أسماء شكري
تنتابك الحيرة إذا أردت تصنيفه، هل هو كاتب أم شاعر أم ناقد أم باحث؟ فلا تلبث أن تجده يصلح لكل هذه الألقاب.
شعبان يوسف المؤرخ الأدبي.. الذي يوافق اليوم عيد ميلاده، يُعتبر من أبرز رموز المشهد الثقافي المصري لسنوات طويلة، قضاها في الكتابة والنقد الأدبي، والبحث والتنقيب عن كنوزنا الثقافية والأدبية، ورموزها المنسية بشكل خاص.
نرشح لك – عمرو يوسف عن كندة علوش: “أحلى ست في العالم”
وُلد “يوسف” في 7 إبريل عام 1955، درس في كلية التجارة الخارجية، وشارك فى الحركة الطلابية فى السبعينيات من القرن الماضي.
ورشة الزيتون
ورشة أدبية أسسها شعبان يوسف بمشاركة الكاتب الراحل فخري لبيب عام 1979، ولا تزال تمارس نشاطها الأدبي حتى اليوم، في الإثنين من كل أسبوع، وتعد منارة ثقافية تنويرية أدبية على مدى أكثر من 38 عامًا.
يحكي “يوسف” أنه أسسها هو و”لبيب” بمجهودات فردية، فلم تكن هناك جهة تدعمها أو تشرف عليها، ولا رجال أعمال يساهمون في تمويلها، مؤكدًا على أنها قامت على أكتافهما.
اكتسبت الورشة اسمها من وجودها في حي الزيتون، ورغم بُعد مكانها عن منطقة وسط البلد – قِبلة المثقفين في مصر – إلا أنها نجحت في تكوين قاعدة عريضة على الساحة الأدبية والثقافية.
من الشعر إلى البحث والنقد
يُعتبر شعبان يوسف شاعرًا في الأساس، وله عدة دواوين ومسرحية شعرية، ولكنه توقف عن كتابة الشعر منذ 10 سنوات تقريبًا، وتفرغ للبحث الأدبي والنقد.
يقول “يوسف” في هذا الشأن: “في فترة من الفترات شعرت باليأس من الشعر، وأن الشعر الذي أعرفه ليس محل ترحيب من الجماعة الثقافية فى ذلك الوقت”.
أضاف أيضًا: “بعد ذلك، خطفنى الجانب البحثي والنقدي من الشعر، تعلقت روحي به، ووجدتنى أميل أكثر للبحث، على حساب التأمل الذي يتطلبه الشعر طوال الوقت”.
يؤكد أنه ما زال يكتب الشعر حتى الآن، وينشر مقاطع منه على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
مؤلفاته
أصدر سبعة دواوين شعرية وهي: مقعد ثابت فى الريح 1993، معاودات 1994، كأنه بالأمس فقط 1998، تظهر فى منامي كثيرًا 1999، ديوان بعنوان (1999)عام 2002، أكثر من سبب لعزلة 2002، أحلام شيكسبيرية 2008.
كتب مسرحية شعرية واحدة بعنوان “بقعة ضوء تسقط معتمة”.
له كتب نقدية كثيرة نذكر منها: “خلوة الكاتب النبيل” عن الكاتب إبراهيم أصلان، ” نجيب الريحانى.. المذكرات المجهولة”، “صرخة فرج فودة” بمشاركة د.عزة كامل، “شعراء السبعينيات.. السيرة.. الجيل.. الحركة”.
ثلاثية على الهامش
أصدر شعبان يوسف في الفترة الأخيرة ثلاثة كتب، تناقش قضية واحدة تقريبًا ولكن من زوايا مختلفة، وهي قضية المهمشين في الثقافة، سواءًا كُتّاب أو شعراء أو نقاد.
الكتاب الأول بعنوان “ضحايا يوسف إدريس وعصره”، والذي واجه هجومًا كبيرًا منذ صدوره في عام 2017، نظرًا لهجومه على يوسف إدريس، ورفضه وصفه بأنه أول من كتب القصة القصيرة، فقد أوضح شعبان يوسف أنه كان هناك كُتاب قصة قصيرة قبل “إدريس”، مُسلطًا الضوء عليهم في كتابه.
والكتاب الثاني بعنوان “لماذا تموت الكاتبات كمدًا”، يحكي “يوسف” أنه كتبه من منطلق فكرة صادمة وجدها راسخة لدينا، وهي أن المجتمع لا يسمح للكاتبات بالانطلاق، ولا يتيح لهن ما للرجال.
الكتاب الثالث بعنوان “المنسيون ينهضون” والذي تحدث فيه عن 20 كاتبًا ما بين شعراء ونقاد وروائيين وباحثين، لم يأخذوا حقهم من التقدير والعرفان، مؤكدًا أنهم مبدعون مظلومون.