رباب طلعت
بعد عامين من الغياب، استطاع توفيق عكاشة ، صاحب قناة “الفراعين” المتوقفة عن البث، والبرلماني الذي أُسقطت منه عضويته بتصويت أكثر الأعضاء، والإعلامي “غريب الأطوار” الذي تمكن من جذب شعبية كبيرة بمجرد ظهوره على الشاشة إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، أن يختطف الأضواء، واهتمام الصحف والجماهير من جديد، عقب إعلان نبأ عودته لتقديم البرامج بداية من الأربعاء المقبل ولكن هذه المرة على “يوتيوب”.
نرشح لك: منى سلمان.. مذيعة تركت فراغًا على الشاشة
تفاصيل غير دقيقة، وحالة من الغموض، وتصريحات من مقربين منه لصمته وقراره بعدم التصريح المباشر والإفصاح عما ينوي فعله الأيام الجارية، أو شكل عودته للمشهد الإعلامي، إلا في الفيديو المنتظر يوم الأربعاء، والذي سيكشف من خلاله “كيف سيعود توفيق عكاشة؟”، ولكن السؤال الأهم “هل سيتقبل الجمهور عودة توفيق عكاشة؟” سنحاول فيما يلي الإجابة:
شرارة نبأ العودة
مساء أمس، نشرت صفحة غير رسمية لقناة “الفراعين” المملوكة لتوفيق عكاشة نبأ عودته، بتفاصيل مبهمة عن عودة الإعلامي لتقديم برنامجٍ جديد باسم “كلام جديد”، بدءًا من الأربعاء المقبل 14 مارس، دون توضيح هل ستكون العودة عبر شاشته أم شاشة أخرى؟
Geplaatst door قناة الفراعين op Zondag 11 maart 2018
ذلك السؤال أجابت عليه الصفحة غير الموثقة، بعد ساعات بمنشورٍ آخر، ونقلًا عن مصادر مجهولة أن البرنامج سيُذاع على “يوتيوب” قناة الفراعين، وليس الفضائية نفسها، وسيكون اسم البرنامج “كلام جرايد”، وليس “كلام جديد”، كما ذكرت سابقًا، منوهة أن نجله إبراهيم توفيق عكاشة الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام سيتولى مهمة إخراج وتصوير حلقات البرنامج لتكون جاهزة للعرض منذ الأربعاء المقبل، وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا، وأشار القائمون على الصفحة أن البعض خلط بين المنشور السابق لهم، وبين عودة البث للفراعين، وذلك ليس صحيح.
تفاصيل عودة "عكاشة" مجددا للساحة الإعلاميةكشفت مصادر تفاصيل ظهور الإعلامى الدكتور توفيق عكاشة مجددا بعد توقف دام لمدة…
Geplaatst door قناة الفراعين op Zondag 11 maart 2018
تفاصيل موجزة لمزيدٍ من الغموض
اقتصرت الأخبار المنشورة عن البرنامج على النقل عن تلك الصفحة أو البحث عن من يدلهم على أية تفاصيل، فخرجت تصريحاتٍ متفرقة في عدة مواقع، لم تقدم جديدًا، منها ما صرح به ماجد طارق سكرتير توفيق عكاشة، في بيانٍ إعلامي، وصل لبعض الصحافيين، واشتمل على التفاصيل السابقة المنشورة على الصفحة المذكورة، أما محمد توفيق عكاشة، نجل “عكاشة”، أكد ان والده سيلقي بياناً بالفيديو عبر “يوتيوب”، الأربعاء المقبل، بشأن ما أُثير عن عودته للظهور التلفزيوني عبر قناة الفراعين، دون تأكيد أو نفي ما إذا كانت العودة على “يوتيوب” أم شاشة القناة.
اكتفت بعض المواقع الإلكترونية، في سرد نفس التفاصيل المذكورة، على لسان مصادرٍ مقربة من الإعلامي الذي فضل الصمت وعدم الإدلاء بأية تصاريح، والاكتفاء باقتراب موعد بث الحلقة على “يوتيوب” كما ذكر نجله.
هل يعود “عكاشة” على “الفراعين”؟
لا مانع من ظهور توفيق عكاشة على شاشات التلفزيون، فلا قرار قد صدر بمنعه، واختفاءه الإعلامي العامين الماضيين كان للقرار الصادر بغلق القناة، نظرًا لتراكم مديوناتها، وللحكم الصادر بغلقها، والذي من المنتظر النظر في طعنه يوم 19 مارس الجاري، والذي اختصم “عكاشة” فيه محمد حامد سالم المحامي، الذي اختصم بدوره سابقًا كل من وزير الاستثمار، ووزير الإعلام، ورئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية، وتوفيق عكاشة مالك القناة، وحياة الدرديري المذيعة في “الفراعين”، في دعوى طالبت بغلق قناة الفراعين، بحسب ما اسمته التجاوز في أداء عملها.
أخبار أخرى، قد انتشرت الآونة الأخيرة عن محاولات لتوفيق عكاشة لمدينة الإنتاج الإعلامي لإعادة البث من جديد، والتفاوض حول المديونيات المتراكمة على القناة نظرًا لأنها “لم تعتمد على الربح السريع والإعلانات إنما توعية الرأي العام” بحسب ما قاله “عكاشة”، أي أن الأخير يحاول جاهدًا من الناحيتين المادية والقانونية تسوية الخلافات على قناته، لإعادة بثها، أي أنه من المحتمل أن تحمل الأيام المقبلة، أو الفيديو المنتظر أنباءً عن ذلك، ولكن الأكيد إلى الآن أن “عكاشة” سيعود، سواءً كان على “اليوتيوب” كما صرح المقربون له، أو “الفراعين” كما يسعى.
