إيمان مندور
يواصل مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، في دورته العشرين، فعالياته لليوم الرابع على التوالي، حيث يشارك في الدورة الحالية 62 فيلمًا من 48 دولة ضمن أربعة مسابقات.
على هامش الفعاليات التقى إعلام دوت أورج بـ عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية السينمائي، والذي كشف خلال الحوار توقعاته للدورة الحالية، كما تحدث عن صناعة السينما في مصر عمومًا، وما تواجهه من أزمات وتحديات. وفيما يلي أبرز تصريحاته.
1- ردود الفعل عن الدورة الحالية جيدة للغاية حتى الآن، ونتمنى أن تستمر بل وتكون أفضل خلال باقي أيام المهرجان، لكن في الحقيقة لا أنشغل الآن بالتفكير حول مدى تحقيق الدورة العشرين للتوقعات التي سعينا لها أم لا، لأن تركيزي مُنصب الآن على الثلاثة أيام المتبقية، وعندما تنتهي الدورة سنبدأ في التفكير في السلبيات والإيجابيات، وهل حققنا ما أردناه أم لا.
نرشح لك – نيكول سابا تعتذر عن الظهور الإعلامي لهذا السبب
2- السينما بأكملها مظلومة في مصر وليس السينما التسجيلية فقط، باستثناء السينما التجارية، حتى السينما الروائية الطويلة الجادة “ملهاش جمهور ومظلومة والناس متعرفش عنها حاجة”، فالجمهور والإعلام طوال الوقت يهتمون بأفلام السبكي وما بها من راقصات أو الألفاظ البذيئة التي ترد في بعض الأفلام، ولا يهتم أحد بتسليط الضوء على الأعمال الجيدة، وبالتالي لا تصل بالقدر الكافي للجمهور.
3- الفن الجاد عمومًا مظلوم للغاية ويتم التعامل معه باستهانة في مصر، وليس الأفلام التسجيلية والقصيرة والتجريبية فقط.
4- عدم الاهتمام بالفن الجيد يعود لثقافة الشعب المصري والتي بدأت من الأسرة في البيت التي تتعامل مع الفن بأشكاله المختلفة باعتباره “كلام فارغ”، والمدرسة ومستوى التعليم في مصر الذي انحدر بطريقة ليس لها مثيل في العالم، وكذلك الإعلام المصري الذي يهتم بـ”الفرقعة” وجذب المشاهد بـ”الحاجات الرخيصة”، ولا يهتم بالأعمال والفنون الجادة.
5- قديمًا عندما كان التليفزيون المصري عبارة عن قناتين فقط، كان هناك برامج ثقافية وسينمائية متخصصة، لكن حاليًا ورغم كثرة القنوات الفضائية لا يوجد برنامج ثقافي واحد “تقيل” ولا حتى برنامج سينمائي يهتم بالفن الجيد وليس الأخبار الخفيفة “التافهة”.
6- إعادة الاهتمام بالفن يعتمد على منظومة متكاملة، تبدأ من الأسرة مرورًا بالمدرسة والمجتمع وصُنّاع الأفلام والإعلام.
7- لا بد أن نهتم بتربية النشء الصغير على حب الفن والاهتمام به، وهو ما يحدث في العديد من دول العالم، فأثناء زيارتي لمتحف اللوفر في فرنسا وجدت إحدى المعلمات تصطحب أطفالًا صغارًا وتشرح لهم اللوحات، “فأكيد دول لما يكبروا هيطلعوا بيفهموا الفن وبيحبو ويحترموه”، وهذا ما ينقصنا في ثقافتنا المصرية.
8- ركزنا منذ العام الماضي على الاهتمام بالجمهور وليس المتخصصين فقط، وهذا لن يحدث في دورة واحدة بل يحتاج لسنوات طويلة لأن تغيير أي ثقافة يحتاج لمجهود تراكمي.
9- هناك اهتمام إعلامي نسبي بالمهرجان، وإن كان لم يصل للحد المطلوب إلا أنه الأفضل هذا العام مقارنة بالدورات السابقة، لكن ليس على نفس القدر من الأهمية مقارنة بمهرجانات أخرى، وذلك بسبب افتقاره للنجوم المعروفة، لأن الإعلام يهتم بإظهار المشاهير من الفنانين والفنانات وما يجذب الجمهور فقط.
10- فيما يخص تكرار الحديث حول عدم تأدية المهرجانات عمومًا لدورها الفعال والأغراض المطلوبة منها، فبعيدًا عن كونه صحيحًا أم لا؛ إلا أن الحل الوحيد هو البحث في زيادة وتطوير المهرجانات وتحسينها خلال الفترات القادمة، وليس إيقافها بداعي أنها لا تؤدي أغراضها على أكمل وجه.
11- أزمة تقارب توقيتات انعقاد المهرجانات ليست كبيرة إلى الحد الذي يصوره البعض، لأن المهرجان ينعقد من أجل أهل المدينة فإذا كان هناك مهرجان في مدينة أخرى فالجمهور المستهدف مختلف في كليهما، لذا لا تعارض بينهما بالمعنى الحرفي، لكن إذا وضعنا في اعتبارنا أن المهرجان “بيتعمل للصحفيين” سيكون هناك أزمة ما في التغطية الصحفية لكلا المهرجانين إذا تزامنا في وقت واحد. لكن توزيع المهرجانات جغرافيًا وزمنيًا على مدار العام مطلوب بالتأكيد، وأتمنى أن يهتم اتحاد المهرجانات بهذا الأمر.
12- بالنسبة لنسبة تمثيل الأفلام المصرية في المهرجان، فإنها لا تكون متعمدة سواء بالزيادة أو النقصان، لأن الأمر يكون مصادفةً لا أكثر، بالإضافة إلى أن هناك شرط بالمهرجان أن تكون الأفلام المعروضة “عروض أولى”، لذا كان هناك قدر كبير من الأفلام الجيدة لكنها عرضت من قبل فلم تدخل المنافسة، أو أفلام أخرى مدعومة فلم نحصل عليها لأنه لا بد من عرضها بالخارج أولا، لذا الأمر له اعتبارات كثيرة وليس فقط مجرد حديث حول جودة الصناعة نفسها وقدرتها على المنافسة.