محمد حسن الصيفي
طالعنا بالأمس مقال الكاتب الكبير صلاح منتصر “رسالة إلى محمد صلاح” بالأهرام، والذي لاقي ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل، لا تحدث في الظروف التقليدية لمقالات الرأي المعتادة للكاتب.
حيث تطرق منتصر للحديث عن شعر محمد صلاح، آمرًا إياه بحلاقته:
“فهو يجب أولا أن يحلق لحيته الكثيفة التى لا تتناسب مع سنه أو نجوميته ، والتى تكاد تضعه ـ من حيث الشكل على الأقل ـ فى سلة واحدة مع المتطرفين المتزمتين إن لم تضعه مع الإرهابيين أو المتعاطفين معهم على الأقل . وبعد هذا فإن عليه أن يعيد النظر تماما فى تسريحة شعره الكثيف الذى يبدو مهوشا ومنفوشا وكأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات”
فالكاتب ترك صلاح وأهدافه وتألقه اللافت في بلاد الضباب والتطور العظيم الذي دفعه لحصد جائزة أفضل لاعب في القارة السمراء، وحصده لجائزه أفضل لاعب في الشهر بالدوري الإنجليزي وعديد الأرقام المبهرة ليتحدث عن شعره الذي يجعله في سلة واحدة مع الأشرار!.
نرشح لك: حمدي الوزير يكشف سر غمزته الشهيرة
وبعيدًا عن كون المسألة اكليشيه لا منطق له سوى “وجدنا آباءنا كذلك يفعلون” فطبيعة الألفاظ نفسها بدت غريبة للحديث عن نجم مصري أصبح حديث العالم.
“مهوش” و “منفوش” “كأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات”….. افيهات عفى عليها الزمن ربما كانت مناسبة للاستهلاك في الزمن الجميل، زمن الخطيب وفاروق جعفر, وللمصادفة أطلق الاثنان الشعر منذ عقود ولم يقل أحد “مهوش ومنفوش”.
وهذا الذى أطالب به ليس غريبا، فيوم أصبح حسنى مبارك رئيسا للجمهورية كتب الدكتور يوسف إدريس مقالا فى الأهرام طلب فيه من مبارك أن يغير من تسريحة شعره . وبالفعل سمع الرئيس كلمات الكاتب المخلص واستجاب لها بمعرفة الخبراء المتخصصين فى دراسة ملامح الوجه والتسريحة التى تناسبه.
ولا أدري ما وجه الشبه بين صلاح “لاعب الكرة” ورئيس الجمهورية، فنحن نقول من باب المجاز أن “صلاح سفير لمصر” لكونه وجهًا مشرفًا لبلاده ولكن ليس من باب الحقيقة أنه يخضع للمقاييس الدبلوماسية في الأزياء وقصة الشعر.
فما يسري على القادة والساسة لا يسري على لاعب يرتدي “الشورت” ويركض خلف الكرة على العُشب الأخضر.
والعالم ممتلأ بالمشاهير في كل المجالات الذين يستخدمون أزياء وقصات شعر مختلفة دون أن يخرج مقال جهبذ ليأمرهم بالتخلي عن ذلك من أجل درء الشبهات والبعد عن الإرهابيين الأشرار.
والأصل في المسألة الحديث الشريف:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.
خصوصًا إن كان صلاح لم يأتِ بشئ منفر أو شاذ، لاعب كرة مُحترف وناجح ومتواضع وفي خدمة بلده وبلدته فما المطلوب أكثر من ذلك؟.