نرمين حلمي
اَثر في أذهان المصريين، من خلال طلة صوته المبهجة والحكيمة في نفس الوقت، حسبما كان يظهر في دور الدمية الأشهر في تاريخ المسلسل الكرتوني الشهير “بوجي وطمطم”، “عم شكشك”، ويتلصص على أخبار الناس من شرفة منزله، ويظهر دوره من خلال تعقيبه ببعض النصائح الحكيمة، التي كان يعلق بها على الأحداث التي يشهدها أمامه، ومن ثمً يتفوه بجملته المباغتة “هات العصايا يا ولد”.
نرشح لك: 7 معلومات عن نديم هشام.. الشاب السوري بـ”أبو العروسة”
تحل اليوم الذكرى السابعة على رحيل الفنان السكندري رأفت فهيم ، صاحب الأداء الصوتي لـ “عم شكشك”، والذي توفى عن عمر يناهز الـ 83 عامًا، وشهد تاريخه الفني العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية، فقد قدم 151 عملاً فنيًا مختلفًا، تنوعت أعماله ما بين مشاركته في الأفلام والمسلسلات والفوازير والبرامج الإذاعية.
“فوت علينا بكرة يا سيد”، توارث الأجيال تلك المقولة من فم “فهيم”، بعدما قالها في إحدى حلقات البرنامج الإذاعي، “همسة عتاب”، ولم تقتصر شهرة تلك المقولة بين مستمعي الراديو فحسب، بل امتدت لتصبح لازمة يُكررها الشعب المصري، في الأوقات العصيبة التي يشعرون فيها بـ بيروقراطية التصريحات الحكومية، والمماثلة للدور الذي كان يؤديه “فهيم” من خلال المسلسل الإذاعي بالفعل، في هيئة موظف حكومي فاسد، يعرقل طلب السائلين عن اتمام أوراقهم الرسمية الحكومية.
https://www.facebook.com/zakriaat/videos/1358862254137187/
وكأن الجملة الشعبية الدارجة والشهيرة على لسانه، خرجت بإحساس صادق، من فوهة المعاناة والأجواء التي عاشها “فهيم” بذاته، حيث إنه قد عمل كموظف حكومي في عدة وظائف مختلفة، منها عمله في جامعة القاهرة، بعدما تخرج في كلية التجارة، جامعة عين شمس، ومن ثمً انتقل لحياته الفنية، والتي بدأها بمشاركته الإذاعية في فرقه “ساعه لقلبك”.
كان لـ “فهيم” باعًا طويلاً له في السينما، حيث قدم عدة أدوار سينمائية، منها: “لو كنت رجلًا”1964، و”الأزواج والصيف”1961، و”الأصيل”1973، و”أريد حلًا”1975، والدراما التلفزيونية مثل: “رأفت الهجان 1988، و”بوجي وطمطم” 1988 و 1989، و”الأيام” 1979و”الأبواب المغلقة” 1966، إلى جانب مشاركته في الفوازير، مثل “فوازير المناسبات” عام 1988، مع الفنان الكبير يحي الفخراني، ورجاء الجداوي، ونخبة متنوعة من الفنانين.
https://www.youtube.com/watch?v=CsRRPt5P0Cw
ظهور “فهيم” من خلال البرامج الإذاعية، تنوع ما بين أدائه لشخصيات مختلفة، اتسم أغلبها بإرساء قواعد المحبة والخير والبُعد عن العادات والسلوكيات السيئة، فشارك مثلاً في حلقة مسلسل إذاعي “رمضان والناس”، والتي كانت تسقط الضوء على حالات “الغش في البيع”، في محاولة للنصح بالبعد عن السلوكيات الخاطئة بطريقة خفيفة وقريبة من قلوب الناس، إلى جانب عدة حلقات أخرى، حرص فيها “فهيم” أن يكون وصلة بهجة وخير، حتى صارت ذكراه دومًا، كالنسمة المبهجة العابرة في عُرف المحبة والسلام.