أحمد شعبان
يشارك الفنان المصري محمد عبد العظيم للمرة الثانية على التوالي في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، من خلال فيلم “يوم الدين” للمخرج أبو بكر شوقي، الذي اختير مؤخرًا للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الحادية والسبعين للمهرجان، قبل عامين شارك “عبد العظيم” في فيلم “اشتباك” الذي اختير ليفتتح عروض قسم “نظرة ما” في الدورة التاسعة والستين للمهرجان العريق.
تمتد مسيرة “عبد العظيم” الفنية لأكثر من 20 عامًا، قضى سنوات كثيرة من عمره على خشبة المسرح الذي أصقل موهبته، ومنحه قدرة على التعبير والارتجال، قام ببطولة مسرحيات عدة، وحين دخل إلى عالم السينما والدراما، جسد شخصيات متنوعة، عمل مع الكبار إخراجًا وتمثيلًا، فبداياته سينمائيًا كانت مع المخرج محمد خان، وفي الدراما كانت أولى أعماله مشاركته في مسلسل “دهشة” للفنان الكبير يحيى الفخراني.
عن بداياته الفنية، وأعماله المسرحية ومشاركته لعديد من النجوم والمخرجين في أعمال لافتة ومهمة، وعن مشاركات أفلام عدة له في مهرجانات دولية مهمة، آخرهم فيلم “يوم الدين” في مهرجان “كان”، عن ذلك كله وغيره حاور “إعلام دوت أورج” الفنان محمد عبد العظيم، وهذه أبرز تصريحاته:
1- بدايتي الفنية كمحترف كانت في أوائل التسعينات من خلال فرقة الورشة المسرحية، للمخرج حسن الجريتلي، وكانت أكبر فرقة حرة في الشرق الأوسط، ضمّت مجموعة من النجوم الكبار الآن، منهم سيد رجب وأحمد كمال وعبلة كامل وحنان يوسف وغيرهم كثيرون ممن تميزوا في مسيرتهم الفنية.
2- كانت فرقة عبقرية ومحترفة، فكرتها تقوم على تدريب الممثل، تعلمت فيها على مدار أكثر من 10 سنوات كل فنون الأداء المسرحي والسينمائي وفنون الحكي الشعبي وفنون التحطيب والرقص الصعيدي، وغير ذلك، بجانب المناهج التمثيلية والمخرجين الذين كان يستعين بهم المخرج لينقلوا لنا خبراتهم. كما أننا قدمنا عروض مسرحية في مسارح عدة على مستوى العالم، وهو ما أثقل تجربتنا.
3- شاركت في منتصف التسعينات في عرض مسرحي مع الفنان كمال أبو رية، كما قدمت عدة مسرحيات متميزة على مسرح الهناجر منها مسرحية “بلكونة” من بطولتي ونهى العمروسي ومحسن منصور، وجسدت دور حسن بمسرحية “حسن ونعميمة”، وكان العرض الأول لها بمهرجان زيورخ، بسويسرا، ولاقى العرض نجاحًا كبيرًا، كما جسدت شخصية “ماكبث” في مسرحية “ماكبث” ليوجين يونسكو على مسرح الهناجر مع المخرج أشرف سند، وغيرها من الأعمال.
4- معظم تاريخي الفني في المسرح، لذلك ظهرت متأخرًا في السينما والدراما، وعملت مع جيل رائع من المخرجين المسرحيين المتميزين مثل طارق الدويري ومحمد أبو السعود، وغيرهم. وسأشارك خلال الأيام المقبلة في مهرجان المسرح الحر الدولي الأردني، بمسرحية “الثامنة مساءً”، التي قدمتها على مسرح “الغد” ويشاركني في بطولتها وفاء الحكيم من إخراج هشام علي.
5- دخلت عالم السينما من خلال مشاركتي عام 2004 في فيلم “كليفتي” مع المخرج الكبير الراحل محمد خان، بطولة باسم سمرة ورولا محمود، بعد ذلك شاركت في فيلم “دم الغزال” مع المخرج محمد ياسين، وأدركت الاختلاف بين المسرح عالم الفيديو والسينما، ففب البداية كنت أرفض المشاركة في بعض الأعمال، لكن بعد ذلك شاركت في أدوار صغيرة إلى أن زادت مساحات الأدوار التي أشارك بها شيئًا فشيئًا.
6- شاركت في مسلسل “دهشة” مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، عملت معه في 23 حلقة “كنت دراعه اليمين في المسلسل” وتعلمت منه الكثير، ثم اختارتني المخرجة كاملة أبو ذكري للمشاركة في مسلسل “سجن النسا”، الذي يعتبر علامة مؤثرة في مسيرتي، كانت “أبو ذكري” قد شاهدتني في العرض الخاص لفيلم “لا مؤاخذة” للمخرج عمرو سلامة، كنت أقوم بدور مدرس في الفيلم، بعدها بأيام عرضت عليّ المشاركة في المسلسل لتقديم دور القواد.
