عام 1991، أثناء حرب الخليج، استطاعت شبكة الأخبار الأمريكية CNN أن تبث بثا حيا تفاصيل هذه الحرب.
للمرة الأولى على مستوى العالم، استطاع المشاهد في منزله أن يرى مباشرة الانفجارات والاشتباكات وتحركات الجنود ليلا عبر مناظير الرؤية الليلية. الأمر كان مثيرا وأشبه بألعاب الفيديو التي استوحيت فيما بعد من هذه التغطية.
وفي نوفمبر 1996 بدأت قناة ا«لجزيرة» بثها بميزانية قدرت حينها بـ150 مليون دولار منحة من الدولة القطرية. وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، ذاع صيت «الجزيرة» عالميا ببثها شرائط بن لادن وزعماء القاعدة. استمر الحال كذلك إلى أن دخلت قناة «العربية» حيز المنافسة مع «الجزيرة» في مارس 2003 بتغطيات متميزة استطاعت فيها السبق في عدة أحداث هامة مثل إذاعتها حصريا لحظة انفجار موكب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والذي أثبتت لجنة التحقيق الدولية صحته واعتمدت عليه في تقريريها.
وفي 1998 بدأ رسميا بث قناة النيل للأخبار، بتصريحات لن أنساها من رئيسها آنذاك الأستاذ حسن حامد استطاعت هذه المحطة منافسة كبريات المحطات العربية، وهو الوعد الذي لم يتحقق حتى الآن، ولم تستطع قناة مصر الإخبارية تحقيق أي نجاحات تذكر وتاهت في غياهب مشكلات ماسبيرو الإدارية والمالية حتى هذه اللحظة.
ومع بداية الحراك المصري عام 2005، حاولت الفضائيات ملء هذا الفراغ الإخباري ببرامج «التوك شو»، واستطاع برنامجا «العاشرة مساء» و«القاهرة اليوم» للمرة الأولى إذاعة لقطات من الانتهاكات التي صاحبت الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 2005 وتغطية حية لتفجيرات دهب وشرم الشيخ 2006 وانتشرت منذ عام 2008 هوجة «التوك شو» في كل الفضائيات التي كانت موجودة أو أنشئت في ذلك الحين، إلا أن تكالب الجميع على فترة المشاهدة المسائية فقط بدءا من الثامنة مساء حال دون تقديم خدمة إخبارية مباشرة على مدار الساعة.
و مع ثورة يناير 2011، بدء نجم «التوك شو» تدريجيا في الأفول، على حساب زيادة الاهتمام الإخباري الشديد بمعرفة تطورات الأحداث داخل مصر وخارجها، وبالتالي بدأت قناة مثل «ONTV» تقديم الخدمة التي احتاجها المشاهد في هذا الوقت.. الأخبار. هبت هوجة «الأخبار» بين الفضائيات كبديل عن هوجة «التوك شو»، وأصبح قوة تأثير المحطة يقاس بعدد النوافذ الصغيرة التي تنقسم إليها شاشتها، ولم يعد مستغربا أن تجد الشاشة مقسمة إلى 28 أو 30 نافذة صغيرة تنقل أي شيء من أي مكان، حتى ولو أربكتك هذه النوافذ الصغيرة ولم تستطع متابعة أي منها. المهم أن يكون عدد النوافذ أكثر من القناة المنافسة!
لن ترى هذا المشهد مرة أخرى إلا «على استحياء» خلال تغطية الانتخابات البرلمانية القادمة، لأن هذا «الهوس» الإخباري بدأ يخفت منذ نهاية العام الماضي، بعد تكبد الفضائيات خسائر ضخمة نتيجة إنفاق غير رشيد خلال العامين الماضيين، صاحبه استقرار داخلي للأوضاع، قللت حاجة المشاهد المصري إلى الخدمات الإخبارية المقدمة، حسب رأي أصحاب الفضائيات.
