أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة العشرين من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، والذي تبدأ فعالياته من 11 إبريل الجاري وحتى الـ17 من نفس الشهر، وتتميز هذه الدورة بطابع احتفالي كبير بمناسبة مرور ٢٠ عامًا على إطلاق المهرجان. تحدث إعلام دوت أورج مع الناقد السينمائي أندرو محسن المدير الفني لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته المقبلة، وكان له هذه التوضيحات على الدورة العشرين للمهرجان، كاشفًا السمات المميزة لها عن الأعوام السابقة.
فيما يلي نستعرض نص تصريحات أندرو محسن:
1- رؤيتي لمهرجان الإسماعيلية كناقد أولًا قبل أن أكون أحد القائمين عليه في دورته المقبلة، أنه أحد أهم المهرجانات في مصر، وهو الوحيد المتخصص في السينما التسجيلية والأفلام القصيرة فقط دون غيرهما، وهذا بالتأكيد يعطيه طبيعة مختلفة حتى في الأجواء الخاصة به، لأنه في المهرجانات الأخرى يكون هناك اهتمام أكبر بفكرة النجوم والأسماء المعروفة، لكن هنا يختلف الأمر، لأن السينما التسجيلية بها نجوم كبار لكن ليسوا نجومًا بالمعنى الشائع لدى الجمهور عن المشاهير. لذا اعتقد أن هذا الأمر يعطي المهرجان قيمة سينمائية أكبر، إذ لا يطغى عليها التغطية المعتادة بشأن النجوم فقط، لكن الاهتمام الأكبر مُنصب على الأفلام والمحتوى المُقدَّم.
2- أيضًا المهرجان تولى رئاسته من قبل شخصيات كبيرة لها مكانتها، مثل الدكتور علي أبو شادي، والناقد الفني سمير فريد. كما شاركت أسماء مهمة في برمجته عمومًا بشكل أو بآخر مثل الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله، والسيناريست محمد حفظي وغيرهم..، أي أن المهرجان له تاريخ طويل جدًا من الإدراة الجيدة.
3- وفيما يخص الاستمرارية؛ فمهرجان الإسماعيلية واحد من المهرجانات القليلة التي قطعت شوطًا طويلًا في سنوات استمرارها بمصر، ربما المستوى يتذبذب أحيانًا لكنه استطاع دومًا الحفاظ على اسمه ومكانته، إن جاز التعبير.
4- السمة العامة للدورة المقبلة هي فكرة “الاحتفالية”، أي يكون هناك حدث كبير بمناسبة الدورة العشرين يليق باسم المهرجان.
5- وفي إطار الاستعداد لتكون الدورة المقبلة “استثنائية ومميزة”، تم عمل برنامج لأفلام الدورات السابقة التي حصلت على جوائز مهمة في المهرجان، بناءً على اقتراح عصام زكريا رئيس المهرجان، فهناك ما يقرب من 50 فيلم من الدورات السابقة سيتم عرضهم، بعضها يعود لفترة التسعينيات بل ويتميز بأنه من أفضل أفلامها، بالإضافة إلى أن هذه الأفلام القديمة يصعب الوصول إليها حتى من خلال الإنترنت.
6- سيكون هناك معرض لملامح الدورات السابقة سواء البوسترات أو المطبوعات وما شابه ذلك، بالإضافة إلى وجود كتاب تذكاري كان قد تم طرحه منذ سنتين لكن تم تنقيحه، عن ملخص كل الدورات السابقة وجوائزها بأهم ملامحها واللوائح، وذلك تحت إشراف زهير ممدوح المدير الإداري للمهرجان.
7- لجنة التحكيم ستكون بأكملها من الفائزين في الدورات السابقة، وهو ما يُعتبر مُميزًا ومختلفًا ويجعل للدورة العشرين طابعًا خاصًا، لأن لجان المهرجان تحرص عادةً على أن يكون بها أسماء مهمة وتعبر عن أكثر من دولة، وهذا العام حاولنا فعل ذلك بالإضافة لكونهم من الفائزين السابقين، مما أضفى تميُّزًا على اللجان.
8- معظم المهرجانات المصرية وليس مهرجان الإسماعيلية فقط، لديها أزمة في الميزانيات، لأن أغلب شركات التوزيع أصبحت تُطالب بمقابل مادي كبير لعرض الأفلام، فبالتالي نحتاج لدعم أكبر للحصول على أفضل الأفلام بدون وجود أي مشاكل في ذلك.
نرشح لك: 13 ملاحظة لـ أندرو محسن عن مهرجان الجونة
9- فيما يخص اختيار الأفلام، لدينا أفلام جيدة للغاية من أكثر من 40 دولة مشاركة في المهرجان، منهم دول عادةً لم تكن موجودة، فغالبًا التركيز يكون على أوروبا، لكن الدورة المقبلة لدينا دول كثيرة من آسيا وأفريقيا، بالإضافة للمشاركة العربية بالطبع.
