نرشح لك: أحدث إصدارات “نهضة مصر” بمعرض الكتاب 2018
أدارت الندوة الإعلامية نشوى الحوفي، مدير النشر الثقافي بنهضة مصر، وأشارت إلى أن الدار تهتم بشدة بهذا النوع من الكتب، موضحة أن ذلك الكتاب يعد الثالث للمؤلف السفير محمد البدري، في سلسلة يغوص فيها بين ثنايا التاريخ، يناقش الشخصيات التاريخية ويحاورها، محاولًا الوصول إلى إجابة عن كيف تُبنى الدولة؟، لافتةً إلى أن “البدري” أصرّ على أن تذهب عائدات الكتاب إلى صندوق تحيا مصر.
من جهته، قال “البدري”، إن كتابه “حي بين الأموات” يعد بمثابة الجزء الثاني لكتابه السابق “حوارات الموتى”، مشيرًا إلى أن الاختلاف بينهما أن الأخير يتحدث عن من يحكم مصر، ويقدّم نماذج لمفهوم رجل الدولة، بينما يبحث من خلال كتابه الجديد عن مفهوم الدولة القوية، وكيفية بناء الدولة ولحظة ميلادها، التي عادة ما تكون صعبة، وكيف تُبنى، خاصة في مراحل الضعف والثورة.
أشار إلى أن الكتاب يتضمن حوارات مع شخصيات أسست دولًا كبرى، منهم عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي، وكيف أعاد بناء الدولة الأموية والإسلامية أو العربية بعد حالة انهيار وضعف وانقسام، وجورج واشنطن قائد جيش استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وبطرس الأكبر مؤسس روسيا الحديثة، وغيرهم.
كما أن الكتاب يشتمل على حوارات مع الفلاسفة الأساسيين في علم السياسة، الذين وضعوا المباديء والقواعد الأساسية لمختلف الأيديولوجيات، تابع: “الهدف من الكتاب اني اوضح الأسس اللي اختارها هؤلاء الفلاسفة لوضع نظرية العقد الاجتماعي، واحنا عندنا كعرب مشكلة في استنساخ المفاهيم من الغرب، حتى تلك التي توقف الغرب عن استخدامها”.
أضاف: “أحد الحوارات يدور في عام 1848 ويتحدث عن الانتفاضة الأوروبية ضد الشمولية وكانت تسمى الربيع الأوروبي، ولكن أسس هذا الربيع الثوري كانت تختلف عما حدث عندنا في ما يسمى الربيع العربي، لكن للأسف الشديد اعتدنا على استيراد المفاهيم الأوروبية”.
لفت إلى أن الكتاب يركّز بشكل أساسي على مفهوم الشرعية، واستخدام كلمة “إسلامية” للتعبير عن شكل الحكم، موضحًا أن الأفكار التي تستخدمها الجماعات الدينية المتطرفة في العصر الحالي، كانت موجودة خلال عصور إسلامية مختلفة، وكان هناك صراع حول من له حق الولاية والحكم.
ذكر “البدري” أن الخوارج هم السبب في عدم تحول الإسلام لقوة عظمى، بسبب الحروب الأهلية والصراع على السلطة الذي أوقف بناء الدولة، مضيفًا: “الفوضى أخطر شيء على الدولة، لأنها تضعفها ولو استمرت تكون سببًا في انهيار الدولة، لذلك مفيش تقدم إلا ولازم أن تكون أركان الدولة ثابتة”.
من جانبه، هنأ الدكتور مصطفى الفقي، “البدري” على صدور الكتاب موضحًا أن المؤلف وفق توفيقًا شديدًا في فلسفة كتابة هذا النوع من الكتب التي يطوّع فيها التاريخ لما يؤيد ويوضح رؤيته وموقفه، مضيفًا أنه قد ساعده على ذلك ثقافته التاريخية الثرية، لافتًا إلى أن الكتاب يبشّر بنوع جديد من الكتابة التاريخية.
أردف: “كتاب حي بين الأموات، فيه نوع من الإبداع والخروج عن المألوف، لأن الكاتب يحاكم الماضي بسياق من عنده وعبر حوارات يقحم فيها خياله”، كما عبر عمرو موسى عن إعجابه بالكتاب، وناقش مؤلفه في جوانب مما ذكر عن الخوارج في التاريخ الإسلامي، وقال إن هؤلاء هم الآباء المؤسسين لما نشاهده اليوم من أفكار تحرّض على القتل والتطرف.