لا شك أن الحديث عن التأهيل والتدريب يشغل بال أغلب الشباب فى جميع المجالات وليس الإعلام فقط. وربما هناك تساؤل مهم فى بداية الأمر يراود الكثير منهم، وهو: ما هي الأليات المؤهلة لسوق العمل؟ الأمر الذى يجعلنا نبحث ونفكر كثيرًا حول إمكانية وجود مؤسسة عمل إعلامى أو حتى غير ذلك تكون بمثابة مدرسة عملية تترجم ما نتعلمه من مواد نظرية إلى أدوات عمل مهنى حقيقى على أرض الواقع، يتواكب مع متطلبات سوق العمل ويتفق مع قوانين التدريب المتقدم، والذى لا يعتمد على إيصال المعلومة فقط، لكن فى حقيقته هو تحول المعلومات إلى واقع وممارسة.
هذا التساؤل جزء مهم ورئيسى فى أذهان خريجى الإعلام بشكل خاص وشباب الإعلاميين بشكل عام، خاصة مع اتساع الفجوة بين المواد النظرية والآليات المهنية.
نرشح لك: د.محمد فياض يكتب:هو قالك فين
الشاهد دائمـًا هو ذهاب غالبية المؤسسات الإعلامية وغيرها إلى أهل الخبرة أو من يمتلك أقل الأدوات للعمل، وهنا تتقلص فرصة التدريب للخريجين أو الشباب الجدد إلا القليل من ساعدته الظروف.
وفى جانب ليس ببعيد عن ذلك، تميل بعض المؤسسات الشباب الجدد قليل الخبرات أو غير مكتمل الأدوات، وذلك لمعيار خاص لديهم. ربما الجانب المادى يكون هو المقصود مع استغلال لطاقة الشباب دون وجود محتوى جيد.
وفى كلا الحالتين يصطدم أى شاب بصخرة سوق العمل بدون أدوات عمل وبلا فرصة وممارسة حقيقة كشخص تحدثت إليه عن السباحة أو أهديته كتابًا حول ممارستها، لن يكون بكفاءة من ذهبت معه إلى الشاطئ وأريته عمليـًا كيف يعوم، ثم أعطيته الفرصة للممارسة. وهناك قول إنجليزى يؤكد أن الممارسة طريق الإتقان.
وهنا أمام الشباب طريقان؛ الأول هو العمل على كسب الخبرات والإمكانيات من خلال مراكز تدريب مختلفة ودورات أيضًا تحتاج إلى شكل عملى كبير. أما الطريق الثانى فهو اللجوء إلى ركوب الريح أو البحر والنزول إلى حقل العمل فى محاولة لكسب الخبرات عن طريق الأخطاء المتكررة. وهنا يأتى القول بأن أعظم الحقوق هو الحق أن تخطئ.
لا أريد فقط من هذه السطور إشغال القارئ بتحديات تواجه شباب الإعلاميين فقط بل أيضًا أهل الخبرات كما يقال عنهم، فمع تطورات الزمن برزت تحديات جديدة متعلقة بالتدريب والتطوير فى ظل التقدم المذهل الذى تحقق لوسائط الإعلام والتواصل الاجتماعى ما يتطلب ضرورة التطوير والتحديث من آليات واستراتيجيات العمل الإعلامى، ما يضع على هؤلاء مسئولية كبيرة فى مواكبة تطورات مهنة ارتبطت بكل ما هو جديد وحديث وتفاعلي.
نرشح لك: بسمة تدفع الثمن مرتين!
من هنا كان هذا الموضوع لحث القائمين على وسائل الإعلام والعاملين بها من أهل الخبرات وشبابها على دعم وجود جزء من الهيكل الإدارى يقوم على التدريب والتاهيل والممارسة وتبادل الخبرات، حول كل ما هو حديث ومتطور كلما وجدنا الى ذلك سبيلًا، كى نبدأ معًا رحلة البحث عن جيل مؤهل ومحترف نابع من مدرسة إعلامية حقيقية تتيح الفرصة للتدريب وتكسب الأدوات للعمل والاجتهاد وتمنح الثقة للنجاح والإبداع، تماشيًا مع القول بأنه ليست الرغبة فى الفوز هى التى تحدث الفرق الكبير بل الرغبة فى التدريب بهدف الفوز.