الدولة فمن حق كل مواطن أن يعرف كَمْ تكلف إعداده، ومَنْ الذى تكفل بالإنفاق؟!.. وعندما نتحدث عن أن فلاناً يتقاضى كذا، وبمئات الألوف، شهرياً، وأن علاناً يتقاضاها أيضاً، فمن حق كل فرد فى هذا الشعب أن يعرف حقيقة هذه المبالغ، وأن يعرف كذلك من أين جاءت؟!.
الاتصالات من داخل المبنى متزايدة، وغاضبة، وساخطة، وناقمة.. وعلى الذين يعنيهم الأمر فى البلد، ثم فى المبنى، احتواء الغضب، والسخط، والنقمة، التى تتصاعد وتتزايد، لأن ماسبيرو أكبر من أن يكون مجرد استديو، وأغلى لدى العارفين بفضله، وفى نظر أبنائه، من أن يكون دكاناً لبيع برامج الهواء!.