براءة ممثل لبناني من تهمة التجسس - E3lam.Com

بعد مرور 4 أشهر على إلقاء المديرية العامة لأمن الدولة بلبنان، القبض على الفنان زياد عيتاني بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، وتواصله مع ضابطة في الموساد الإسرائيلي بهدف تنفيذ أعمال إرهابية على رأسها اغتيال شخصيات سياسية، منها وزير الداخلية نهاد المشنوق، برأ الأخير، الفنان المسرحي من تلك التهمة، أمس الجمعة، عبر تغريدة نشرها على صفحته الشخصية على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، واصفًا إياه بأنه “البيروتي الشريف.. والأصيل”، متقدمًا بالاعتذار له ولأسرته، قبل إعلان السلطات اللبنانية نبأ اعتقالها لسوزان الحاج التي كانت تشغل سابقًا منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي.

نرشح لك: كاظم الساهر ينفي خبر زواجه

ولكن ما القصة؟

في نهاية نوفمبر 2017، داهمت قوة من جهاز الأمن العام اللبناني، منزل الممثل المسرحي زياد عيتاني في بيروت، واقتادته هو وزوجته إلى مقرّ مركز جهاز الأمن العام للتحقيق معهما، وأصدرت المديرية العامة لأمن الدولة بيانًا جاء فيه: “تمكنت المديرية العامة لأمن الدولة، من إنجاز عملية نوعية استباقية في مجال التجسس المضاد، وأوقفت اللبناني المدعو زياد أحمد عيتاني، وهو ممثل ومخرج وكاتب مسرحي، من مواليد بيروت عام 1975، بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع العدو الإسرائيلي”، وأكد البيان على أنّ المتهم اعترف بما نسب إليه من تهم، بعد مواجهته بالأدلة والبراهين، وأقر بالمهام التي كُلف بتنفيذها في لبنان، ومن بينها رصد مجموعة من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كم من التفاصيل المتعلقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم، وتزوديهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، والعمل على تأسيس نواة لبنانيّة تمهد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين، وتزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه، بعد التطورات السياسيّة التي طرأت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانيّة.

نتائج تحقيقات أم شائعات؟

بعد يومٍ واحدٍ فقط من القبض على “عيتاني” بدأت الصحف اللبنانية والوكالات العالمية، بتسريب بعض ما توصلت له التحقيقات مع المسرحي الشهير، مؤكدين اعترافه بتهمة التجسس على بلاده لصالح إسرائيل، الأمر الصادم لجمهوره الذي يعلم تأييده الكبير للقضية الفلسطينية، ومواقفه السياسية والعدائية الواضحة ضد إسرائيل، وادعت التسريبات المزعومة أن زياد أحمد عيتاني اعترف أن فتاة سويدية تدعى كوليت فيانفي، قد أغوته وجندته، بعدما بدأ الأمر بينهما كصداقة، وكانت ترسل له صورًا حميمية لها لإغوائه منذ عام 2014 عبر “فيس بوك”، ومن ثم في 2015 تطورت العلاقة بأن أعطاها رقم هاتفه وعنوانه في لبنان، وفي 2016 نجحت في تجنيده، وكانا يتواصلان سويًا عبر حسابات مختلفة، تُنشئها الفتاة، للحديث بشكلٍ مشفر عليها، وقد تقابلا في أكتوبر 2017، للمرة الأولى، ومنذ عام 2016 مبلغاً من المال مخصصا للملابس والأحذية والإكسسوارات يتراوح بين 500 دولار و1000 دولار أمريكي عبر “ويسترن يونيون” تحت اسم مستعار هو “عارف مرعي”، حيث كان يستلم المبلغ من مكتب الشركة المذكورة المقابل لبيته، وأرسلت له قائمة بأسماء الحكومة اللبنانية، عدا سعد الحريري، لتسأله عما إذا كان مقربًا من أحدهم، فكانت إجابته مقرّب جداً من مستشار وزير الداخلية نهاد المشنوق، محمد بركات، فطلبت منه إفادتها بعنوان سكن الوزير المشنوق وأبلغته بضرورة التقرّب منه وتمتين العلاقة مع بركات. كذلك أبلغها أنّه يعرف وزير الدفاع السابق عبد الرحيم مراد وابنه وآخرين، وأفادها بكل ما يعرفه عنهم، وأكدت التحقيقات أنه اعترف بكل التفاصيل المطلوبة منه، لكنه نفى تمامًا تلقيه أوامر باغتيال أيًا من تلك الشخصيات المكلف بالتخابر عنها، بحسب ما نشرته وقتها كل من “روسيا اليوم”، و”فرانس 24″، وتناقلته الصحف اللبنانية الشهيرة.

منحنىً آخر

وفي ديسمبر أحيل الممثل الشاب إلى القضاء العسكري، لتأخذ التحقيقات منحنىً آخر، في ظل حملة التشكيك والتخوين للفنان اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تلفظ أنفاسها إلا أمس الجمعة، بعد تغريدة “المشنوق” أحد ضحايا التخابر المزعوم التي أكدته التقارير الصحفية المذكورة، والتي أكد ناشروها على أنها وصلتهم من مقر الأمن الوطني، والذي أعلن فيها براءة زياد، قائلًا فيها: “كل اللبنانيين يعتذرون من #زياد_عيتاني. البراءةُ ليست كافية. الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً.”

بعد تلك التغريدة على “تويتر”، والتي طالبت على إثرها العديد من الوجوه اللبنانية الإعلامية والفنية البارزة التقدم باعتذار وتحقيق عاجل فيما حدث مع “عيتاني”، وكيف أن يبرئه المشنوق، قبل السلطات المختصة، والتي أفادت بدورها باعتقال المقدم سوزان الحاج التي كانت تشغل سابقًا منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي، بتهمة التورط في تلفيق التهم للممثل زياد عيتاني. وأثار اعتقال عيتاني في تشرين الثاني نوفمبر 2017 بتهمة التخابر مع إسرائيل، بناءً على إشارة قضائية للاشتباه بأنها “استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني”.

https://twitter.com/walidjoumblatt/status/969847951727190016

لماذا عيتاني؟

بحسب الروايات المنتشرة بعد إعلان براءة “عيتاني”، فإن “الحاج” أرادت الانتقام من عيتاني الذي التقط “سكرين شوت” لإعجابها بتغريدة للمخرج شربل خليل تسيء إلى المرأة السعودية، ما أطاح بها من منصبها، كمديرة لمكتب ​مكافحة جرائم​ المعلوماتية في ​قوى الأمن الداخلي وتعيين الرائد ألبير خوري خلفاً لها.