محمد حسن الصيفي
كعادته في برنامجه “وصفوا لي الصبر” أطل عُمر طاهر من جديد للحديث عن معاناة الكاتب في مصر مع الناشر وما يدور حول هذا الملف الهام لعالم صناعة الكتب وما يتخلله من أزمات، وهل يتحمل الناشر أزمات هذه الصناعة أم الكاتب؟
نرشح لك : بالصور: جلسة نقدية عن سمير فريد بمهرجان الإسماعيلية
– أزمات الكاتب مع دور النشر
وفيها تحدث الكاتب حسن عبد الموجود عن أزمة الكاتب مع دار النشر، ففي البداية بعد إتمام التعاقد مع الدار قد يتأخر الناشر عن الموعد المتفق عليه، وقد يصل هذا التأخر لشهور أو حتى سنة!
وبعد النشر تواجه أزمة تسويق العمل نفسه، فالكثير من دور النشر تكتفي بوضع الكتاب على أرفف المكتبة الخاصة بالدار أو يضعها في مكتبة أُخرى على الأحرى، وبالتالي ستبدأ أنت مرحلة جديدة لتسويق الكتاب بنفسك وبعد نفاذ النسخ الموجودة بالمكتبة ستطلب من الناشر إرسال نُسخ جديدة، وتباعًا في أغلب الأحوال لن تجد ناقد متخصص أو صحفي يكتُب عن العمل إلا في حال إرسال نسخة من الكاتب إليه لكي يكتب عنها، والناشر من الأساس يعطي الكاتب خمسة وعشرين نسخة فقط وهي بالتأكيد غير كافية!
أضاف عبد الموجود أنه صاحب الإثنين وأربعين عامًا وبعد أربعة أعمال آخرها “السهو والخطأ” لم يتقاضي جنيهًا واحدًا من أي ناشر، وإذا حدث وتقاضى نسبة كما وعده الناشر عن كتابه الأخير سيقوم بعمل فرح بلدي وسأقول أخيرًا حصلت على خمسمائة جنيه من النشر في مصر.
– من أين يأتي الخلاف بين الكاتب والناشر؟
اختص بالإجابة عن هذا السؤال الناشر بدار دون والكاتب أحمد مهنى، حيث قال إن أول مشكلة بين الطرفين هي مسألة إتاحة المعلومات من الناشر للكاتب حول عدد النسخ التي قامت بيبيعها الدار مثلا، وعدم إتاحة مثل هذه المعلومة أو غيرها يسبب المشكلات بين الطرفين.
– أكثر المشكلات التي يواجهها الناشر مع الكاتب
أجابت نورا رشاد الناشرة بالمصرية اللبنانية بأن والدها كان يتحدث معها عن صعوبة التعامل مع كُتّاب الأدب بالتحديد، حيث أنهم يحبون إرسال أعمالهم إلى أصدقاءهم للتشاور معهم وأخذ نصيحتهم أما عند الناشر المنوط في الأساس بإبداء الرأي وإسداء النصح للكاتب لخروج العمل بأفضل صورة يرفض ويعتبر هذا تدخل في عمله.
– لماذا لا يكسب الكاتب نظير النشر في مصر؟
أجابت الناشرة فاطمة البودي قائلة أن الناشر يبذل جهدًا كبيرًا ويحاول تسويق العمل قدر الإمكان لكن مسألة النشر في تراجع بسبب الأزمة الإقتصادية خاصةً حين نعلم أن عادة القراءة في بلادنا قد تعتبر رفاهية وليست عادة أصيلة مثل أوروبا وأمريكا، إلى جانب أن الكثير من الكتب يتم سرقتها وطرحها على الإنترنت يقرأها الناس بدون مقابل.
أضافت أنها في الوقت نفسه تشفق على الكاتب الذي تصل نسبته في أفضل الأحوال حوالي 15% في مقابل 40% للمكتبات وهي نسبة كبيرة أضف إلى ذلك صعوبة وتعقيد دورة رأس المال في النشر بعد تعويم الجنيه وتأخر المكتبات في دفع مقابل النسخ وهو ما يلقي بظلاله بالتأكيد على الناشر والكاتب معًا.
– متى يرفض الناشر العمل المقدم إليه؟
قالت الناشرة كرم يوسف صاحبة مكتبة ودار نشر الكُتُب خان أنها في الغالب تصل إلى أربعين صفحة في العمل وتقوم وقتها برفض العمل حين لا تجد أي تقدم في العمل في الأحداث أو الأفكار، كذلك النص المرسل بشكل مبهم دون توضيح بالتفاصيل الخاصة بالعمل والتعريف به وكذلك الذي يرسل العمل للعديد من دور النشر في نفس الوقت.
أضافت أنها تنصح الكُتاب بالاهتمام والدقة في حال إرسال أعمال لدور النشر حتى يشعر الناشر باهتمام الكاتب واحترامه للناشر.