نسي أو تناسى أصحاب الفضائيات أن الأخبار مادة لا تنضب وتجاهلوا البث الحي لأخبار التفجيرات «المحدودة» التي تحدث مثلا باعتبارها تنقل صورة سلبية تكدر الرأي العام حسب رأيهم. نسي أو تناسى أصحاب الفضائيات أن الوزن النسبي للخبر يبرز حجمه الحقيقي وهو أمر يساعد توجه الدولة المصرية ولا يضره، وبامكانه إبرازالمتسبب الحقيقي للقلاقل. نسى أو تناسى أصحاب الفضائيات نقل مجريات الأمور في شمال سيناء، باعتبارها «منطقة محظورة» يصعب الوصول إليها، واعتمدوا فقط على بيانات القوات المسلحة، دون نقل إخباري حي مثلا لعمليات القوات المسلحة هناك، على غرار ما تفعله القنوات الإخبارية «الحقيقية» وأظن أن هذا التوجه يساعد الدولة المصرية إيضا ولا يضرها، ويخدم بـ«مهنية» شعار«مصر تحارب الإرهاب» الذي تنضوي تحته كل الفضائيات.
وفي ظل انتقال بؤرة الاهتمام الإخباري من القاهرة إلى عدن وتكريت وحلب ولوزان، وعدم وجود كيان مصري قادر على نقل الأخبار بمهنية على المستوى الداخلي وعجزه تماما على المستوى الخارجي، تخرج مصر الآن من المنافسة الإخبارية أمام القنوات السعودية والإماراتية وحتى الإيرانية، ويزيد من هذا الحزن معرفة أن معظم مؤسسي القنوات العربية هم مصريون من أبناء التليفزيون الرسمي والصحف المصرية.
يحدث هذا الآن ومصر بها قامات كبيرة أمثال حمدي قنديل ويسري فودة وحافظ المرازي ونجلاء العمري وعمرو خفاجي وغيرهم كثيرون، لم تكلف الدولة المصرية نفسها عناء سؤالهم عن كيفية النهوض بصناعة هم كانوا روادها ومعلميها لكل الدول العربية. يحدث هذا وشباب الإعلاميين المصريين الآن تطردهم قنواتهم بتبجح بحجة الخسائر دون إعطائهم أدنى حقوقهم ودون أن يلتفت إليهم أحد ودون وجود كيان نقابي يحميهم على الرغم من الوعود البراقة التي خرج بها نفر من هؤلاء الشباب بعد لقاء الست ساعات مع الرئيس ديسمبر الماضي. يحدث هذا بعد أن ترك أصحاب الفضائيات المهنة في يد المعلنين يفعلون بها ما يشاءون بحثا عن أرباح، فشلوا في تحقيقها.
مآسي هذة المهنة تزداد يوميا، ويبدو أننا سنضطر قريبا إلى إعلان انتهائها من مصر.
نقلاً عن جريدة المصري اليوم
اقــرأ ايضــا :
الحسيني عن وقف إبراهيم عيسى: بتموتونا من الضحك
تامر أمين: إسلام بحيرى متكبر ومبيحترمش حد
السيسي يرسل برقية تهنئة لمراسل cbc بمناسبة زفافه
محمد حليم بركات : هل يفكر إسلام أم يشكك ؟
إبراهيم عيسي: ليس أمام مصر إلا المشاركة في عاصفة الحزم
القرموطي يدخن “الشيشة” على الهواء
هل يحق لساويرس إدارة ontv عبر تويتر؟
مفاجأة.. برنامج إسلام بحيري مستمر علي “القاهرة والناس”
4 بدائل أمام إسلام بحيري للعودة من جديد
وقف برنامج إسلام بحيري خلال 15 يوماً
تأجيل دعوى إغلاق 62 قناة فضائية غير مرخصة لـ 3 مايو
27 جنيه سعر الإعلان لمدة دقيقة على القنوات ” الشمال”.
رفض دعوى السب والقذف ضد أحمد موسى
تأجيل محاكمة منى عراقي وطارق نور بتهمة إذاعة أخبار كاذبة
مناظرة القاهرة والناس : 6 أخطاء لإسلام بحيري
عمرو أديب : الجيش موجود للحرب مش لرصف الشوارع
عكاشة: الإعلام المصري سيُصيب مصر بنكسة
بسمة وهبة : بغير من كل واحدة محجبة
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا