آذتكم صورة لمياء وهي تحمل ابنها كثيرا ، جرحت عيونكم النظيفة ، عكرت صفو مجتمعكم المعقم المثالي الذي لا يخلو من أخطاء،شوهت صورتهامهنيتكم العظيمة التي تدعون .
لمياء امرأة مصرية جدا وعادية جدا ، كتب عليها أن تحارب في أكثر من جبهة وتلعب أكثر من دور في حياتها ككل امرإة مصرية ،أن تكون أما تربي وتعلم يفتخر بها ابنها حين يكبر ، وأن تكون امرأة عامله وناجحة ومتحققة .
من حق لمياء أن تكون… معادلة تبدو مستحيلة في هذا الزمان ، لكنه حق لمياء الأصيل الذي لا يملك أحد أن يصادره منها،بين أب غائب وطفل وحيد وعمل لا يرحم تعيش لمياء مأساتها … تنزل إلى الشارع تسجل وترصد بكاميراتها تفاصيلكم اليومية وأحداثكم ،وتعود بعد يوم عمل طويل منهكة لغرفة المونتاج،تحمل شرائط التسجيل بيديها لتصنع تقريرها وتصنع نجومية الآخرين ! وتشاهده أنت عبر الشاشه ممددا على كنبتك الوثيرة لا تدري شيئا عما بداخلها من قلق على ابنها الذي تركته وحيدا في البيت .
لا أحد يفكر في لمياء أو في تفاصيل حياتها … ليس مهما،المهم أن الصورة التي التقطت لها لافته ومادة صالحة للهري والتسلية التي أدمنها شعب الفيس بوك .
أم تحمل طفلها بيمينها والميكروفون بيسارها وتسأل الناس تستطلع آراءهم في الشارع تؤدي عملها كما يجب،لمياء كانت أوت اوفً كادر خارج الصوره كما تعودت في حياتها ، الظل يحنو عليها هو مساحتها الأثيرة التي تبدع فيها،لماذا تصرون أن تظل لمياء دائماً أوت أوف كادر!!؟؟
قبل أن تحاسبوا لمياء … حاسبوا أنفسكم
قبل أن تتشدقوا بالمهنية … انظروا كيف أصبحت المهنية مستباحة تداس بالأقدام في استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي،لمياء لم تجرح كبرياء مهنتنا العظيم بل نبهتنا الى إنسانيتنا الغائبة في هذه المهنه .
قبل أن تحاسبوا لمياء … حاسبوا ملاك الفضائيات الذين يعتقدون أنهم أصبحوا ملاكا لمصائر من يعمل في قنواتهم ،حيث لا تتوفر البيئة الصالحة للعمل ، ولا يتم الإلتزام بحقوق العاملين ، تسريح للعماله وفصل بدون سبب ، قلق مستمر تعيشه ليل نهار بفقد وظيفتك في أي لحظة،كل من يعمل هذه الأيام في مدينة الإنتاج يعرف جيدا ذلك ، ما بين مرمى نيران ملاك القنوات وقصفهم المتواصل وغياب أو بالأصح عدم وجود نقابة تدعم الاعلاميين وتدافع عن حقوقهم يعيش أبناء المهنه كل يوم .
قبل أن تحاسبوا لمياء وتدعوا المهنية …. حاسبوا إنسانيتكم التي ضاعت .
اقرأ أيضًا:
محمد عبده بدوي: اقتلوا …. إسلام بحيري
محمد عبده بدوي: في أهمية أن يتثقف الإعلام
محمد عبده بدوي:رصاصة كريس كايل “الأخيرة”
محمد عبده بدوي: كيف تقرأ الأخبار دون أن تنفجر جمجمتك!
محمد عبده بدوي: هذا الهواء.. ليس لي
الحصري لإسلام بحيري: بكرة مش يعني السنة الجاية
خالد الجندي: طلبت مناظرة إسلام بحيري ورفض
تساؤلات عن تهرب اسلام البحيري من مناظرة شيخ أزهري