7- كاملة أبو ذكري من أكثر المخرجين الذين أحب التعاون معهم بلا تردد، هي مخرجة عبقرية، سر عبقريتها أنها لا تحب “التنميط” والتكرار كغيرها من المخرجين، فمثلًا أحد المخرجين صاحب الأفق الضيق دائمًا يرشحني لأدوار البلطجة فقط، لكنها ذات أفق متسع وتعرف وتعي جيدًا “خامة” الممثل وكيف توجهه لأداء الدور بحرفية، فـ”من مدرس في فيلم لا مؤاخذة لتختارني لأقوم بدور قواد في مسلسل سجن النسا فلاحظ الفرق هنا، ثم بعد ذلك في مسلسل واحة الغروب تختارني لتجسيد شخصية المأمور التركي، هي مخرجة عبقرية”.
8- شاركت منذ عامين في فيلم “اشتباك” للمخرج محمد دياب، الذي شارك في مهرجان “كان”، ومؤخرًا أُعلن عن مشاركة فيلم “يوم الدين” للمخرج أبو بكر شوقي في المسابقة الرسمية للمهرجان، وجاءت مشاركتي في الفيلم من خلال مساعدة المخرج التي التي رشحتني للدور، عندما طلب المخرج شخصية بمواصفاتي وشاهد صورة لي بالزي الصعيدي وفيديو تمثيلي لي، وأثنى عليّ، وقابلته ووجدت أنه مخرجًا موهوبًا وليه ثقة بنفسه، وتحمست للعمل معه بغض النظر عن الأجر، فالفيلم فقير إنتاجيًا لكن كلنا كنا أسرة واحدة، ولم نفكر إلا في الفيلم وخروجه إلى النور.
9- أقوم بتجسيد دور الأخ لبطل فيلم “يوم الدين” المريض المصاب بالجزام، ويستمر لمدة 40 عامًا في مستعمرة الجزام إلى أن يقرر العودة إلى أسرته في أحد أقاليم مصر، فأنا أقوم بدور أخيه الذي يستقبله عند عودته، أظهر في الربع الأخير من الفيلم، وقصة الفيلم حقيقية، ومن المشاهد المؤثرة في الفيلم الذي جمعني بـ”بشاي” بطل الفيلم، حين أخفا وجهه بسبب إصابته بالجزام، وأنا أحاول أن أخفف عنه، هذا المشهد خرجت فيه كمية كبيرة من المشاعر الجميلة والبسيطة، وتأثرت به جدًا.
نرشح لك: فيلم “يوم الدين” يشارك في مهرجان كان
10- أحسست أن مشاركتي للمرة الثانية في مهرجان “كان” هي “مكافأة من عند ربنا”، فتقريبًا أن الممثل المصري الوحيد الذي يشارك بفيلمين على التوالي في مهرجان “كان”، وأحمد الله على ذلك. وأنا “مش من الناس اللي بيعملوا بروباجندا لشغلهم”، وليس بالضرورة أن أنتشر في أعمال كثيرة لكن المهم أن أقدم أدوارًا مؤثرة تبقى وتعيش، فمثلًا دوري في “واحة الغروب” اقتصر على حلقتين فقط من المسلسل، لكني أعتبر أنه من أفضل ما مثّلت في حياتي، وخالد صالح رحمة الله عليه ظهر في مشهد واحد في فيلم “محامي خلع”، لكنه كان من أبدع ما يكون.
11- أحب الكوميديا، ورغم أن ملامحي الحادة جعلتني اقدم أدوارًا أخرى، قدمتها بشكل جيد وأحبها ولا شك، لكني أميل إلى الكوميديا، وقدمت عدة أعمال كوميدية مثل “قلة مندسة” مع الكوميدي محمود عزب، ولا أؤيد تصنيف الممثل، هذا كوميديان وهذه يقدم تراجيديا، فالممثل يقدم أي دور ويغنّي ويرقص لو تطلب الأمر، وهذا ما تعلمته. وبالنسبة للشخصية التي أتمنى تقديمها ففي أحيان كثيرة تراودني فكرة أن أجسد شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أرى أن ملامحي تشبه ملامحه.
12- الجيل الحالي من السينمائيين والمخرجين أمثال عمرو سلامة ومحمد دياب وشريف البنداري وغيرهم يفتح الباب أمام السينما المصرية لتعود إلى ريادتها، انا متفائل بمستقبل السينما في مصر، فشاركنا في مهرجان “كان” مرتين على التوالي، وأرى أنه لا بد من دعم هذا النوع من الأفلام التي يقدموها، وحتى لو كان العائد من ورائها قليل ومحدود لكن أعتقد أن هناك مكافأة ما تنتظر صناع هذه الأفلام والمشاركين بها، لأن أفلام مثل “اشتباك” و”حار جاف صيفًا” و”لا مؤاخذة” وأمثالها، هي التي تبقى وتعيش.
13- أشارك في رمضان المقبل في مسلسل “أرض النفاق” مع الفنان محمد هنيدي، كما أشارك في مسلسل “بركة” مع الفنان عمرو سعد، وأقدم شخصيتين مختلفتين تمامًا، ففي الأول أقود بدور رئيس الحي الذي يعمل فهي “هنيدي”، والثاني أقوم بدور مقاول نصّاب.