أحمد شعبان
أعلنت جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، الأربعاء، القوائم القصيرة لفروع الجائزة، فى دورتها الـ12 لعام 2018، وضمّت القائمة القصيرة في فرع المؤلف الشاب رواية “أمطار صيفية”، والتي تعد الرواية الثالثة للكاتب أحمد القرملاوي، بعد أن صدرت له المجموعة القصصية “أول عباس” في يناير 2013، ورواية “التدوينة الأخيرة” في أغسطس 2014، تلتها رواية “دستينو” في يوليو 2015.
نرشح لك: عبد الفتاح سالم يكتب: النور والظل في يوميات “أبو العلا” وحكاياته
بين عالمي التصوف والموسيقى تدور أحداث رواية “أمطار صيفية”، من منشورات الدار العربية للكتاب، صدرت عام 2017 في 220 صفحة، وتحكي عن وكالة الموصلي، وهى وكالة تجارية من العصر المملوكي، يعود نسبها إلى شيخٍ أسَّسها قبل قرون، تضمّ ورشة لتصنيع آلة العود، وحول هذه الوكالة وشيخها تدور الكثير من الأساطير، وتتمتع الرواية بكمًّ كبير من الزخم التراثي، قال عنها الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد: “هذه رواية رائعة، في لغتها وتكوينها.. عن الموسيقى، بلغة تحاول وتنجح أن تكون لها إيقاعات أسمي من الأرض. جديدة إذًا في موضوعها.. يقدم فيها أحمد القرملاوي شكل روائي مغاير وممتع”.
عن “أمطار صيفية” وعالمها، وعن جائزة الشيخ زايد، وعن عوالم رواياته المختلفة، ومشروعاته الروائية والقصصية الجديدة، ودراسته الهندسة وكيف أثرت على بناء رواياته، وتفاعله مع القراء، عن ذلك كله وغيره، حاور “إعلام دوت أورج” الكاتب أحمد القرملاوي، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1– ترشيح روايتي “أمطار صيفية” لجائزة الشيخ زايد كان مفاجئًا بالنسبة لي، وتوقع وصولي للقائمة القصيرة للجائزة كان صعبًا، لأن ذلك يعتمد على ذائقة أعضاء اللجان في الجائزة، كما أن المنافسة ليست سهلة وتكون قوية جدًا بين الأعمال المشاركة، لأنها ليست على المستوى المحلي فقط وإنما على المستويين العربي والعالمي.
2– لدي إحساس أني وصلت لدرجة من النُضج في كتابة نَص “أمطار صيفية” تؤهله للتنافس مع نصوص حقيقية وأدب جادّ، وعزز ذلك إشادة الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد بالرواية، وأبدى فيها رأيًا عظيمًا أوردته دار النشر على ظهر غلاف الرواية، وهذا أعطاني نوعًا من الاطمئنان واليقين أن أجد تفاعلًا واستحسانًا كبيرًا على المستويين النقدي والجماهيري، لذلك أنا لديّ أمل كبير بالفوز بالجائزة. و”أمطار صيفية” استغرقتنى كتابتها حوالي سنة، لكن عالمها كان يسكنني قبل ذلك بأعوام، ولم تُرشح لأي من الجوائز المصرية، ولو حدث وترشحت فأنا عندي أمل كبير لأن مستوى جائزة الشيخ زايد عالمي، وأنت تكون مرشح من بين أكثر من ألف كاتب في جميع الفروع.
3– التقديم للجوائز ليست مسؤولية الكاتب، وإنما دار النشر، فهي من تحدد وتختار الأعمال التي تتقدم للجوائز، لذلك كان مفاجئًا بالنسبة لي ترشيح روايتي، والحمد لله أنها حققت نجاحًا أكثر مما توقعت، وتجدر الإشارة إلى أنني لم اشارك في جوائز سابقة بالمجموعة القصصية، وأنتظر نتيجة جوائز الدولة التشجيعية لمشاركة روايتي الأولى “التدوينة الأخيرة” بها.
