كشف الناقد الفني طارق الشناوي عن رأيه في تولي السيناريست محمد حفظي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ40، وذلك خلال مقاله بصحيفة “المصري اليوم“.
فيما يلي نص المقال:
بينما تتوالى أفلام وفعاليات مهرجان مسقط السينمائى الدولى العاشر، الذى دفع بدماء جديدة يقودها المخرج الدؤوب محمد الكندى، ليتولى المسؤولية خلفا لمؤسس المهرجان وجمعية السينما العمانية المخرج خالد الزدجالى، بين كل ذلك جاء قرار تعيين السيناريست والمنتج محمد حفظى رئيسا لمهرجان القاهرة فى دورته الفارقة، التى تحمل رقم 40، ليدير الدفة مجددا للقاهرة.
ليس كل ما يُعرف يُقال، هناك دائما اعتبارات أدبية تحول دون ذكر كل التفاصيل، أتابع خلط الأوراق، وأحتفظ بالصمت، ليس من اللائق أن نبوح بما دار فى كواليس اللجان طالما كنت مشاركا فيها، لا اليوم ولا غدا، إنها مع الأسف صارت الفضيلة الغائبة.
قرار صائب ولاشك من د. إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بإسناد المهمة القتالية إلى حفظى، الدورة، والتى تُطل علينا بعد سبعة أشهر، تحتاج إلى عقل وخيال يقفز فوق الكثير من المسلمات.
نرشح لك: محمد حفظي يتولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي
كانت هناك محاولة (حنجورية) للدفع بأحدهم ليتولى القيادة ويديروا هم دفة المهرجان لحسابهم، وزيرة الثقافة أثبتت أنها لا تخشى الحنجورى.
لا يوجد فى الاختيارات مطلق، اللحظة الزمنية الحرجة تفرض علينا أن يجمع الرئيس بين عقلية تنظيمية واقتصادية، ووجه مقبول وإنجاز فى مجال تخصصه وخبرة فى إقامة المهرجانات.
حفظى لديه هذه المواصفات، كان حسين فهمى فى توقيت ما أحد الأسماء المؤهلة بقوة، ولكن لأسباب متعلقة بتوفير مساحة أكبر من الحرية أرسل اعتذاره للوزيرة.
هناك أيضا صراع داخلى بين عدد من العاملين بمهنة الصحافة والنقد، بحجة أن المهرجان يوفر لهم دعوات مجانية لحضور المهرجانات، أتمنى أن يغلق حفظى تماما هذا الباب، رأيت فى مهرجانات مثل (كان) و(برلين ) و(دبى) وغيرها، ناقدات فى مقتبل العمر يذهبن على حسابهن، هؤلاء هن عاشقات السينما، تستحق كل منهن أن تتواجد فى دائرة مهرجان القاهرة، بينما من ينتظر أن يمنحه تواجده بالمهرجان قوة لكى يقول للجميع نحن هنا، يجب أن يظل هناك بعيدا. المهمة الأولى لحفظى هى كيف تعود حالة الشغف، المهرجان فى السنوات الخمس عشرة الأخيرة بات منزوع الجماهيرية.
يوسف شريف رزق الله، الإعلامى والناقد المعروف وخبير المهرجانات الأول فى مصر، هو العمق الاستراتيجى ورمانة الميزان الفاعل فى اتخاذ القرار. هو الذى رشح ماجدة واصف قبل ثلاث سنوات لوزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، وهو أيضا، كما ذكر لمنة عصام فى الشروق، رشح لهذه الدورة أربعة أسماء بدأها بمحمد حفظى ووجد اسمه ارتياحا لدى الوزيرة.
لا أدرى ربما كانت هناك أسماء أخرى رشحت أيضا حفظى، توجه المؤشر إلى حفظى يشير إلى أنها تدرك تماما الكثير من التفاصيل، وأنها ستسقط قريبا دولة (الحناجرة)، نعم هناك مساحات شائكة سوف يضربونه منها، حفظى منتج له دوائر مصرية وعربية ودولية بها مصالح مادية، ولكنه قادر تماما على أن يبتعد عن تلك الخطوط الشائكة.
أكتب إليكم من مهرجان مسقط الذى يستحق طبعا مساحة خاصة به، فهو يمنح السينما المصرية الدائرة الأوسع حتى النشرة المصاحبة للمهرجان، تضمنت مقالا حمل توقيع الناقد الكبير الراحل على أبوشادى، يكشف كيف انحاز، وهو المفروض صوت الدولة، لكى يصبح صوت الحرية مدافعا عن فيلم (هى فوضى) فى عز سطوة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، لعب بورقة تهديد مخرج الفيلم يوسف شاهين بالاعتصام، لتصبح الفضيحة عالمية، فتراجعوا عن المصادرة!!.