10- اختيار موضوعات الأفلام حاولنا ألا يكون فيه تكرار للموضوعات التي تمت مناقشتها كثيرًا في الدورات السابقة، فمثلًا الدورة السابقة ركزت كثيرًا على قضايا اللاجئين، لكن العام الحالي حاولنا ألا يكون هناك أفلام عن نفس الموضوع إلا إذا كانت مميزة جدًا، لذا سنجد مثلا 3 أفلام تناقش هذه القضايا لكن بمعالجات مختلفة تمامًا ورؤية جديدة.
11- أردت أن يكون الطابع الأساسي للأفلام التسجيلية تحديدًا هذا العام، عبارة عن متابعة لشخصيات أو الموضوعات الإنسانية، لتكون الطابع الغالب على الأفلام، وليس مجرد متابعة لشخص بعينه، أي أنها متابعة شخصيات نصل من خلالها للأحداث نفسها.
12- نجحنا هذا العام في تجاوز عقبة انخفاض دور العرض في الإسماعيلية، بتوفير عدد كبير من من القاعات ليكون هناك فائض منها وليس نقصًا، منها قصر الثقافة والذي يكون ضمن المهرجان كل عام. أيضًا تعاقدنا مع سينما “دُنيا”، وهو أول تعاقد بيننا وستكون متواجدة طوال فترة المهرجان، فهي سينما مميزة في الإسماعيلية ومكانها مميز جدًا، بالإضافة للتنسيق مع المحافظة.
نرشح لك: استعدادات “القومي للسينما” للدورة الـ20 لمهرجان الإسماعيلية
13- من الأفضل إعادة هيكلة توقيت بعض المهرجانات، لأنه مثلًا بداية من شهر فبراير وحتى مارس لدينا مهرجان أسوان لأفلام المرأة ومهرجان شرم الشيخ، ثم مهرجان القاهرة لسينما المرأة وكذلك مهرجان الأقصر الأفريقي، أي 4 مهرجانات في فترة قصيرة جدًا. بعد ذلك في أبريل هناك مهرجان الاسماعيلية، وأيضًا “أيام القاهرة السينمائية”، إذن لدينا ما يقرب من 6 أحداث سينمائية هامة في شهرين فقط، ثم من أبريل حتى شهر سبتمبر لا توجد أي مهرجانات سوى مهرجان الجونة.
14- بالطبع خريطة المهرجانات المصرية مرتبطة بأشياء كثيرة، أهمها خريطة المهرجانات العالمية، لكن توقيت انعقاد المهرجانات المصرية يحتاج إلى إعادة نظر، ليكون لدينا على الأقل مهرجان جيد كل شهر.
15- في مصر عادة ننتظر المهرجانات الكبيرة لتكون مصدرًا للأفلام الجديدة سواء التي تُعرض خلالها أو تسوق في أسواق المهرجان، فكلما كانت على فترات متباعدة من بعضها البعض، يكون هناك فرصة للحصول على أفلام أخرى.
16- المهرجانات في الفترة الأخيرة ليست جميعها على نفس القدر من التأثير أو الاهتمام، وأتمنى أن تصبح جميعها على نفس القدر من النجاح، وأن يُعاد النظر كذلك في المهرجانات نفسها ومدى تأثيرها والاستفادة بها، بحيث تعطي وزارة الثقافة دعمها للأماكن المستحقة.
17- هناك تجربة ممتازة تستحق دعمًا كبيرًا من وزارة الثقافة، وهي مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، المقرر انعقاده نهاية أبريل الحالي، فهو “مهرجان شاب” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء في أن الدورة المقبلة هي الرابعة منه، أو أن القائمين عليه من الشباب وبجهود ذاتية تمامًا، صحيح أنهم بدأوا يحصلون على دعم من وزارة الثقافة بدءًا من الدورة الماضية تقريبًا، وكذلك الدورة المقبلة، لكنه نموذج جيد لفكرة توجيه الدعم للأماكن التي تستحقه بالفعل، فالمهرجان عليه إقبال كبير و”بدأ يكون له حس وبيفيد المدينة فعلا”.
18- أنتظر ردود الفعل على الأفلام الموجودة بالمهرجان، لنرى إن كنا نجحنا في اختيار أعمال جيدة أم لا، هل التنوع الذي أردناه واجتهدنا لتحقيقه كان جيدًا أم لم يُضف قيمة فنية، وأتمنى ان تكون النتيجة مرضية وعلى قدر توقعاتنا من النجاح والاجتهاد.