بعد الكثير من اللقاءات بين الطرفين الإيراني والأمريكي، للتوصل إلى اتفاق، بشأن الملف النووي الإيراني، مع وجود رفض إسرائيلي له، تظل هناك عدة تساؤلات منها: “هل تصل تلك المفاوضات إلى نتيجة تضع العلاقات الإيرانية الغربية في منطقة أكثر استقرارًا؟، أم أنها ستصل إلى حالة من الفوضى وخيبة الأمل والخوف من المواجهة بين تلك الدول؟”.
وفي هذا السياق، طرحت CNN 21 سؤالًا حول أنشطة إيران النووية بالرد عليهم:
1. ماذا تريد القوى العالمية؟
تهدف القوى العالمية، وتتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، إلى الحد من نشاط برنامج إيران النووي من أجل منع طهران من تنمية عملها في مجال القنبلة الذرية.
2. ماذا تريد إيران؟
يئست إيران من التخلص من العقوبات التي فرضت عليها، والتي أثرت على اقتصادها ولكنها من ناحية أخرى تصر على ما تزعمه بأن تلك الأنشطة النووية التي تقوم بها لهدف سلمي فقط.
3. ما الموعد الأخير لتلك المحادثات؟
حددت الأطراف التي تدير تلك المحادثات موعد أخيرًا للوصول إلى نتيجة وكان في نهاية يوم الثلاثاء في لوزان بسويسرا للوصول إلى اتفاق إطاري ومفهوم سياسي حول المبادئ الأساسية لهذا الاتفاق.
4. ما الذي سيحدث عندما يتم التوصل إلى اتفاق؟
المفاوضات تسير بخطى ثابتة إلى المرحلة التالية، والتي ستظل إلى نهاية شهر يونيو لإتمام جميع التفاصيل الفنية للوصول إلى اتفاق شامل حول الأنشطة النووية الإيرانية.
5. ما موقف الدول من تلك المباحثات؟
احتجت إسرائيل بقوة على تلك المباحثات، بينما حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الآخرون في منطقة الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية أعربوا عن عدم سعادتهم بهذه المباحثات، أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإنه يواجه اعتراضات عدة على تلك الاتفاق من الكونجرس الذي هدد بمزيد من العقوبات على إيران، والمتشددون في إيران فمن المتوقع أن يسجلون اعتراضًا على هذه الاتفاقية.
6. هل ستساعد الاتفاقية في تهدئة تلك التداعيات السياسية؟
صرح ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية لـ”سي إن إن”، بأنه من المبكر جدًا الحديث بشأن هذا الأمر، وأنه يتوقع معركة سياسية أكبر إثر تلك التفاقية”.
وأضاف، أن إيران تعتبر نظام استبدادي وفي النهاية إذا رغب المرشد الأعلى على تلك الاتفاقية سيوافق عليها.
7. ماذا لو لم تتم الاتفاقية؟
يمكنك أن تتوقع أن تفرض مزيد من العقوبات على إيران، التي ستستمر في خطواتها تجاه تنمية أنشطتها النووية، وهذا بدوره يحفز دول الشرق الأوسط الأخرى على متابعة تلك الأنشطة النووية.
فالحديث في إسرائيل وفي الولايات المتحدة الأمريكية سيتطرق حول إمكانية استئناف قصف مواقع الأنشطة النووية الإيرانية، فعلى حسب ما نشرته “سي إن إن”، نقلًا عن تصريحات ريتشارد هاس “إن الولايات المتحدة لا تسعى بأي شكل إلى حرب أخرى فنحن لا نريد أن نرى الشرق الأوسط يسوء حاله بسبب تلك الأسلحة النووية”.
8. ما طبيعة الاتفاق المتوقع أن يتفق عليه؟
تسعى القوى العالمية إلى تحديد الخطوط العريضة للاتفاقية، حيث إنها أكدت أنها ستمنع إيران من الحصول على أي أسلحة نووية لمدة لا تقل عن 15 عامًا، وفي المقابل ستحصل إيران على إعفاء من تلك العقوبات المدمرة، ولكن ما سيتم فعلًا ما زال غامضًا، فالمسؤولون لم يصرحوا بعد عن ما سيتم حول تلك الاتفاقية وعن إمكانية معرفة العامة بتلك الخطوات التي تتخذها القوى العالمية بشأن هذا الاتفاق.
9. ما النقاط الرئيسية التي تتناولها المباحاثات؟
ذكرت “سي إن إن”، أن من المعتقد أن تتمزق المباحاثات لعدة أسباب، أولها أن العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة على إيران ستعفى منها تمامًا، وكثير من الباحثين في الطاقة النووية سيسمح لهم استئناف عملهم في حالة وجود تلك الاتفاقية.
