اليوم كتبت كلمة النهاية فى حياة “العراب” أحمد خالد توفيق، عن عمر يناهز 55 بعد أزمة صحية مفاجأة.
ولد أحمد خالد توفيق فى 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا، وتخرج فى كلية طب طنطا عام 1985 وحصل على الدكتوراه فى عام 1997، ويعد أول كاتب عربى فى مجال أدب الرعب والأشهر فى مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمى ويلقب بـ”العراب”.
نرشح لك : البراكين تثور حزنا.. مات أحمد خالد توفيق
نظر لنا الكاتب المتخصص فى “طب المناطق الحارة”، فى تسعينات القرن الماضى من نافذته الإبداعية بشكل جديد من أشكال أدب الشباب، بسلسة “ما وراء الطبيعة” والتى جازف فى نشرها صاحب المؤسسة العربية الحديثة، حمدى مصطفى حين انضم لها أحمد خالد توفيق.
لم ينقطع عطاء العراب، بعد ما حققت سلسلته الأولى نجاحا كبيرا ربما لم يتوقعه هو شخصيا، وكان بمثابة الدافع الذى حركه لإصدار السلسلة الثانية “عبير عبد الرحمن”، تلك الفتاة التى لا تصلح أن تكون بطلة على الإطلاق، ولكن رشاقة روحها القادرة على العلو والتعلق بالأمل والتنقيب عنه فى الصخور، جعلاها تنفذ إلى عالم “فانتازيا” الخيالى، فتلتقى بالأبطال أصحاب الروايات الأشهر على الإطلاق كطرازان ودراكولا التى نجت منه، وتخوض مغامرة من مغامرات ما وراء الطبيعة.
ولم يدخر عراب الجيل إبداعه فقدم العديد من الروايات، أبرزها “يوتوبيا”، التى يأخذك فيها لرحلة شيقة ومغامرة مدهشة مكتظة بالعجائب والغرائب، يقص عليك قصة عجيبة بشأن مصر المستقبل، ويحلق بك فى سماء مغامرات شيقة فيأخذك بصحبة جابر ابن شبرا وفقراء مصر، وراسم الفتى المدلل عديم الشرف القادم من “يوتوبيا”.
وحينما يتحدث العراب عن نفسه، يقول :”لا أعتقد أن هناك كثيرين يريدون معرفة أى شىء عن المؤلف.. فأنا أعتبر نفسى ـ بلا أى تواضع ـ شخصاً مملاً إلى حد يثير الغيظ.. بالتأكيد لم أشارك فى اغتيال (لنكولن) ولم أضع خطة هزيمة المغول فى (عين جالوت).. لا أحتفظ بجثة فى القبو أحاول تحريكها بالقوى الذهنية ولم ألتهم طفلاً منذ زمن بعيد.. ولطالما تساءلت عن تلك المعجزة التى تجعل إنساناً ما يشعر بالفخر أو الغرور…. الخلاصة أننا محظوظون لأننا لم نمت خجلاً من زمن من فرط جهلنا وضعفنا”.
ويقول عن الموت :”أنا أخشى الموت كثيرا ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون فى فخر طفولى نحن لا نهاب الموت كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقى”.
واليوم لم يتوان شبح الموت، فى قطف زهرة العراب من الدنيا، فيرحل الأديب الطبيب العراب فى 2 أبريل 2018 عن عمر يناهز 55 عاما، تاركا خلفه سيرة طيبة وكم هائل من الإبداع الأدبى، وجرحا لن يندمل فى قلوب كل محبيه ومريديه.