محمد أحمد حسن
لأن الصحافة المحلية ليست شأنًا ثانويًا، ولأنها همزة الوصل بين سكان الأقاليم ومسئولي الحكم المحلي، ولأنها تُلقي الضوء على قضايا وموضوعات ربما لا تنتبه إليها الصحف الصادرة في العاصمة، وكذلك لأنها بمثابة “مفرخة” للكوادر الصحفية الصالحة للعمل في الصحف الكبرى، التقى “إعلام دوت أورج” بالكاتب الصحفي علاء إبراهيم، رئيس تحرير جريدة صوت المنيا، الصادرة عن ديوان عام محافظة المنيا، منذ عام 1982، من أجل التعرف على أسباب استمرار الجريدة إلى وقتنا هذا، بالرغم من توقف عدد كبير من الصحف المحلية في المحافظة، وغيرها من محافظات الصعيد، وأيضًا أسباب تدهور أوضاع الصحافة المحلية، ورؤيته لتحسين وضع الصحافة المحلية بشكل عام.
نرشح لك : صورة : الترويسة الجديدة لجريدة المصري اليوم
الجريدة كما نعرف تصدر عن محافظة المنيا.. فهل يتدخل المحافظ في السياسة التحريرية للجريدة؟
الجريدة هي إحدى المشروعات التابعة لمحافظة المنيا، والمحافظ هو رئيس مجلس إدارة الجريدة، ورغم ذلك لم يتدخل إطلاقًا في أية أمورٍ متعلقة بالسياسة التحريرية، بل على العكس فإنه كان دائمًا يلفت نظرنا إلى التعمق في تناول مشاكل المواطنين، لأن الجريدة بمثابة همزة وصل بينهم والجهاز التنفيذي، وهي عين الجهاز على مشاكلهم، و عندما كان يجد إفراطًا في نشر صوره فإنه كان يُبدي ضيقه من ذلك، كذلك يرفض التركيز على الأخبار الخاصة به فقط.
كثيرٌ من الصحف المحلية تعاني من ظاهرة التوقف عن الصدور بعد فترة قصيرة جدًا من انطلاقها.. فما سبب استمرار جريدة صوت المنيا إلى الآن؟
جريدة صوت المنيا جريدة عريقة عمرها 36 سنة، وليست وليدة اللحظة، وتمتاز بانتظام صدورها، والمواطن، والمعلن لديهم ثقة في المادة المطروحة فيها، والفرق بيننا وبين الصحف الأخرى أن مصادر التمويل الخاصة بهذه الصحف وكذلك توزيعها ضعيفان.
لماذا لا تفكر إدارة و هيئة تحرير الجريدة في عمل موقع الكتروني أو صفحات على مواقع السوشيال ميديا لاجتذاب الأجيال الشابة من القراء؟
ندرك أهمية ذلك.. و لكننا ركزنا في الفترة الأخيرة على الجريدة الورقية بعد فترة من تعثرها في الصدور، لكن بالفعل نُعِدُ لإطلاق موقعٍ إلكتروني متميز، وهناك صفحة للجريدة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
من وجهة نظرك ما هي أسباب تدهور وضع الصحافة المحلية في المنيا وغيرها من محافظات الصعيد؟
تدهور الصحافة المحلية يعود إلى افتقار الصحف الإقليمية إلى موارد تساعد على الإنفاق على الجريدة، و هذا يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على انتظام الجريدة في الصدور، وقديمًا كانت تلك الجرائد بمثابة المصنع الذي يُخرِج صحفيين، ويؤهلهم للعمل بكبرى الصحف في القاهرة، ومعظم مراسلي الصحف المتميزين كانت بداياتهم في محافظاتهم، لكن الآن فإن عددًا من الصحفيين الشباب يتسمون بضعف مستواهم المهني والتحريري، نظرًا لعدم وجود ضوابط مهنية، فعلى سبيل المثال نجد أن بعض العاملين في الصحف الإقليمية هم من الحاصلين على الدبلومات، وهذا لا يليق بمهنة الصحافة، كما أن هناك كثير من غير الموهوبين ينتحلون صفة “الصحفي”.
ما هو المطلوب لتعزيز و تقوية الصحافة المحلية؟
من المفترض أن يقوم قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنيا بإعداد الطلاب المقيدين في شعبة الصحافة إعدادًا يرتكز على الجانبين الأكاديمي والمهني، وكذلك تدريبهم بإصدار صحيفة برعاية الجامعة تتناول مشاكل المحافظة، ويجب على الصحف الإقليمية أن تهتم باختيار أفضل الكوادر الصحفية من شباب الخريجين وصقل مهاراتهم عن طريق التوجيه و التدريب، وعلى الشركات والمصانع الكبرى المتواجدة في الأقاليم أن تدعم الصحف الإقليمية، لكي تظل موجودة في السوق الإعلامي.