تواترت منذ أسابيع قليلة مشاهد غناء طلبة المدارس لنشيد الفرقة 103 من الصاعقة المصرية “قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه” بناء على قرار وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، بتعميم إذاعته في الطابور المدرسي لدعم الجيش أثناء العملية الشاملة للقضاء على الإرهاب في سيناء، وقبل أن يثور الجدل بين رأي مؤيد ورأي معارض؛ أريد أن أسأل:
لماذا يصرون على مسخ كل عظيم؟ لماذا يصرون على تشويه كل إنجاز وإعجاز للجيش وللشهداء، لماذا يصرون على تحويل الذكرى الجميلة إلى ذكرى أليمة لدى ذوي الشهداء؟! من المسؤول عن كم الاستهزاء بالنشيد نتيجة مشاهد الرقص والطبل؟!
نرشح لك – قالوا إيه: أفضل ما قالوا
هل كان القرار بإذاعة النشيد أم بغنائه؟
والفرق شاسع، فإذاعة النشيد في نسخته الأصلية ستكون بصوت الجندي، صوت جهوري تتردَّد أصداؤه في جنبات المدرسة، أمَّا الغناء بأداء التلاميذ فلقد جاء عشوائيا جدا؛ إما بصراخ مفتعل، أو بأصوات نشاز تثير السخرية والامتعاض، مما يفقد الكلمات هيبتها وقوتها وهدفها.
ما الهدف من عرض هذا النشيد في الطابور الصباحي؟
تُردد الصاعقة هذا النشيد الحماسي لرفع الروح المعنوية أثناء التمارين الصباحية فتزيد الهمة والقوة. جاء إلى ذهني مشهد الصيادين على المراكب وعمال البناء، لهم أناشيدهم الخاصة أيضاً يرددونها لاستدعاء النشاط والصبر والقدرة على التحمل ومواصلة العمل الشاق، إذا فتلك الأغاني إمّا لإرهاب العدو أو لبعث الحماس بالأداء الجاد، لكن ما يفعله الطلبة من تمايل ورقص وتصفيق وضرب على الدفوف افتقر إلى الهدف من النشيد، لا هم تعرفوا من خلاله على قصة كل شهيد يرددون اسمه، ولا حتى رددوه أثناء تمارين الصباح.
ما يحدث مهزلة لا بد من إيقافها في أسرع وقت، والاكتفاء بإذاعة النشيد الوطني وتحية العلم، وإن كان لابد من إذاعة نشيد الصاعقة فيُذاع بصوت الجنود، وإن كانت الوطنية لا تغرس في نفوس التلاميذ بالأناشيد والأغاني، ودعم الجيش الحقيقي يكون بتقديم معلومات تعريفية عن بطولات القوات المسلحة، ووقائع تظهر شجاعة الجندي المصري وبسالته.