وما أجمل لحظات اللا شئ لأنها حتماً ستقودك لشئ، وشئٍ لامع في الغالب، هذا ما حدث تحديدأ بالأمس، لحظة فراغ معتادة، يد تحمل الموبايل ويد تحمل “الريموت” وتعثُر مفاجئ أمام قناة Mbc Max ، وبداية فيلم “hachiko a dog’s story” فيلم يحكي عن ملحمة الكلب هاتشيكو في اليابان وإليك ملخص هاتشيكو :
ولد في نوفمبر 1923 ومات في مارس 1935 ، إشتهر “هاتشيكو” بوفائه الشديد لصاحبه السيد “سابورو أوينو” البروفسور في قسم الزراعة جامعه طوكيو والذي كان يرافقه صباح كل يوم أثناء ذهابه للجامعه وتحديداً عند محطة قطار “شيبويا” ، وينتظره عند عودته في نفس المحطة وفي نفس المكان أمام بوابة المحطة ليعودا للمنزل سوياً ، حتي 1925 وفي أحد أيام شهر مايو لم يعد البروفسور في الميعاد لأنه أصيب بنزيف في المخ مات علي إثره في أحد المحاضرات ، وظل هاتشيكو ينتظر صاحبه ، تظن كم من الدقائق ينتظره ؟ أو علي سبيل المبالغة كم من الساعات؟
لقد ظل ينتظر صاحبه 10 سنوات !!!
في نفس المحطة وفي نفس المكان وفي نفس توقيت عودته ، تلك هي المعلومات السريعة عن النبيل “هاتشيكو” الذي خلد اليابانيون ذكره بتمثال من البرونز في نفس المكان حتي الآن ؟!
الفيلم يجسد هاتشيكو “البطل” ومعه سيده الدكتور وزوجته وبنته وزوجها وأولادهم ، لا أدري كيف تركت الموبايل وتابعت الفيلم ، ولا أدري كيف مرت ساعتين بالتمام والكمال دون حركة كأني في حلم ، ولا أدري كيف تعاطفت بشكل غريب مع هاتشيكو الذي ظل يحلم بمقابلة سيده وصاحبه وحبيبه ، هل سأكتب أن هاتشيكو وفي لصاحبه وانطلق لأكمل السرد ؟!
لقد توقفت طويلاً عند هاتشيكو ووفائه وحبه الأسطوري وسأتوقف مراراً وتكراراً عند “كلب الهرم” وصاحبه الذي سيخرج قريباً من الحبس ، ولو أن مصر بها هاتشيكو واحد ماذا سوف يحدث ، وماذا لو ابتعدت السينما عن قصص الحب المزيفة والمنتجين تجار الشنطة أصحاب النفوس الضعيفة ، محبي المكسب السريع وقدمت لنا هاتشيكو في ثوب إنسان ، وماذا لوقدمت لنا فيلماً عن عُصفور أو كلب أو قطة أو حتي دجاجة !
ماذا لو استبدلنا موظفي المصالح الحكومية ببيروقراطيتهم وشنط الكوسة “المتخرطة” والبسلة “المتفرطة” بهاتشيكو !
وقتها لن تدفع أكثر من الرسوم الأصلية للأوراق ، فالكلاب لاتشرب الشاي !
ولن يدفعك أحدهم للذهاب لأستاذ فلان الكلب حتي يشاركه “نصبه الشاي المفتوحة”
الموضوع طويل ، والكلاب أحياناً أو غالباً أوفي من البشر ، وإذا لم تتعلم من الكون الواسع والكائنات التي تشاركك سكنه فلا خير ولامنفعه ، فالأمانة التي حملها الإنسان تهرب الجميع منها وظلوا وسيظلوا يتابعون في صمت ، وعالم الحيوان الذي نشاهد فيه العجائب ، عالم الإنسان يشاهد فيه الحيوانات الأعجب ولكن في صمت مطبق.
اقرأ أيضًا:
مشاكل أصالة في بيروت تربك “تاراتاتا”
موسى يطلق حملة لترشيح السيسي لنوبل