4– درست هندسة التشييد وتخرجت من كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2001، وأعمل مهندس معماري، وطوال عمري وأنا لدي ميول فنية واضحة، وشغوف بالرسم والموسيقى والقراءة، وكان هناك دافع لدى أسرتي ألا أدرس أدب أو فن ولكن أدرس هندسة أو طب حتى أحقق قدرًا من الاستقرار في الحياة العملية، فاخترت الهندسة المعمارية لأن فيها جانب فني متسق مع الرسم، كما أن التصميم الداخلي هو فن في الأساس ومليء بالخيال، وذلك ساعدني عندما قررت احتراف الكتابة الإبداعية، والخيال المعماري ساعدني في كل أعمالي الروائية وهو ما ظهر جليًا في “أمطار صيفية”.
5– رواية “أمطار صيفية” مرتبطة بمكان تاريخي ووصف أحداث الرواية وأجوائها كان به جانب كبير من المعمار والهندسة، كما أن روايتي الأولى “التدوينة الأخيرة” كانت فانتازيا وعالم خيالي وساعدتني دراستي للهندسة، أن أتخيل مكان جديد من الأول وأبنيه لتدور أحداث الرواية.
6– رغم أني روايتي الأولى “التدوينة الأخيرة” تدور في جو من الفانتازيا، والثانية “دستينو” تناقش مسألة عصرية، والثالثة “أمطار صيفية” بها جانب تاريخي، ورغم أن شخصيات الروايات الثلاث مختلفة، إلا أن هناك تساؤل واحد يجمعهم، يدور حول الحقيقة والعقيدة وقناعات الإنسان وكيف تتشكل وتؤثر في سلوكه، ومدى تأثيرها على رؤيته للحياة، هذا التساؤل مكرر في جميع أعمالي، لم أقصد ذلك على الإطلاق، لكنه فرض نفسه فى كل مرة، ويأخذ كل مرة صورة مختلفة، فهو دائمًا يلحّ عليّ.
7– رواياتي بها جانب ذاتي وشخصي يخصني، هي ليست عني لكن ما أكتبه ينبغي أن أكون عايشته وشغلني حتى أُجيد كتابته، هناك جزء ما من شخصيتي يُضفي نفسه على شخصيات رواياتي والعالم الروائي الذي أصنعه، فمثلًا في رواية “أمطار صيفية” هناك تفاصيل عن عالم الموسيقى والعود وصناعته وعزفه وتاريخه، فالعود معي منذ طفولتي، يلازمني دائمًا، و”أنا معنديش أخوات ذكور فهو كان أخويا، وأنا بعزف عليه من وأنا عندي 12 سنة، فهو جزء من حياتي وكان لازم يفرض نفسه في وقت من الأوقات ويدخل ويتسلل داخل نص من نصوصي، والحمد لله أن ده حصل في (أمطار صيفية)، وأنا سعيد بالتجربة دي وبالجانب ده منها”.
8– عنوان الرواية “أمطار صيفية” فيه نوع من المجاز، وكان اسمها “وكالة الموصلي” وهي الوكالة التي تدور حولها أحداث الرواية، ولكن مع مراحل التدقيق والمراجعة والمناقشة مع دار النشر اخترنا اسمًا جذّاب ومختلف، به مجاز ويتفق مع معنى الرواية ومدلولها أكثر من شخصياتها أو المكان الذي تدور فيه الأحداث.
