نقلًا عن المصري اليوم
طارق الشناوي
فى حفل (الأوسكار)، هل لاحظتم أن وجوه عدد من أشهر النجمات قد تغيرت صار التعرف عليهن صعبا، إن لم يكن مستحيلا، طبعا لو كنا بصدد حفل مصرى أو عربى فأنا أتحداك لو فقط تعرفت على خمسة وجوه من المائة اللاتى حضرن، ستكتشف أنهن صرن صورا من (كليشيه) واحد لا يتغير، مكتظم الشفتين، نافر النهدين، مستدير الوجنتين، إنه تزوير فى وجوه رسمية.
الملامح جزء من التعاقد الطبيعى بينك وكل المحيطين بك، إلا أن الغش طال الجميع، كل شىء من الممكن تزويره الذهب والنقود والعقود، حتى الأفكار يتم نسخها وتدويرها، بل، انتقل الأمر أيضا لعالم الحيوان، (يعملها الإنسان ويقع فيها الحيوان).
قبل شهر تم استبعاد 14 جملا من المشاركة فى مسابقة للهجن، تقام سنويا بالمملكة العربية السعودية، اكتشفوا أن الجمال يجرى عليها ما يجرى بالضبط على البشر، وهكذا تنتشر حقن (البوتكس) من أجل تكبير الشفايف والوجنات، لإضفاء ملامح جاذبة، بل وصل الأمر إلى إجراء عمليات جراحية لتصغير الأذنين، وإضفاء حيوية على الرقبة، وكأننا بصدد صراع بشرى، مثلما نرى أغلب النجمات مثل هيفاء وإليسا ونانسى وشيرين وغيرهن وقد تغيرت ملامحهن بين كل حفلة وأخرى، وبالطبع الخبراء فى لجنة تحكيم الهجن اكتشفوا تلك التلاعبات، والغريب أن الجمل هو الذى يدفع الثمن، حيث يحرم لمدة تصل إلى خمس سنوات من المشاركة فى المسابقة، رغم أنه ينطبق عليه فى هذه الحالة المثل الشهير (لا ناقة له ولا جمل).
قبل نحو شهر تمكن شاب من (كازاخستان)، ووصل إلى مشارف التتويج بتاج ملكة الجمال، عندما قرر أن يلاعب أصدقاءه ويتحدى متخصصين فى لجان تحكيم، فلم يضع أى شىء على وجهه استثناء الباروكة، أراد أن يُثبت أن الجمال الطبيعى لا يحتاج لكل تلك المستحضرات، التى تستهلك فيها النساء الكثير، ليس طبعا من مدخراتهن، ولكن الأزواج هم الذين يتحملون كالعادة تكبد النفقات.
(البوتكس)، وأخواته المنتشرات عالميا، أحال أغلب النساء إلى نموذج واحد، رغم أن الحياة أساسا قائمة على التعدد، المثل الشهير الذى يقول (يخلق من الشبه أربعين)، لم يعد صالحا الآن لأن الشبه تجاوز حاليا سقف المليون.
صار الأمر يشكل ظاهرة عالمية، دخل فيها أيضا الرجال، وهناك مرض نفسى يجعل الإنسان يتحول إلى إدمان حقن البوتوكس وإجراء جراحات التجميل.
نرشح لك – صور: 10 إطلالات مميزة في أوسكار 2018
هل الناس تصدق الفنانين باعتبارهم أكبر فئة تلجأ لتلك العمليات، أم هم لا شعوريا يتذكرون عمره؟، مثلا فاتن حمامة عاشت حتى تجاوزت الـ80، ولم تكن تخجل من الإفصاح عن سنوات عمرها، فهى تعلم أن الناس شاهدوها فى دور الطفلة (أنيسة) مع عبد الوهاب فى فيلم (يوم سعيد)، فكيف تهرب من الزمن، والشاشة صارت وثيقة؟.
لديكم عالميا مثلا ميرل استريب محطمة أرقام الترشح للأوسكار، حصلت عليها 3 مرات، ووصلت هذا العام إلى الترشيح رقم 21، هى من أشد الرافضات لفكرة التجميل لأنها تغير فى الملامح وتجعل الجميع أسرى لنمط شكلى واحد تذوب فيه الفروق، الممثل رأس ماله التعبير بالوجه، وتلك الخدود المشدودة و(على سنجة عشرة)، لا يمكن أن تنتظر منها تعبيرا صادقا، حيث تذوب المسافة تماما بين الابتسامة و(التكشيرة)، ولا تجد فرقا يذكر بين البهجة والألم، إنه حقا تزوير فى وجوه رسمية!!.