نقل أحمد عصمت، المدير التنفيذي لمنتدى الإسكندرية للإعلام، كلمة أحمد الغز، الكاتب السياسي اللبناني، والتي تضمنت رسالة تحية للشباب العربي المشارك في منتدى الإسكندرية للإعلام واعتبر الإسكندرية دومًا عاصمة ثقافة العمل العربي المشترك.
نرشح لك : 25 صورة تلخص الدورة السادسة من منتدى الإسكندرية للإعلام
رأى أحمد الغز، أن تزامن انعقاد قمة الرياض، ومنتدى الإسكندرية للإعلام مرتبط ومصادفة استثنائية يعكسها حضور الشباب العربي بقوة في كلمات الافتتاح لملوك ورؤساء الدول العربية، ما يجعل من شباب المنتدى المنعقد في الاسكندرية موضوعاً رئيساً لقضايانا السياسية المستقبلية وضرورة الاعتراف بالحضور المباشر والفاعل للشباب العربي نتيجة ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وحرية التعبير الذي يعالج هذا المنتدى إحدى سلبياتها وهو الخبر الكاذب أو الخبر المفبرك.
أكد “الغز” أن الإسكندرية هي عاصمة ثقافة العمل العربي المشترك ومنها انطلق بروتوكول إسكندرية في ٧ أكتوبر ١٩٤٤ المؤسس لجامعة الدول العربية والموقع من خمسة دول عربية وهي كل من مصر وسوريا والعراق والأردن ولبنان أبان الحرب العالمية الثانية وقبل تأسيس الأمم المتحدة بأكثر من عام.
ورأى، أن متابعي منتدى الإسكندرية للإعلام أكبر ممن تابعوا “بروتوكول الإسكندرية”، مؤكدًا أن الإعلام صناعة تحتاج إلى بديهيات كل صناعة وهي المواد الاولية والخبرات الفنية والآلة والسوق.
وشدد الغز على أن التحدي الأساس للإعلام العربي الآن هو أن يكون “الآن” وألا يكون الإعلام الحربي هو الإعلام الصادق لأنه ينقل حقيقة الحدث ومصدر العنف وضحايا العنف بدقة متناهية، أما فيما يختص بالحدث الإنساني والتطورات والتحولات العلمية والمجتمعية والفكرية والإبداعية فهي لا تتصدر هم الإعلام العربي ونحن نفهم ذلك جيداً لأن ما عاشته مجتمعاتنا على مدى سبعة عقود من نزاعات مسلحة جعل من قضايا النزاع مادة أولية أساسية لصناعة الإعلام في مجتمعاتنا. وهذا ما أصاب الإعلام في مجتمعات أخرى إبان الحربين العالميتين وبعدها بفترة طويلة إلى أن استعاد توازنه وأصبح اعلاماً مجتمعياً يقوم على التحولات الاقتصادية والاجتماعية.
ويرعى المنتدى الشركة المصرية للاتصالات WE ومركز كمال أدهم سنتر بالجامعة الأمريكية ومعهد جوته الألمانى والتحرير لاونج والمعهد الفرنسي، بالإضافة لجريدة “اليوم السابع” وموقع “مصراوي”، وموقع “إعلام دوت أورج”.
وعقدت الجلسة الختامية اليوم تحت عنوان “الإعلام العربي.. كيف؟”، حيث تناولت الإعلامية منى سلمان، أن العلاقة بين الإعلام الاحترافي وصحافة المواطن عليها أن تقوم على أسس من “الاحتراف والاحترام”، مؤكدة أن ما أتاحته التكنولوجيا خلال السنوات الماضية أكد ضرورة النظر في العديد من القيم.
وأضافت أن مصطلحات وقيم جديدة بدأت في الظهور في الإعلام تتحكم فيه، خلفت مشاكل في إعلام الخدمة العامة (المؤسسات المملوكة للدولة)، وكذلك سيطرة الإعلانات وتحكمها في المحتوى ليصبح الكم على حساب الكيف.
