نقلا عن المصرى اليوم
سليمان جودة
فى برنامج «المصرى أفندى» على قناة القاهرة والناس، سألنى الأستاذ محمد على خير، عما إذا كان حسنى مبارك مدعواً إلى أن يكتب مذكراته أم لا، وعما إذا كانت كتابة مذكراته قضية خاصة تعنيه هو وحده، أم أنها مسألة عامة تتعلق بالصالح العام للبلد؟!.
وكان تقديرى أنها الأخيرة، وأن نزار قبانى عندما كتب سيرته الذاتية قال فى أول سطر فيها إنه يحب أن يكتب تاريخه بيده، قبل أن يأتى طرف آخر من بعده فيكتبه!.
وقد كتب نزار سيرة ذاتية من أبدع ما يمكن أن تطالعه فى حياتك!.
وإذا لم يبادر الرئيس الأسبق بكتابة تاريخه فسوف يكتبه آخرون بالنيابة، وسوف يكون الهوى، عندئذ، حاكماً، وسوف لا نعرف ونحن نقرؤها أين الخطأ فيها من الصواب!.
نرشح لك:فريد الديب يوضح حقيقة كتابة مبارك مذكراته
وأظن.. وبعض الظن ليس إثماً.. أنه يكتبها هذه الأيام، وأظن أيضاً أنه قطع فيها عدة أشواط، ثم أظن كذلك أن عليه أن يكتب محطات كثيرة مهمة فى حياته، غير أن أهمها فيما أتصور محطتان اثنتان!.
أما الأولى فهى السنوات الست التى قضاها إلى جوار السادات، نائباً للرئيس.. ففيها رأى بالضرورة ما لم يتمكن آخرون من رؤيته.. وفيها عرف ما لم يعرفه سواه.. وفيها جرى إعداده ليكون رئيساً.. وفيها كان الرجل الثانى فى الدولة دون منافس.. وفيها حصل على دروس فى السياسة من أستاذ سياسة.. وبفضل هذه الدروس استطاع أن يحتفظ بالحكم ثلاثة عقود من الزمان!.
ولولا تلك الدروس.. ربما ما كان قد استطاع!.
والمحطة الثانية هى السبع سنوات الأخيرة من الثلاثين عاماً التى قضاها فى القصر، ففى عام ٢٠٠٤ صارح وزير خارجيته أحمد أبوالغيط بأنه يشعر من فوق كرسى الحكم بأن الأمريكان يخططون للإطاحة به.. رواها السيد أبوالغيط بالتفصيل فى مذكراته، وقال ما معناه إنه أدهشه للغاية ما سمعه من الرئيس، ثم روى أنه احتفظ بما سمعه لنفسه، ولم يصرح به لإنسان، على مدى سبع سنوات كاملة، هى الفترة بين همس مبارك بما أحس به من جانب الأمريكان لوزير الخارجية، وبين تخليه عن السلطة فى ١١ فبراير ٢٠١١!.
ماذا جرى بين إدارة بوش الابن، وإدارة أوباما من بعده، وبين مبارك، بامتداد سبع سنوات كاملة؟!.. هذا هو السؤال الذى لا يملك الإجابة عليه إلا مبارك!.
وما لم يقدم هو هذه الإجابة، تفصيلاً، فسوف يأتى وقت نحصل عليها من غيره، هنا.. أو نحصل عليها عبر الشاطئ الأمريكى هناك!.
ولو أن أحداً طالع ما كتبته الحرباء هيلارى كلينتون، فى مذكراتها، فسوف يجد بين سطورها ما يشير بوضوح إلى أن إحساس مبارك الذى فضفض به على مسمع من وزير الخارجية كان فى محله تماماً!.