إعلام دوت أورج _ الفجيرة
أحيا الموسيقار العراقي نصير شمة، ثالث ليالي مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الثانية، والذي تتوزع فعالياته بين مدينتي الفجيرة ودبا الفجيرة، حيث تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام خلال الفترة من 24 فبراير إلى 5 مارس المقبل، بمشاركة أكثر من 800 فنان وضيف يمثلون حوالي 70 دولة عربية وأجنبية.
نرشح لك – صورة.. مؤمن زكريا بالزي السعودي في حفل زفاف
يرصد إعلام دوت أورج ملخص حفل نصير شمة في ثالث ليالي المهرجان، من خلال المشاهدات التالية:
1- عنوانان شاء نصير شمة أن يبدأ بهما أمسيته التي استقطبت حشداً كبيراً من الجمهور في المجمع الثقافي بدبا، الأولى “عالم لا خوف”، والثانية “رقصة الفرس” وتعني الأصالة والتمسك بالجذور لأن ذلك جزء من الهوية.
2- المكان كان حاضرًا بقوة في الأمسية عبر مقطوعة جديدة ألفها “شمّة” حديثًا، وعنوانها التوأمة بين الفجيرة ومدينة السليمانية حيث تتشابه الجغرافيا، وهو ما دفعه إلى تأليف مقطوعة من وحي المكان، يقول نصير إنه فكر بالمعزوفة طوال الطريق إلى الفجيرة وكانت هذه مناسبة ليستمع الجمهور إلى معزوفة جديدة قدمها لأول مرة في هذا المهرجان الكبير والمتنوع.
3- مهارات نصير خلال الأمسية ظهرت على أكثر من صعيد بمرافقة الإيقاع وعازف القانون المصري عاطف عبد الستار الذي بدأ بتدريس العزف على هذه الآلة مؤخراً في القاهرة.
4- تناغم كبير تمكن نصير من إنشائه بين العود والقانون وبقية آلات الإيقاع التي تفردت هي الأخرى بمعزوفة طويلة، أخذت من مختلف الثقافات ومن التراث الموسيقي العالمي، بحيث تضمنت المعزوفة تراتبيات متناوبة بين الصخب والارتفاع في الإيقاع والهدوء مع الدرجات الخفيفة التي تتطلب مهارات عالية من العازفين، في هذه الفقرة المخصصة للإيقاع لم يشارك العود أو القانون وكانت المساحات مفتوحة لثلاث آلات إيقاعية كي تستعرض قواها كيفما تشاء.
5- من المقطوعات الجميلة التي عزفها شمة خلال الأمسية والتي تؤكد عادته المعروفة بالتعلق بالأمكنة هي معزوفة تونس، وفيها تناوبت نغمات الانفعالات في سيرة شخصية تروي قصة نصير مع هذا المكان بأشخاصه وموجداته وتجاربه في مختلف الميادين.
6- انضمام عازف القانون عبد الستار كان بهدف عزف عمل “الشيخ وأنا”، ومن فن الصوت عزفت الفرقة أغنية عبد الحليم حافظ التي لحنها بليغ حمدي “موعود” بالإضافة إلى عمل “إشراق” الذي كان خاتمة الأمسية الغنية، والتي استمرت قرابة ساعتين شدت خلالهما انتباه الجمهور بشكل لافت.
7- كان التنوع في الأمسية طبيعيًا منسجمًا مع رؤى شمه بعيدة المدى للموسيقا من الناحية التقنية، ومن ناحية الجماليات التي تجعله مسؤولاً مع غيره من الفنانين عن نحت الذائقة والحساسية في هذا العصر الذي يوصف بالصعب.
8- عزف نصير في هذه الأمسية بأصابع يده اليسرى فقط، مركزاً على عنق العود حيث استقالت اليد اليمنى عن المشاركة ولم يتأثر اللحن الصعب الذي قدمه لإحدى أغنيات أم كلثوم.
9- هذه المعزوفة تركت بالغ الأثر في نفوس الجمهور لأنها أظهرت العلاقة القوية التي تربط نصير مع العود حتى أصبحا قطعة واحدة بهذا الشكل الذي لم يسبقه إليه أحد.
10- الانفعال والتفاعل الكبير بين الجمهور والمقطوعات الموسيقة التي عزفها نصير خلال الأمسية، أكد صوابية الرهان على أثر الأعمال الفنية الراقية في النفوس والعقول والقلوب معاً، وذلك في وقت تتعرض فيه الشخصية إلى كثير من التأثيرات غير الجمالية وربما لهذا كله اختار نصير المشاركة في المهرجان وتقديم أحدث المعزوفات لديه وحرص على أن تكون البداية مع “من أجل عالم بلا خوف”.