أسماء شكري
تُميز أذناك كلماته بمجرد سماعها، تستهويك معانيها وأفكارها المبتكرة وغير التقليدية، فقد أصبح لأشعار أيمن بهجت قمر طابع خاص وبصمة لا يختلف عليها اثنان، استطاع أن يصنع بكلماته تاريخًا مشرِّفًا، تنوع ما بين الأغاني والتترات والأفلام والمسلسلات، ويُعتبر الوحيد من أبناء جيله من الشعراء، الذي تخطت موهبته نَظْم الشعر، إلى تأليف الأفلام والمسلسلات.
يوافق اليوم الـ 15 من إبريل عيد ميلاد الشاعر والمؤلف أيمن بهجت قمر، فقد وُلد في عام 1974، ووالده هو الكاتب الكبير الراحل بهجت قمر، ليجسد بالفعل المثل القائل: “ابن الوز عوّام”.
نرشح لك.. محمد عبد العظيم.. الممثل الذي ذهب إلى “كان” مرتين
شاعر بالصدفة
تندهش عندما تعلم أن “قمر” أصبح شاعرًا بالصدفة، فقد صرّح أنه كان قد كتب شعرًا يرثي والده بعد وفاته، وتصادف أن قرأه أصدقاء والده وأصدقاؤه، فأعجبوا به وأكدوا له أنه شاعر موهوب، لتبدأ رحلته مع تأليف الأغاني.
أوضح “قمر” أنه شغوف في الأساس بالكتابة للمسرح والسينما وليس بتأليف الأغاني، ولكن خوفه من أن يُتهم بتقليده لوالده؛ والذي كان عبقري في التأليف المسرحي، جعله يتجه في البداية إلى كتابة الأغاني، منذ التسعينيات من القرن الماضي، ومضى أكثر من 10 سنوات، قبل أن يكتب أول أفلامه “بحبك وأنا كمان” في عام 2003.
أغاني متنوعة
اتسم إنتاج أيمن بهجت قمر من أغاني المطربين بالكثافة والغزارة، فقد عمِل مع جميع المطربين المصريين باختلاف أجيالهم منذ التسعينيات وحتى الآن، كما تعاون مع العديد من مطربي الوطن العربي، وساهم في شهرتهم أكثر داخل مصر، وأبلغ مثال على ذلك أغانيه مع المطرب الإماراتي حسين الجسمي والمطربة اللبنانية نانسي عجرم، لدرجة أنه قال في أحد حواراته أنه يعتبرهما مصريين بالفعل.
شملت أغانيه مجالات متعددة، فلم تقتصر على الرومانسية، وإنما كتب الأغاني الوطنية والاجتماعية والشعبية، وأغاني عن الأم والأب أيضًا.
أغاني مميزة للمطربين
لكل مطرب غنّى من كلمات أيمن بهجت قمر، أغنية أو أكثر ناجحة ومشهورة، تميز بها المطرب لدى جمهوره، ووصل نجاحها إلى حفظ اسم مؤلفها، لدرجة أنك عندما تَذكرها؛ تَذكر اسم أيمن بهجت قمر على الفور، والأمثلة عديدة:
“بشرة خير” و “6 الصبح” لحسين الجسمي، “وحشتيني” و “نغمة الحرمان” لعمرو دياب، شكرًا يا شهم لشيرين عبد الوهاب، “ناويها” و “أحلى حاجة فيكي” لمحمد حماقي، “روحي يا روحي” لنوال الزغبي، “شيل ده من ده” لمي كساب، “قول علي مجنون” لهشام عباس، “دولا مجانين” لأبو الليف، “غريبة الناس” لوائل جسار، “آه ونص” لنانسي عجرم، “عامل عاملة” لإيهاب توفيق، “الناس الرايقة” لأحمد عدوية ورامي عياش.
تترات المسلسلات وأغاني الأفلام
يُعتبر “قمر” من أهم شعراء جيله في كتابة أغاني الأفلام وتترات المسلسلات، لدرجة أن كلماته أصبحت تشكل جزءً كبيرًا من نجاح العمل الواردة فيه، وساهمت في أن يعيش العمل – سواءً فيلمًا أو مسلسلًا – في ذاكرة الجمهور لسنواتٍ طويلة.
فمَن منا ينسى مسلسلات: الوتد، يتربى في عزو، العار، أهل كايرو، إمام الدعاة؟ بالتأكيد وأنت تقرأ أسماء هذه الأعمال الآن، تذكرت كلمات المقدمة والنهاية لكل عمل منها، والتي كتبها “قمر” بحرفية عالية.
كما قدّم أيمن بهجت قمر، مجموعة من الأغاني المتميزة، داخل مجموعة كبيرة من الأفلام، ارتبط المشاهدون بهذه الأغاني، وعشقوها وحفظوا كلماتها عن ظهر قلب، لدرجة أنهم أصبحوا يحبون الاستماع إليها، سواءً داخل الفيلم أو منفصلة عنه.
من أشهر أغاني الأفلام التي قدّمها وتعلّق الجمهور بها: بحبك وحشتيني في فيلم “الرهينة”، مين حبيب بابا من فيلم “عندليب الدقي”، سألت نفسي في فيلم “الشبح”، مين في الحياة من فيلم “خارج على القانون”، واحدة واحدة في فيلم “جعلتني مجرمًا”، المرايا من فيلم “آسف على الإزعاج”.
تأليف الأفلام والمسلسلات
حقّق أيمن بهجت قمر نجاحًا كبيرًا كمؤلف في السينما، يوازي نجاحه في تأليف الأغاني، فكتب أفلامًا لأكبر النجوم، أصبح معظمها علامات بارزة في السينما المصرية في آخر 10 سنوات، ونالت إعجاب الجمهور وحظيت بإشادة النقاد أيضًا.
من هذه الأفلام: “آسف على الإزعاج”، “إكس لارج” بطولة النجم أحمد حلمي، “ابن القنصل” و “من 30 سنة” بطولة النجم أحمد السقا، “عندليب الدقي” بطولة النجم محمد هنيدي.
كما اقتحم مجال التأليف للدراما التلفزيونية، فشارك “قمر” الفنان عمرو محمود ياسين في كتابة الجزء السادس من مسلسل “ليالي الحلمية”، والذي عُرض في رمضان 2016، وإن أخفقت التجربة في نيل إعجاب قطاع كبير من الجمهور.
هذه “الخلْطة” – إذا جاز التعبير – من المواهب والقدرات الإبداعية، جعلَت من أيمن بهجت قمر، بطلًا من ضمن أبطال أي عمل يشارك في صنعه؛ سواءً بكتابة الأغاني أو التترات أو تأليف العمل.
وهو الهدف الذي خطّط “قمر” للوصول إليه، قائلًا: “إن الناس تطلع تقول الفيلم ده من تأليف مين؟ الجملة دي اللي أنا نفسي فيها.. إني أبقى بطل من ضمن أبطال العمل”.