“شادي السرجاني” شاب عمره ستة وعشرون عامًا، يسكن في حدائق الأهرام – بوبات ناني، وهو Admin لصفحة “أقوال آسفة عند الحكماء والفلاسفة”، له تجربة تجارية سابقة فريدة من نوعها متمثلة في مشروع يصفه بالـ”مجنون” ولكنه فشل طبعًا، شخص بسيط وتلقائي.
وعلى عكس ما يعتقد، لا يتوفر لدى “شادي” الحد الأدنى من المؤهلات التي تمكّنه من الحصول على وظيفة، بنفس الدرجة التي يتوفر بها لديه الإصرار على إجابة الأسئلة التي توجه إليه خلال الـ Interview، غير معترفٍ بجملة “لا أعرف”، مفضلاً دائما الاجتهاد، أو “الفتي” بالأحرى.
نرشح لك: تطورات الحالة الصحية لـ أمل رزق
ما سبق من صفات ومعلومات عن “شادي” مسجل و”موثق” في البرومو التشويقي لبرنامج “شوف شغلك”، الذي يذاع مساء الثلاثاء من كل أسبوع على “راديو هيتس”، تقدمه “منة عامر”، وتشارك مع ” شادي” المشهد التمثيلي للـ “البرومو” بدور المدير، توجه له الأسئلة التي ستحدد إجاباته عليها مدى استحقاقه للوظيفة، يقوم بدور شادي في هذا المشهد المذيع “أمجد الشرقاوي”.
بعيدًا عن خفة الظل في البرومو، وقالبه الكوميدي، وإمكانية وصفه حرفيًا بـ”التشويقي”، يمكن النظر له من زاوية جدية؛ فهو يعبر بشكل رمزي عن الخط الرئيسي الذي تتناول حلقات البرنامج من خلاله مشاكل التوظيف الشائعة، ويقدم لها حلولا ونصائح موجهة من الضيوف لمتابعي البرنامج، سواء ارتبطت هذه المشاكل بالموظف أو بالمدير، فـ “البرومو” كما يوضح تواضع إمكانيات “شادي” كمتقدم للوظيفة، يكشف كذلك بعض العيوب لدى من يقوم بإجراء المقابلة، عندما تكون أسئلته ومعاييره التي يختار على أساسها نمطية – كليشيه – والتي تدفع المتقدمين للوظائف إلى تجهيز إجاباتٍ مسبقة ونمطية لها كذلك، يظهر ذلك – مثلا – واضحا عندما يجيب “شادي” عن سؤال “شايف نفسك فين بعد خمس سنين” بسرعة وتلقائية لا تخلُ من ثقة: “جونة.. أو راس شيطان لو في الشتا”!
تدلل على هذا الخط العام، مراجعة مواضيع الحلقات العشرة السابقة لـ”شوف شغلك” – وهي عمر البرنامج حتى الأسبوع الراهن – والتي دارت حول مواضيع كلها – حتى الآن – مهمة ومؤثرة، منها كيف نلتحق بمجال الـ Digital Marketing ، وكيف نبدأ مشروعا تجاريا وكيف نعمل على إنجاحه بعد اختيار مجاله بشكل صحيح في الأساس، كيف نتجنب الأخطاء الشائعة عند إعداد سيرة ذاتية – CV – كموضوع آخر، كيف نغير مجال العمل بشكل فعال ومفيد ” shifting career ” وغيرها من الموضوعات… باختصار وبالنظر إلى “كيف” المتعددة وفق التفصيل السابق، يمكن أن ننتهي إلى أن نتيجة الحلقات الثابتة – مجازا – هي الـ “Know How” الخاصة بالموضوعات التي تم تناولها فيما يخص مجال التوظيف، ومجال التدريب أيضًا.
لماذا يجب على “شادي السرجاني” أن يتابع البرنامج؟
* هو البرنامج الإذاعي الوحيد في الوقت الحالي المختص والمتخصص في مجال التوظيف والتدريب.
* انتقاء الضيوف بدقة، وبشكل يخدم موضوع الحلقة، فهم كوادر قيادية في مجال عملهم.
* إدارة الحلقة والحوار، ممتعة ومفيدة، فزمن الحلقة الأسبوعية ساعة واحدة، تتخللها – بطبيعة الحال – أغنيات، لكن مع ذلك فمضمون الحلقة “دسم” ومركّٓز، وقد يرجع ذلك للإعداد الجيد لها، فالأسئلة التي يتم توجيهها للضيف، تستوعب أغلب الأسئلة التي يحتمل أن يسألها المستمعون، وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن الضيوف غير مذيعين أو إعلاميين، سندرك أن توجيه الحوار معهم لصالح المستمعين بالضرورة لن يكون بالأمر السهل على من يدير الحوار، خاصة في زمن الحلقة القصير.
* يقدم البرنامج شكلًا تفاعليا جديداً مع المستمعين، فبالإضافة إلى التفاعل من خلال الرسائل والتعليقات على Facebook، يتم التفاعل أيضًا من خلال role play، الذي يقوم فيه أحد المستمعين – وبشكل عشوائي – خلال مداخلة تليفونية للبرنامج بإجراء interview مع الضيف مثلاً، وهكذا بحسب موضوع كل حلقة، يعقب بعدها ضيف الحلقة، موضحا نقاط القوة والضعف التي اكتشفها في المستمع، بما يمثل تدريبا عمليا للمتصل وللمستمعين.
* التناول المختلف للمواضيع، فحلقة ال shifting career مثلاً، موضوعها مكرر وشائع، لكن تم تناوله بشكل مختلف باختيار نوعية الضيف ابتداءا – مدير إدارة الموارد البشرية في إحدى الشركات – مرورا بنوعية الأسئلة، وانتهاءا إلى نتيجة الحلقة، التي لم تكن تناقش الخطوات المهنية للتغيير فحسب، بقدر ما اهتمت بشكل أكبر وغير مباشر بالإجابة عن التساؤل الأهم “هل هذا التغيير مفيد أصلاً، وما هي البدائل له في حالة لو لم يكن ممكنا أو غير احترافي”.
ما الذي قد يضايق “شادي السرجاني” لو كان يتابع البرنامج؟
* تغطية الـ “Social Media” لحلقات البرنامج، والمتزامنة مع الحلقة، والتي تستمر لما بعدها بقليل، ليست التغطية في حد ذاتها بالطبع، ولكن مضمونها وتتابعها بشكل سريع خلال إذاعة الحلقة، فمن الأفضل أن تكون أقل نوعا ما، معززة ب Content أقوى ينشر بعد انتهاء الحلقة، يركز على جوانب أكثر فيها، فالاكتفاء بالصور مكتوب عليها بعض هذه الجوانب – على جاذبيتها – لن تكفي “شادي”، أو من لم يتابع الحلقة.
* لا يفضل شادي الحلقات المسجلة، لكي لا يفقد ميزة البرنامج التفاعلية، والمؤثرة على النحو الذي سبق توضيحه.
“شوف شغلك” في المجمل برنامج ممتع ومفيد ومتفرد، ويمكن لشادي أن يتغاضى عما قد يضايقه، في حالة لو قرر أن “يشوف شغله”، ويتابع البرنامج.