لماذا اختفى عكاشة؟
لا يوجد إجابة صريحة أو على الأدق “أكيدة” على هذا السؤال، فآخر ظهورٍ إعلامي لتوفيق عكاشة، كان في مارس 2016، بعد إسقاط عضويته البرلمانية، بموافقة 465 نائبًا، ورفض 16 آخرين في التصويت الذي أجراه رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، لإسقاط عضوية “عكاشة” الذي كانت شهرته الإعلامية وقتها “نائب التطبيع”،بعد تسريب صورة له في منزله مع السفير الإسرائيلي، ما اعتبره البعض “تطبيعًا” واعتبره أهالي دائرته البرلمانية -نبروه وطلخا- في محافظة الدقهلية، “خيانة”، ما دفعهم لإمضاء استمارات تطالب بسحب ثقتهم من نائبهم، لعدم أحقيته بها.
عقب إسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان، بعد 60 يومًا فقط، من أولى جلسات المجلس بنوابه الجدد، لم يظهر “عكاشة” إعلاميًا تمامًا، بالرغم من أنه قبل ذلك اليوم، حديث الصحافة والتلفزيون بمواقفه الغريبة، فتارة يظهر بلافتة مكتوب عليها “ممنوع من الكلام بأمر رئيس البرلمان”، وإما يضع على فمه لاصقًا دلالة على اعتراضه على منعه من “المجادلة والحديث” في الجلسات الأولى له في المجلس والتي شهدت العديد من المشادات، بينه وبين زملائه النواب، حتى وصل الأمر للإساءة المباشرة لرئيس المجلس.
تزامن خروج توفيق عكاشة من المجلس مع إغلاق قناة “الفراعين”، ما منعه من الظهور على شاشته، أي أنه اختفى كإعلامي وبرلماني في آن واحد، ولكن لماذا لم يذهب إلى قناة أخرى تكون منبرًا بديلًا ومؤقتًا له؟ لأن بالطبع ليست كل القنوات لديها الجرأة لتحمل تبعيات ظهور “عكاشة” عليها بسبب طريقته في الأداء، وهجومه على “خصومه”.
ذلك يفسره الأنباء المتعاقبة خلال العامين الماضيين بإصابته بأزمات صحية كبيرة منعته من ممارسة عمله، وتلك الأزمات لم تكن حديثة فقد ألمت به واشتدت أثناء الانتخابات البرلمانية، حيث إنه قد أصيب بأزمة قلبية، قيل وقتها أنها أدخلته في غيبوبة عدة أيام، وظهوره الأول وسط أبناء قريته “ميت الكرما” التابعة لمركز “نبروه” بالدقهلية، بجلباب فلاحي، وقد خسر الكثير من وزنه، وبدت عليه علامات المرض.
أزمات قضائية متعاقبة
بالرغم من أن نجم “عكاشة” الإعلامي قد انطفأ خلال العامين الماضيين، ولم يظهر بنفسه سواءً في الصحافة أو الإعلام، إلا أنه لم يغب عن صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية، بسبب القضايا المتواترة المذكور اسمه فيها، منها ما هو في محكمة الأحوال الشخصية، تلك المتعلقة بالنفقة وخلافها مع طليقته الإعلامية رضا الكرداوي، أو في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”إهانة القضاء”، واستئنافات الحكم بغلق “الفراعين” وغيرها.
https://www.e3lam.org/2017/12/30/272893
هل يتقبل الجمهور عودة عكاشة؟
عكاشة قد غاب عن الساحة الإعلامية نعم، لكنه لم يغب عن “السوشيال ميديا” فبعكس أكثر الغائبين، ظل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمون فيديوهاته وتعبيراته في “كوميكس” ساخرة من المواقف الحياتية اليومية، حتى إن من لم يتابعه، أو يعرفه قد عرفه بسببها، وعودته على “يوتيوب” على الأرجح ستكون أنجح من ظهوره على شاشة التلفزيون لإتاحته فرصة أكبر في “قص” لقطات من الحلقات واستخدامها في ذلك الغرض، أو كما علق البعض على نبأ العودة بأنهم “وحشتهم الضحكة” لافتين للحالة الكوميدية التي كان يصنعها بأسلوبه الغريب على الساحة الإعلامية.
ذلك لا يعني أن الجمهور سيتقبل عودة عكاشة، فحالة الوعي التي وصل لها المشاهد، خاصة فئة الشباب ممن يُصنفون على أنهم “مستخدمو السوشيال ميديا” والنقد اللاذع الذي يوجهونه للإعلاميين، والرفض التام لأخطائهم، ستجعل عودة “عكاشة” صعبة، حتى وإن حققت جماهيرية، لأنه أمام “جمهور من النقاد” لا “المشاهدين”.
الناحية الأخرى، وهم جمهور عكاشة الأصليين ممن هم أكبر سنًا وأقل تعليمًا والقانطين خارج القاهرة، هل سيهتمون بمشاهدته “أون لاين” على “يوتيوب” كحرصهم على ذلك عبر شاشة التلفزيون؟ أم أنهم سيعزفون عنه وهم جمهوره الأصلي لا جمهور “اليوتيوب” من الشباب.
أمرٌ آخر هو هل سيعود توفيق عكاشة بنفس طريقته القديمة التي عهدها على شاشة “الفراعين” والحديث بالساعات؟ أم سيكون له شكلًا جديدًا يراعي اختلاف تصنيف جمهوره الذي سيخاطبه؟