وأضاف أن طهران ستطالب بإزالة العقوبات التي فرضت عليها بمجرد الموافقة على توقيع تلك الاتفاقية، بينما واشنطن والقوى السياسية الأخرى أكدت أن تلك العقوبات سترفع جميعها ولكن على مراحل بالإضافة إلى أنها من الممكن أن تفرض مرة أخرى إذا رجعت إيران إلى تلك الأنشطة.
أما عن إيران فهي تطالب بالسماح لها بتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لديها أثناء سريان تلك الاتفاقية، لكن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والمسؤولون قلقون بهذا الشأن حيث يعتقدون أن السماح لإيران بذلك قد يساعدها في إنتاج الأدوات التي تحتاجها لإعداد الأسلحة النووية.
10. ما أجهزة الطرد المركزية؟
هي آلة في شكل أنبوبة تستخدم قوة الطرد المركزي، لتحويل اليورانيوم الطبيعي إلى يورانيوم عالي التخصيب، حيث إن اليورانيوم هو المادة الأساسية اللازمة لتصنيع القنبلة النووية، وقد زعمت “سي إن إن”، أن إيران تملك نحو 18.000 جهاز طرد مركزي ونحو 10.000 منهم تستخدمه حتى يومنا هذا، لكن تحت تلك الاتفاقية ستضطر إيران إلى تقليل عدد الأجهزة المستخدمة إلى 6.000 فقط.
11. ماذا عن مخزون إيران النووي؟
هذه أيضًا قضية لم يبت فيها بعد، فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤوها الغربيون لديهم بعض المخاوف من قيام إيران بسرعة تخصيب اليورانيوم إلى درجة كافية لإنتاج القنبلة النووية، وقد صرح مسؤول إيراني أن طهران لن توافق على أن يسحب منها المخزون النووي، في حين نفى مسؤولون أمريكيون كل المقترحات التي ظهرت بشأن تراجع إيران عن الاتفاق المتفق عليه سابقًا.
12. كيف سنعرف أن إيران تهرب من أي اتفاق؟
المشهد العام بين خبراء الطاقة النووية والمسؤولين من مختلف الدول يؤكد أن إيران ستحتاج، أن تخضع لنظام تفتيش دقيق للتأكد من أنها ملتزمة بما نصت عليه الصفقة، وقد أكد جوزيف سيرنسون مدير برنامج منع انتشار الأسلحة بمعهد كارنيجي لسلام العالمي في واشنطن ذلك.
13. ماذا لو أن هناك مواقع سرية للنشاط النووي؟
المفتشون الدوليون لديهم معلومات عن كل المواقع النووية التي أعلنتها إيران، لكنهم من ناحية أخرى لديهم اعتقاد أن إيران قد تقوم بتطوير أنشطتها في أماكن سرية، وهذا ما سيدفع إلى المطالبة بتفتيشات عاجلة من قبل بعض المراقبيين الدوليين، ليسافروا إلى إيران بحثًا عن أي مواقع للنشاط النووي، ولكن ذلك بالطبع لم ينل إعجاب إيران وأنها تعامل معاملة خاصة من الدول وهذا ما أكده الغرب أن إيران تستحق تلك المعاملة بعد المحاولات العدة من قبل إيران لمخالفة الاتفاقيات السابقة وامتلاكها مواقع سرية للنشاط النووي.
14. ماذا لو لم توافق إيران على تلك الاتفاقية؟
إذا عارضت إيران تلك الاتفاقية فإن القوى العالمية لديها طرقها للتعامل مع الموقف وستقوم بالطبع بفرض العقوبات على إيران، أما عن ما ستقوم به القوى العالمية فيما بعد يعتمد على الطريق التي ستتخذه إيران لرفض تلك الاتفاقية، وحينئذ ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها خيارات صعبة لاتخاذ خطوة لوقف برنامج إيران النووي، فالقوى العالمية تحتاج إلى التأكد من أن إيران أمامها على الأقل عامًا لإنتاج قنبلة نووية.
