محمد إسماعيل الحلواني
يستعد عملاق التواصل الاجتماعي الأزرق “فيس بوك” مبكرًا هذا العام لخوض السباق الرمضاني وذلك بهدف الاستحواذ على حصة عالية من متابعة الصائمين في الشرق الأوسط، ويبدو أن شبكات التواصل أصبحت لا تخشى ارتفاع معدلات مشاهدة التليفزيون ولم تعد تعتبر الشاشة الصغيرة منافسًا لها على الإطلاق، فنحو 71% من الأشخاص في الإمارات و60% في السعودية يستخدمون فيس بوك أثناء مشاهدة التلفزيون، لذا أكد دليل “فيس بوك” التسويقي أن شاشة التلفزيون لم تعد الشاشة الوحيدة التي تحظى بالمتابعة في غرفة المعيشة العربية، فشاشات الهواتف الذكية حققت تواجدًا لا يجب الاستهانة به، واستطاعت تغيير قواعد اللعبة وفي ضوء هذا الواقع الجديد، شجع الدليل الجديد المسوقين على انتهاز الفرصة خلال رمضان القادم لإطلاق منتجاتهم وخدماتهم الجديدة.
وفوجئ مجتمع العاملين بالتسويق صباح أمس الثلاثاء بمنشور من قبل فيس بوك بيزنس يدعو جميع المتخصصين في إدارة الصفحات التابعة للشركات والمشاريع التجارية لتحميل دليل التسويق الرمضاني لمنشوراتهم على كل من موقع فيس بوك وإنستجرام، ويقع الدليل في 25 صفحة، الأمر الذي يشير إلى أن شهر رمضان المعظم قد تحول إلى رقم شديد الخصوصية في الإعلام التقليدي بما في ذلك صناعة الدراما والفوازير والبرامج الترفيهية، وبالمثل على منصات الإعلام الجديد وشبكات التواصل.
نرشح لك – إطلاق اسم “رضا غنيم” على منح مجانية من “الثقافي الروسي”
يبدأ دليل “فيس بوك” التسويقي الجديد ببيان سبب صدوره، فشهر رمضان يجمع أفراد الأسرة سواء في المنازل أو الأماكن العامة بطقوس خاصة أهمها الإفطار الذي لا يحلو إلا بحضور الجميع وصلاة التراويح، ولفت الدليل إلى أنه الآن وأكثر من أي وقت مضى، أصبح الصائمون يلتقون على فيس بوك وإنستجرام أيضا؛ حيث يأتون لتبادل الخبرات والمشاعر أثناء رمضان، وتزدهر المشاعر والأهداف المشتركة، وهذا الموسم ينبغي أن يهم المسوقين بالمقام الأول، حيث يعني زيادة الفرص الإيجابية لتوصيل رسائلهم، علاوة على إنشاء علاقات مفيدة مع جمهور واسع النطاق من العملاء، وبالتالي يمثل رمضان فرصة سنوية موسمية لتحقيق أهداف الأعمال ونجاحها.
يقع دليل فيس بوك التسويقي الرمضاني في 8 فصول؛ الأول يقدم إحصائيات مهمة عن الجمهور الرمضاني حيث يستخدم فيسبوك خلال شهر رمضان قرابة 130 ملييون مستخدم يوميا، وأشار دليل فيسبوك إلى أن 86% من شعوب الشرق الأوسط يحتفلون بشهر رمضان، وأشار الدليل إلى أن عدد مستخدمي فيسبوك وإنستجرام خلال شهر رمضان يرتفع بصورة ملحوظة، وعلى سبيل المثال ارتفع عدد المستخدمين في الشرق الأوسط خلال رمضان قبل الماضي بنسبة 5% (2016)، وأشار الدليل إلى أن أوقات الذروة في استخدام فيسبوك خلال رمضان تمتد من الساعة 12 بعد منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة صباحًا، وهي الفترة التي يستعد خلالها الصائمون لتناول وجبة السحور وحتى صلاة الفجر، مما يعني أن شهر رمضان ييمنح مديري الصفحات التسويقية أكثر من 57.6 ساعة إضافية يمكنم خلالها جذب انتباه المزيد من العملاء في الشرق الأوسط والتحدث عن المنتجات والخدمات التي يتولون التسويق لها.
وأوضحت تحليلات دليل “فيس بوك” التسويقي أن هذا الوقت لا يقتصر على شهر رمضان بمفرده، فرمضان على فيسبوك هو موضوع المحادثات والتعليقات والرسائل والمنشورات على مدار 9 أسابيع كاملة يمكن تقسيمها إلى 3 مراحل كالتالي:
المرحلة الأولى قبل بدء شهر رمضان بنحو 4 أسابيع، وينبغي أن يستغلها المسوقون في الاستكشاف وإلهام المستخدمين والعملاء، والمرحلة الثانية تتراوح مدتها بين 3 و4 أسابيع وتتسم بازدياد معدلات الدخول إلى فيسبوك وإنستجرام باستخدام الهواتف الذكية، وتليها المرحلة الثالثة وهي الأسبوع الأخير من شهر رمضان قبل عيد الفطر وتتسم بحرص كثيرين على شراء الهدايا لذويهم وأصدقائهم بمناسبة العيد. وعلى الرغم من كثرة شبكات التواصل يظل فيس بوك الخيط الرابط بين أطياف المستخدمين.
الفرصة تناديك
وتحت عنوان الفرصة تناديك، قال دليل “فيس بوك” التسويقي إن رمضان يجمع أفراد الأسرة مجتمعين ويمنحهم الفرصة للتأمل الذاتي، ويعد في نفس الوقت فرصة لتحقيق أهداف كبيرة في مجال بيع التجزئة، سواء نتيجة الرغبة في تخزين بعض المنتجات الغذائية أو الرغبة في الحصول على بعض الخدمات أو المنتجات الطبية للأشخاص المقربين وبشكل خاص الوالدين، أو الرغبة في شراء ملابس جديدة بمناسبة اقتراب العيد، ناهيك عن الرغبة واسعة النطاق في الاستفادة بالعروض الخاصة التي توفرها الشركات طوال شهر رمضان بينما يستمر المستخدمون في إنفاق أموالهم طوال شهر رمضان بدون توقف وفقًا لدراسات سلوك المستهلك، على سبيل المثال هناك 56% من الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة ينفقون مبالغ أكبر من المال خلال رمضان مقارنةً ببقية شهور السنة، وهناك 70% من الأشخاص في الإمارات أيضًا يقولون أنهم يعتمدون على “فيس بوك” في الحصول على أفكار جيدة لشراء الهدايا لذويهم.