نقلًا عن جريدة المقال
الأعمال بالنيات، فمن حق كل مجموعة عمل برنامج أن تقول أن نيتها إضحاك الجمهور، لكن الجمهور لن يضحك بسبب النية الخالصة لصناع هذا العمل أو ذاك، وإنما لتوافر الشروط التي تثير ضحك الجمهور والتي ليس من بينها بالتأكيد “تقليد” البرنامج الذي حقق شهرة كبيرة في السنوات الثلاثة التالية للثورة وهو برنامج “البرنامج” لباسم يوسف، حتى يوسف لو كان استمر كان سيحتاج للتجديد للصمود أمام طوفان المزاج المتغير للجمهور المصري، فكيف تحاول برامج أخرى أن تبدأ من حيث بدأ باسم يوسف بينما القنوات المصرية كالعادة تسعى لأن تستنسخ التجربة الناجحة، تماما كما تفعل مع برامج النوستالجيا بعد نجاح “صاحبة السعادة”، وكما فعل المنتجون قبل الثورة عندما كرروا برامج “الكاميرا الخفية” التي يكون ضحاياها من الجمهور فاضطروا للاستعانة بممثلين لتمثيل دور الضحية ليضمنوا استمرار الضحك وفشلوا، ثم تكررت برامج “المقالب” التي يتعرض لها النجوم بين المشاهد يعرف عن ظهر قلب أن النجم الضحية يعلم التفاصيل مسبقا، وفيما يخص سلسلة برامج الكوميديا الجديد فات على المقلدين أن باسم يوسف كان يتمتع بكاريزما خاصة على خشبة المسرح، وأن جمهوره كان حقيقيا دائما بل كان هناك سباق أسبوعي من أجل الحضور، ويعرف صناع تلك البرامج أنه إذا لم يقتنع الجمهور الحاضر للتصوير بالإيفيهات يضحك عليها فمستحيل أن ينتقل الضحك عبر الشاشة للجمهور الجالس في المنازل، هنا تكمن الثغرة الأولى، عدم ثقة صناع هذا العمل أو ذاك في أن الجمهور سيضحك من تلقاء نفسه فيضطرون للإستعانة بجمهور تتم دعوته عن طريق العاملين في البرنامج أو حضور مدفوع الأجر، فلينخفض سقف التوقعات منذ اللحظة الأولى، بينما رفع باسم يوسف السقف عاليا حتى أنه شخصيا لم يتحمل لاحقا هذا “العلو” فغادر المشهد وترك من يحاولون التقليد يكررون فشلا تلو الأخر، و بخصوص دور شخصية مقدم البرنامج في إثارة الضحك، كيف يمكن استعياب أن يتحول مقدم برامج توك شو يحظى باحترام كبير إلى مقدم كوميدي كما فعل معتز الدمرداش، الأمر يشبه أن يتحول ممثل كوميدي لتقديم برنامج سياسي، كذلك من قال أن أكرم الشرقاوي الذي نجح في “كاركاترات مصطنعة” تثير الضحك بناء على مواقف معدة مسبقة وانطلاقا من أسئلة مستفزة تعتمد على ادعائه بأنه ليس مصريا، من قال أنه قادر على اضحاك الجمهور أسبوعيا خصوصا مع وضوح عدم إمتلاكه للثقافة اللازمة لهذه النوعية من البرامج، ليس كل مؤدي أمام الشاشة يصلح لأن يقود تيار الضحك، أما “أبلة فاهيتا” فيمكن أن ينطبق عليها المثل الشهير “من خرج من داره يتقل مقداره” فقد نالت شهرتها بسبب الظهور الخاطف في كليب منفرد أو دويتو أو مداخلة هاتفية أو مواجهة تلفزيونية، أبعد من ذلك كان على من يقف وراء فاهيتا أن يحسب الأمر جيدا،فاهيتا بوضعها الحالي لا يمكن أن تقدم كوميديا من على خشبة المسرح، والأفضل لها أن تتحول إلى شخصية “كارتون” تقدم كوميديا للكبار فقط على غرار عائلة سيمبسون وبما يسمح لها بأن تتحرك بعيداً عن خيوط التحريك التي جعلتها تجلس على مسرح “راديو” لحلقة كاملة وكأنها تنتظر عودة باسم يوسف لتقف إلى جواره فهي بمفردها أو حتى بصحبة الراقصة دينا غير مضحكة على الإطلاق حتى لو كانت النية تقديم برنامج كوميدي.
لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا
اقرأ أيضًا:
محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”
محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي
أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”
محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟
محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”
محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر
محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة
محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى
محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود
محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!
محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة
محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»
محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو
محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل
محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي
محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك