حينما طُرح أسم السيد موسى مصطفى موسى كمرشح للرئاسة كان هو الطرح الأضعف منذ بدأ التنافس في الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2005 فالرجل تكاد تكون شعبيته منحصرة في محيط أسرته وأصدقاءه ولذلك اعتقدت أن الرجل سيجوب الشوارع والميادين في محافظات مصر المختلفة ويعلن عن نفسه وبرنامجه الإنتخابي ولكنه لم “يضبط” متلبسا بتصريح أو لقاء إلا في مرات نادرة ولا نذكر منها سوى تصريحه إنه سيلغي “جامعة الأزهر” وكأنه أعتقد إنه مرشح لمنصب رئيس جامعة وليس منصب رئيس جمهورية!
نرشح لك:السيسي لأبطال العملية سيناء: احنا بنحارب عشان ربنا
الحقيقة أنه لا يوجد لدينا مرشح “محتمل” قوي في الشارع المصري وباسثناء انتخابات عام 2012 لا نتذكر منافسة قوية منذ بدأت الإنتخابات الحرة عام 2005 والتي حسمها مبارك لصالحه بفارق كبير جدا وبنسبة وصلت 89% من الأصوات تلاه أيمن نور بنسبة 7% ثم نعمان جمعة بنسبة 3%!!
وطوال السنوات الماضية بعد أحداث يناير 2011 ظهرت أحزابا جديدة وراءها كان عددا من رجال الأعمال لم تعمل بجدية في الشارع وبسبب ضعفها قامت بالاستعانة “من جديد” بنواب الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بدلا من الدفع بوجوه جديدة من داخلها ولذلك كان من الصعب أن تقدم تلك الأحزاب وجوها “قوية” ومقبولة في الشارع لإنتخابات الرئاسة أيضا، وهو ما استندت عليه حملة المرشح المنافس الرئيس “السيسي” حينما وجهت “اللوم” إلى القوى السياسية إنها لم تؤسس جيدا لنفسها خلال السنوات الماضية، وأيضا أكده السيسي خلال لقاءه مع المخرجة ساندرا نشأت بالفيلم التسجيلي “شعب ورئيس” إنه كان يتمنى وجود أكثر من مرشح، ولا يجب أن نحاسبه على عدم وجود منافسين آخرين.
أول مرشح.. محتمل
على متن طائرة خاصة في ربيع عام 2005 كنت وبعض الزملاء الإعلاميين متوجهين بصحبة عمرو موسى والدبلوماسيين العرب إلى “الجزائر” لحضور القمة العربية هناك وما إن استقرت الطائرة في الهواء حتى حضر إلى مكان جلوسنا السيد عمرو موسى وبعد فاصل من الدعابات أطلقها وتبادلها معنا، بدأ الحديث “السياسي” لنا حتى نبدأ في الكتابة عن أجواء القمة، في تلك الفترة تردد اسم عمرو موسى كمرشح محتمل للرئاسة في مصر عبر وسائل التواصل الإجتماعي وكان لا يزال يتمتع بشعبية قوية فالجمهور كان لا يزال يبحث عن قائد جديد له، وفجأة بادره أحد الزملاء بسؤال “ممكن تترشح في انتخابات الرئاسة؟” وهنا ساد الصمت بين الجميع وأنظار الجميع موجهة له في انتظار “إجابة” ربما تقلب الدنيا رأسا على عقب! فالسؤال مفاجيء له ولكنه عمرو موسى “ملك الكلام” فابتسم وقال له إجابتي إنك تروح تجلس في آخر الطائرة لحد ما نوصل.. وأطلق ضحكته المعهودة، ثم استكمل حديثه حول القمة العربية المنتظرة!
ممكن أن نقول وحسب أحوال مصر السياسية في السنوات الأخيرة أن عمرو موسى كان أول مرشح “محتمل” حقيقي قادر على المنافسة على منصب الرئاسة في مصر ولكن نظام مبارك لم يكن سيسمح بالفكرة أن تكتمل “خوفا” من أي عواقب مفاجئة بسبب شعبية الرجل الكبيرة بالشارع! ولذلك اختار المتنافسين الأضعف في الشعبية بالشارع المصري أيمن نور ونعمان جمعة وعدد آخر من رؤساء الأحزاب لدخول المنافسة.
وفي نهاية 2009 تكرر الأمر والسؤال لعمرو موسى ولكنه هذه المرة “إجابته كانت أكثر وضوحا” وقال لا شك أنني أطمح مثل غيري من المواطنين إلى الإسهام في إيقاظ مشروع نهضة مصر، واتخاذ قرار في هذا الشأن يخضع لاعتبارات عديدة” ولكن أحداث يناير 2011 غيرت كل أوراق اللعبة السياسية في مصر.
وللأسف الجمود السياسي كان عنوان مصر في الثلاثين سنة الأخيرة خاصة فيما يتعلق في عمل الأحزاب وقادتها ولذلك يظل “بحث أفراد الشعب عن “مرشح محتمل” طوال الوقت معلقا في الهواء!