كيف يستطيع "فيسبوك" التنبؤ بكل بياناتك باستخدام خاصية "الإعجاب"؟ - E3lam.Com

نرمين حلمي

شغلت أزمة تسريب البيانات لبعض مستخدمي موقع “فيسبوك” من قِبل شركة “كامبريدج أناليتيكا”، حيزًا كبيرًا لدى جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية، سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة أو الإلكترونية، واهتمام الكثير من خبراء التكنولوجيا وغير المتخصصين، خلال الأيام القليلة الماضية، سواء مِن جهة دفاع “مارك زوكربيرج”، مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي للشركة، أو من الجهة المعارضة له.

يظهر يوميًا مؤشرات جديدة، قد تساعد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لإدراك حجم المشكلة، فضلاً عن زيادة وعيهم بفنيات تلك المواقع، وتقنياتها الخاصة، والتي قد تدل على بياناتهم الشخصية وإذاعتها على نطاق واسع دون إدراكهم الكامل بهذا الأمر، فلم تعد وفرة بيانات الأشخاص مقتصرة على ما يوافقون عليه، بل بات هناك مؤشر اَخر يشير إلى ما يفضلونه أولئك المستخدمون واختيارتهم، من خلال استخدام خاصية من خواص “فيسبوك”، وهى خاصية “الإعجاب” ”Likes”، من الموسيقى، والأفلام، والطعام، والكتب وغيره.

نرشح لك: مفتي الجمهورية يصدر فتوى عن شراء “لايكات فيسبوك”

ووفقا لـتقرير مُصور، نُشر في موقع ”CNN” الإخباري، قال تيموثي سمرز، مدير الابتكار وريادة الأعمال، بجامعة “ميريلاند” لدراسة المعلومات، إن “فيسبوك” مكانًا جيدًا بالفعل لإعطاء البيانات وعدم التفكير في البيانات التي تقدمها؛ لمشاركتها مع الأهل والأصدقاء، إنما الحقيقة هي أنك تشاركها مع كل الشركات التي تستخدم “فيسبوك”.

وجدت هذا الشركات، وفقاً لدراسة أجراها “ميشال كوسينسكي”، عالم النفس الحسابي والبيانات، وآخرون عام 2013، أن خاصية “الإعجاب” بـ فيسبوك “يمكن استخدامها للتنبؤ بشكل تلقائي ودقيق بمجموعة من سمات الشخصية، والتي تعد حساسة للغاية.

واستطاعت “Kosinski’s algorithm” من التنبؤ بما إذا كان الشخص أسود أو أبيض بدقة 95٪، ونوعه ذكرًا أو أنثى بدقة 93٪ ، وميوله الجنسية بدقة 88٪، وتوجهاته السياسية بما بين ديموقراطي أو مؤيدًا للنظام الجمهوري بدقة 85٪.

ووفقًا لما صرح به بحث اَخر نشره “كوسينسكي” في 2015، فمع استخدام خاصية “الإعجاب” في فيسبوك 10 مرات، يستطيع نموذج الكمبيوتر معرفة الكثير عنك أفضل من معرفة زميلك بك، ومع استخدام خاصية “الإعجاب” لـ 70 مرة، فإنه يعرفك أكثر من معرفة صديقك أو زميلك في الغرفة بك، ومع استخدامه لـ 150 مرة، فإنه يعرفك أكثر من أفراد عائلتك، ومع استخدامه لـ 300 مرة، فإنه يعرفك أكثر من زوجك أو زوجتك.

على غرار الاختبارات المستخدمة عبر فيسبوك، أنشأ مطورون في معمل “InnovationWorks” في كلية دراسات المعلومات في جامعة ميريلاند “كوليدج بارك”، اختبارًا شخصيًا، يمنح المستخدم رؤى حول العوامل التي تدفعه لاتخاذ القرارات، متضمنة سلوكه عبر الإنترنت.

تلعب المعلومات “السيكوجرافية” دورًا كبيرًا في الأبحاث التسويقية والإحصاءات بحسب ما تُقسم الأشخاص لجماعات وفقًا للمتغيرات النفسية، مثل وجهات النظر أو القيم أو المخاوف، والتي تختلف من شخصِ لاًخر.

في هذا السياق، أوضح “سمرز” أنه من خلال اختيار التصور الصحيح والمحتوى المناسب والسياق والفوارق الدقيقة، وحملة مناسبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فيمكنك الحصول على أي شخص للنقر على أي شيء.

قدمت دراسة لاحقة، شاركت في تأليفها “كوسينسكي”، والتي تم نشرها في عام 2017 ، أمثلة للإعلانات التي تستهدف جماهير مختلفة، بناءً على شخصياتهم، فمثلاً ظهر عنوان للأشخاص الأكثر انفتاحًا، بعنوان: “أرقص كما لو أن لا أحد يراقبك”، فوق صورة لفتاة تتراقص وسط حشد من الراقصين، بينما ظهر إعلانًا اَخر للأشخاص الانطوائيين، بعنوان: “الجمال لا يجب أن يصرخ” على صورة لفتاة تضع لمسات قليلة من مستحضرات التجميل على وجهها.

ناشد “سمرز” الجميع للإقدام على تجربة تحميل بيناتهم الشخصية من “فيسبوك”، والتي يمكنك القيام بها بسهولة عن طريق تسجيل الدخول بحسابك الشخصي، والنقر على الإعدادات “”Settings ، ثم على إعدادات الحساب العام ” General Account Settings”، حينها ستتكمن من الوصول إلى فئات مذهلة لـ 70 فئة من البيانات.

اختتم “سمرز” موضحًا: “أكتشف مَن ينظر إليك، مَن يقوم بتوصيفك بطريقة نفسية؟ ومَن الذي يحاول معرفة سلوكياتك والتنبؤ بها؟”.