بين تكريم جميلة بوحيرد وغضب ماجدة

طارق الشناوي

نقلًا عن المصري اليوم

ظل المصريون ينطقون اسم جميلة بوحيرد معجونا بالتاتش المصري (حريد)، السبب هو المخرج يوسف شاهين وفيلمه الشهير الذي عرضه عام 58، من خلال تجربتي في العديد من الجرائد والمواقع، ورغم حرصي على أن أكتب اسمها (حيرد)، إلا أن قسم التصحيح بها كان يتولى هو تصحيح التصحيح معتقدا أن هناك خطأ ما، وحجتهم (أفيش) الفيلم الذى يتصدره اسم (حريد).

بمجرد تواجد جميلة فى مصر وتكريمها فى مهرجان (أسوان) لسينما المرأة، تم تصحيح الاسم الذى صار يحتل (المانشيت) فى الجرائد و(الميديا).

هل كان المصريون والعرب سيعرفون اسم جميلة لولا الفيلم الذى أنتجته ولعبت بطولته الفنانة القديرة ماجدة؟ بالتأكيد لا، ساهم الفيلم فى ذيوع اسمها، والرئيس جمال عبدالناصر كرمها فى القاهرة عام 62، بالطبع الشريط السينمائي ليس هو الواقع، ولكنه ممزوج برؤية وخيال، كانت جميلة بوحيرد ملهمة للشعراء، وهكذا كتب الشاعر الكبير كامل الشناوى أوبريت (جميلة) أنجز فقط الفصل الأول، ولم يمهله القدر لاستكمالها، والتى بدأها بهذا البيت.

(الليل والقضبان والجدران والسجان والقيد الحديد/ وصرير أبواب ووقع خطى وأبواق تدوى من بعيد)، كما أن الشاعر الكبير عبدالرحمن الشرقاوي كتب عنها مسرحية (مأساة جميلة)، فلقد أشعلت المناضلة الجزائرية ملكة الإبداع في وجدان الشعراء.

بمجرد أن أعلن الزميل الكاتب الصحفى حسن أبوالعلا عن تكريمها فى مهرجان (أسوان)، والناس تترقب حضور الفنانة القديرة، وجاءت جميلة بينما غابت ماجدة، أعلنت ماجدة، فى أكثر من حوار، أنها لم تتلق دعوة، وفى الحقيقة العديد من المبررات ذكرتها إدارة المهرجان، منها أنه لا يمكن اختصار تاريخ ماجدة الحافل بالذرى الفنية فى فيلم واحد، ماجدة أكثر فنانة عربية كان شاغلها الأول هو القضايا الوطنية والاجتماعية وقدمتها على الشاشة فى أفلام، العديد منها من إنتاجها، كل هذا صحيح، ولكن لا أتصور أن أي مهرجان لا يسعد ولا يحرص على دعوة ماجدة للحضور، فهو تكريم للمهرجان قبل أن يكون تكريما من المهرجان، آخر ظهور علني للفنانة الكبيرة قبل نحو أربع سنوات وتحديدا 13 مارس 2014، عندما كرمها رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور في عيد الفن، وهى الدورة الوحيدة التي أقيمت بعد أن ألغى العيد حسنى مبارك، وبُح صوت المخرج الكبير عمر عبدالعزيز باعتباره رئيسا لاتحاد النقابات الفنية لعودة العيد دون جدوى وتلك قصة أخرى.

ماجدة غاضبة كما علمت بمجرد عودتي من مهرجان (برلين)، وعندما تغضب فنانة بحجم ماجدة يجب أن أشاطرها الغضب، ولكن هل معنى ذلك أن نُهيل التراب على مهرجان وليد يحاول أن يجد لنفسه مكانا ومكانة؟ (الميديا) كانت تنتظر أن تلتقط صورة تجمع على المسرح بين الأصل والصورة، وعدم تواجد ماجدة حرمهم من تحقيق هذا السبق. ينتهى المهرجان خلال الساعات القادمة وستعود جميلة إلى بلد المليون ونصف المليون شهيد وهي محملة بمشاعر طيبة ودافئة يحملها المصريون لشعب الجزائر، رغم ما حدث قبل نحو 9 سنوات من تراشق غير محسوب وانفلات إعلامي تصدى له قطعا العقلاء من الطرفين، تعود جميلة وتبقى معنا الفنانة الكبيرة ماجدة، لا أشك لحظة واحدة فى أن أي مهرجان عربي يتشرف بأن تكرمه ماجدة وتوافق على أن تقبل أن يهدى إليها دورته، نعم تستحق ماجدة الصباحي بإنجازها الرائع والمتنوع ما هو أكثر، تاريخها حافل قبل وبعد فيلمها (جميلة)!!.