9– مع بداية مشواري الأدبي وصدور مجموعتي القصصية “أول عباس” ثم صدور روايتي الأولى “التدوينة الأخيرة”، كنت شغوفًا بمتابعة موقع “جودريدز” للتعرف على آراء القراء، لكن هذا الاهتمام والشغف قلّ شيئًا فشيئًا بعد ذلك، وأهتم الآن أكثر باللقاءات المباشرة مع القراء، وأحرص على التواصل معهم سواء من خلال ندوات أو حفلات توقيع ومناقشة أو من خلال “نوادي الكتب” التي بدأت في الانتشار بشكل أكبر، أو حتى من خلال مناقشات مع مجموعة من القراء في مجموعات عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
10– أحب كتابة القصة القصيرة، وأحرص دائمًا على كتابتها في الفترات بين صدور رواية وأخرى، لأني لا أريد أن أفقد علاقتي بالقصة القصيرة، حتى لو لم يكن هناك شعبية أو جماهيرية كبيرة لها في السوق المصري بكل أسف، وأيضًا لا توجد حفاوة كبيرة لها في النشر. وقبل رواية “أمطار صيفية” كنت قد بدأت في كتابة مجموعة قصصية واستكملتها بعد صدور الرواية، وهي حاليًا شبه مكتملة.
11– أما بالنسبة للروايات، فروايتي الجديدة في مراحلها الأخيرة، وهي تدور حول موضوع شخصي إلى حد ما ومرتبط بجزء كبير من حياتي، فأنا قضيت طفولتي في دولة الكويت، وعدت إلى مصر مع بدء دراستي الجامعية، والرواية تدور بين عالم مصر والكويت، وبها جوانب ذاتية وجوانب أخرى لها علاقة بالعالم العربي والتطورات السياسية التي شهدها في فترة الثمانينات والتسعينات، وترصد الرواية أيضًا ما يدور في الفترة الحالية. وأنا بشكل أساسي أنشر كتبي من خلال الدار المصرية اللبنانية، لأن هناك تفاهم كبير وحب بيني وبين المسؤولين في الدار، ومن المقرر أن تصدر الرواية أولًا خلال الشهور القليلة المقبلة، قبل المجموعة القصصية التي سوف تصدر بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل.
12– أحاول ألا أحكم نفسي باعتبارات السوق، وألا أقدم فقط ما يريده الجمهور أو سوق النشر، لأني “لو عملت كده كون مصطنع والجمهور مش هيحبني وصعب يتقبل ما أكتب حتى لو كتبتله اللي هو عايزه، فالفكرة لازم تطلع مني، من جوايا، وتبقى شبههي يا إما مش هتوصل للناس”، وأثناء الكتابة والتحضير وقبل أن ينتهي العمل لا أضع أية اعتبارات سواء لطريقة النشر أو للجمهور أو لأي شيء، فقط أكتب ما يشغلني، وبعد الكتابة أعرض ما كتبت على دار النشر وأستشعر من خلالهم هل العمل سيلاقي ترحيب وجماهيرية أم لا، وأثناء الكتابة أعرض ما كتبت على المقربين مني سواء أمي أو أختي أو زوجتي أو أصدقائي الكُتّاب، لأستشعر من خلالهم بعض ملاحظاتهم “مش باخد رأيهم في الجماهيرية أو الفكرة لكن باخد رأيهم في هل فيه متعة وهل عايز تعرف زيادة ولا لأ فيه عندك ملاحظات ولا لأ، باخد منهم الاحساس والانطباع الأولي اللي هو بييجي من متعة القراءة لأن ده بيهمني جدًا، أن كل قاريء يقرأ النص يلاقي فيه حاجة تمتعه سواء على مستوى اللغة أو الشخصيات أو الفكرة نفسها”.
13– رواية “رحلة ابن فطومة” للأديب العالمي نجيب محفوظ من الروايات المهمة في حياتي وشكّلت وعيي، وكنت أحلم أن أكتب رواية تشبهها في الشكل والتكوين والبناء، والتنقل والترحال من مكان لآخر، لكن هذه الفكرة تراجعت مع الوقت ولم تعد موجودة، لأن لديّ رغبة بأن يكون لي مشروعي الخاص وهمّي الذاتي وتساؤلاتي وما أريد أن أطرحه بعيدًا عن الشكل، وهناك أشياء كثيرة تشغلني وأريد تجريبها.