وأوضحت أن سنوات الربيع العربي، ألزمت المؤسسات الإعلامية في إعادة النظر في “شهود العيان” للتحقق من توجهاتهم وعدم تكثيف الاستعانة للتدقيق في توجهاتهم والتحقق من صدق المعلومات.
قال حسين دعسة، الإعلامي والكاتب الأردني، إنه لا يوجد مؤسسة إعلامية تستوعب الكم الهائل من خريجي كليات ومعاهد الإعلام في الوطن العربي، ما يضطر الخريجيين للتوجه أعمال أخرى، مشيرًا إلى أن الشباب العربي يحلم بالإعلام وتأثيره على المجتمع، وكيف يمكن أن يخدم المجتمع.
وأضاف أن الإعلام الورقي صار في نزاع في سبيل إحياء إعلام المجتمعات العربية، مؤكدًا أنه لا فرق بين الإعلام المستقل وغير المستقل، مشددًا على أن الإعلام المصري تمكن في كثير من الأحيان امتصاص العشرات من الأزمات التي مر بها المجتمع.
من جانبه، قال الكاتب الصحفى عاطف سعداوى مدير تحرير مجلة الديمقراطية، إن المشكلة الحقيقية في الأخبار الحقيقية وليست الكاذبة، مؤكدًا أن الأخبار الكاذبة والمزيفة يتم القضاء عليها خلال أيام أو أسابيع، بينما الخطورة الحقيقية هي تناول الأخبار الحقيقية بتوجيه محدد والتركيز على بعد أحادي مثل السلبيات فقط دون الإشارة إلى أي إيجابيات.
ودعا سعداوي إلى ضرورة إعادة تعريف الإعلام العربي، متساءلًا هل هي الناطقة باللغة العربية، أم المحتوى ومساحة الحرية.
ورهن سعداوي حرية الإعلام، بالإرادة السياسية، وشجاعة الصحفي في تناول الموضوعات، مؤكدًا أن ذلك مرتبط بعدم مناوئة الصحفي للسلطة من خلال التزييف أو التوجيه للأخبار.
وأضاف أن الإعلام الإلكتروني فضاء أصبح بدون خطوط حمراء، في ظل محاولات لمحاولة تقليص الحريات وضبط الممارسات عبره، في تجارب عدد من الدول العربية.
وناقش سعداوي المشاكل التي تواجه الإعلام في العالم العربي ولخصها في أزمتي المحتوى، والعنصر البشري، مع تزايد أعداد الأشخاص غير المتخصصين في مجال الإعلام، وكذلك مشكلة عدم دعم المؤسسات لتدريب العاملين لديها ورفع قدراتهم.
وشهد المنتدى على مدار دوراته الخمس السابقة ما يزيد عن مائتي محاضرة بمشاركة 500 مشارك من مختلف الدول العربية، و162 مدربًا، فضلًا عن الإسهام في نجاح 50 مشروع ومبادرة إعلامية.
أنٌشئ “منتدى الإسكندرية للإعلام”، عام 2012 بالتعاون ما بين أليكس أجندة والمعهد السويدي بالإسكندرية؛ حرصًا على رفع مستوى الأداء العملي للكفاءات الإعلامية بمختلف مجالاتها (صحافة، إذاعة، تلفزيون، الإعلام الإلكتروني)، وصولاً إلى مصداقية ومهنية حقيقة وبخاصة مجتمعات الإعلام المحلى.
عقد المنتدى في دورته الأولى في مايو 2013 بعنوان “الإعلام المحلي والتنمية ” على نطاق جمهورية مصر العربية فقط، ثم انطلقت دورته الثانية 2014 إلى رحاب أوسع ليشمل الوطن العربي وفي أبريل 2015 بالإسكندرية تحت عنوان “الإعلام المجتمعي في العالم العربي”، وفى أكتوبر 2016 ناقش المنتدى موضوع “ريادة الأعمال في مجال الإعلام في العالم العربي”؛ وعام 2017 تناول موضوع “الإعلام والابتكار”.