15. لماذا تعارض إسرائيل الاتفاقية؟
أكدت إسرائيل أن إيران تهديد وجودي حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، أن “الاتفاقية تتخذ شكلًا يثير مخاوفنا تجاه التزام إيران بها”، وأضاف: “إسرائيل ستخسر كثيرًا إذا قامت إيران التي ترفض الاعتراف بدولة إسرائيل بتطوير أنشطتها بشأن القنبلة النووية، ومن ناحية أخرى فإن إيران قد دعمت العديد من الجماعات المسلحة التي تهدد إسرائيل مثل جماعتي حماس وحزب الله”، وقد أثرت معارضة إسرائيل الشديدة على علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
16. من أيضًا يعد من المتشككين؟
ذكرت “سي إن إن”، أن المملكة العربية السعودية مثلها مثل إسرائيل تعاني من نفوذ إيران المتنامي في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد المحللون أن السعودية وإيران على أعقاب حرب في المنطقة، وآخر تلك المناوشات كان في اليمن حيث شنت السعودية ضربات جوية على المتمردين الشيعيين المحالفين لإيران، و قد أعرب أحد المسؤولين السعوديين عن عدم سعادته بالاتفاقية التي تتبناها القوى الدولية وإيران.
17. كيف بدأ برنامج إيران النووي؟
بدأت الولايات المتحدة برنامج نووي مع إيران عام 1957، فيما حكمت الشاه، تعني ملك بالفارسية، إيران وصارت الدولتان أصدقاء وبدأت الولايات المتحدة وإيران تنمية الأنشطة النووية عام 1970، وبمجرد أن أطيح بالشاه خلال الثورة الإسلامية عام 1979 تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها لإيران.
18. هل تعتبر إيران الدولة الوحيدة التي تمتلك برنامجًا نوويًا؟
أكدت “سي إن إن”، أن هناك 8 دول تملك أسلحة نووية تضم كل الدول التي تتفاوض مع إيران ماعدا ألمانيا، أما عن إسرائيل فهي دائمًا ترفض الاعتراف بأنها تملك أي نوع من الأسلحة النووية بالرغم من أن اتحاد العلماء الأمريكيين، أكد أن إسرائيل تمتلك نحو 80 سلاحًا ذريًا، أما عن كوريا الشمالية فلا توجد معلومات واضحة عن ما وصلت له أنشطتها النووية.
19. لماذا لا تواجه الدول الأخرى التي تملك برامج نووية نفس الهجوم؟
لم تواجه الدول الأخرى المسلحة نوويًا مثل الهند وباكستان، أي هجوم لإنها لم توقع من قبل على أي معاهدات بعدم انتشار السلاح النووي.
وصرح مارك هيبس الخبير في السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أنه من السهل على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بوقف أنشطة باكستان النووية، أما عن إيران فقد وقعت معاهدة، وهذا ترتب عليه أنها وضعت برامجها وأنشطتها النوية تحت الأنظار، بالإضافة إلى أن الوكالة العالمية للطاقة الذرية لديها معلومات أن إيران لديها أنشطة لم تعلنها من قبل.
20. لماذا تعتبر الأنشطة النووية الإيرانية بمثابة تهديد للقوى العالمية؟
الدول الغربية لديها مخاوف بشأن أنشطة إيران النووية وخصوصًا منذ ثورة 1979، فمنذ نحو عقد من الزمن أعلن المفتشون العالميون أنهم وجدوا آثار يورانيوم عالي التخصيب في محطة نطنز الإيراني، وإثر ذلك قامت إيران بإيقاف أنشطتها بشكل مؤقت ثم استأنفتها مرة أخرى في 2006 وأصرت أن ما تقوم به مسموح بموجب اتفاقيتها مع الوكالة العالمية للطاقة الذرية فاحتمال وجود سلاح نووي إيراني يزيد المخاوف من حدوث سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن هناك كراهية منذ أمد بعيد تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
21. ما طبيعة المحاولات العسكرية التي ستتخذ لإزالة المواقع النووية الإيرانية؟
أكدت “سي إن إن”، أنه لا يوجد ما يؤكد عن مدى إمكانية إزالة القدرة النووية الإيرانية الغارات الجوية، ولكن على أي حال ستكون العواقب وخيمة.
وصرح سيرينسيون، بأن “الناس تتحدث بغضب عن تلك الضربات وهذا يثير إعجابي بشكل خاص هذا النوع من المناقشات”، وأضاف: “إن هذا سيكون بابًا لبداية حرب في الشرق الأوسط وستصبح الحرب في العراق وأفغانستان وكأنها أعمال تجهيزية لحرب عظمى في الشرق الأوسط وسيكون هناك عواقب على المنطقة الإقليمية”.
اقرأ أيضًا:
حسن الرداد يقلد فيفي عبده في “زنقة ستات”
تامر أمين: إيران تستخدم الحوثيين لتحقيق حلمها الفارسي
وزير الثقافة: لازم نصرف 220 مليون في 3 شهور
أبو حفيظة قلبه دق.. والسبب صافيناز
الليثي لـ”المحافظين”:”بتلفوا قدام الكاميرات ليل نهار”
الأزهري: أسلوب البحيري “داعشي”