مروة سامي : أوصيكم ونفسي بالخيال

في المشهد الرائع بين صلاح ابن الناظر و اللمبي في فيلم الناظر … حينما كان اللمبي يريد أن يقوم بالواجب مع صلاح ابن الناظر فعرض عليه ما لذ و طاب من أفخر أنواع المخدرات …و عندما عرض عليه الزغروف فاستفسر منه صلاح و لماذا الزغروف بالتحديد فأجابه اللمبي الإجابة البليغه: (دا علشان الخيال). كنت اتمنى أن يسير المشهد على منوال مختلف وألا يرفض صلاح الهدية،ياليت صلاح ابن الناظر قد تناول الزغروف …فالخيال قيمة نحن في أمس الحاجة اليها .

 
لقد افتقدنا الخيال على نحو مريع، عافانا الله و إياكم من نقص الخيال و بالأحرى من الخيال السقيم. و إذ أشطح بخيالي فانني أتمنى ان يكون هناك أطباء يستطيعون تشخيص و علاج هذا المرض. فيمكن للطبيب أن يشخص حالة المريض بأن عنده نقص في الخيال، أو بأن خياله مريضا.

 
و إذا استطعنا تشخيص المرض ،فلابد لنا أن نسعى للعلاج، و كيف يتأتى ذلك؟ أنا سعيدة إنك سألتني السؤال دا، أو دعني أتخيل ذلك.

 
في سالف العصر و الأوان حينما كانت وسائل الترفيه المنزلي تقتصر على الإذاعة و الجرامافون حيث إذا شئت ان تحظى ببعض الموسيقى تضع الأسطوانة في ذلك الجهاز الأسطوري و تغمض عينيك و تستمع بالألحان، أو أن تدير المذياع و تستمع لبرامج الإذاعة و في تلك اللحظة تكون قد ضغطت على زر الخيال، و تتجلى تلك الحالة في حلقات ألف ليلة و ليله، حينما تستمع لشهرزاد و شخصياتها حين تصعد بهم جبالا و تهبط بهم ودياناً و تطيرهم على بساط الريح.

 

و يستوي في ذلك أيضا قراءة الكتب و لا سيما تلك التي تغزو بنا مناطق من الفكر لم نألفها، و طوبى للذين قرأوا ليعرفوا و ينطلقوا بأفكارفهم إلى آفاق لا محدودة. طوبى للذين يقرأون ليعرفوا لا ليصدروا أحكاما.

 
إننا في حاجة أن نتواصل مع الحياه الحقيقية و مع الطبيعة الأصلية، و أن نرى و نعرف و نشم و نلمس، و نمشي و نجري و نلهث و نرتاح، و نبكي، و نضحك حقا و صدقا. لا يجب أن تُعلب كل تلك التجارب و المشاعر في قوالب و أن تصب في عقولنا من خلال شاشات كبرت أو صغرت.

 
و انا الآن أتخيلك أيها القارئ مستفَز و مستغرب لكل أما أبديه من اهتمام لقيمة الخيال، فهل انتهت جميع مشاكلنا الحياتية، و لا ينقصنا إلا الخيال؟ و أنا أجيب تساؤلاتك الافتراضية، بنعم يا صديقي فنحن بدون الخيال لن نتقدم خطوة واحدة إلى الإمام، فهناك إنسان تخيل في يوم من الأيام أنه يطير و اعتُبر هذا ضربا من الجنون، و لكن ما رأيك في تلك الفكرة الآن.

 
كل ما يحمله لنا العلم و الفن من تجديد و تحديث و إبهار هو بالضروره إحدى بنات أفكار شخص ما ولدت و نمت وتطورت لتصير في يوم من الأيام خطوة في تقدم البشريه، لذا أوصيكم و نفسي بالخيال .

 

إقرأ ايضا

مروة سامي: يسري فودة.. أين مني برنامجٌ انت به؟

مروة سامي: غطيني وصوتي يا حاجة

 مروة سامي: معًا لتسديد ديون ال “MBC”

 مروة سامي: الإعلام واللي منه

 مروة سامي: طوني خليفة وأحمد التباع وبينهما هبة             

مروة سامي: من طه حسين إلى وفاء الكيلاني
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا