عطية عبد الخالق
لم يكن أحد يتصور عندما النجم المصري محمد صلاح ، إلى نادي ليفربول الانجليزي، مطلع هذا الموسم قادمًا من روما الإيطالي انه سيكون واحدًا من أهم لاعبي العالم، وانه سيحطم العديد من الأرقام القياسية لأساطير كرة القدم. وأكاد أجزم أن صلاح نفسه لم يكن يدور هذا الأمر في ذهنه، بل كان يفكر في أنه سينتقل للعب في أصعب وأقوى دوري في العالم بجوار لاعب برازيلي موهوب اسمه فيليب كوتينيو، ومواطنه روبريتو فيرمينو، وسنغالي ذو بشرة سمراء اسمه ساديو ماني، تحت قيادة المدرب الذكي يورجن كلوب الذي استطاع تفجير ثورة مع فريق بروسيا دورتموند في بلد الماكينات الألمانية المتوجين بآخر كأس عالم، قبل أن يحزم أمتعته ويرحل لتدريب ليفربول وينقل الثورة إلى ملعب “أنفيلد”.
نرشح لك: الروبوت صوفيا: أتمنى أن أكون مثل محمد صلاح
لكن ما حدث كان عكس كل التوقعات، وبدأ صلاح التألق مبكرًا، واستطاع أن يحجز لنفسه مكانًا في التشكيل الأساسي ويجبر “كلوب” على أن يعيد ماني إلى الجهة اليسرى ويدفع بـ “كوتينيو” كلاعب ضمن ثلاثي خط الوسط، ليلعب صلاح في مركزه المفضل كجناح أيمن، مع تبديل المراكز بينه وبين فيرمنيو وماني، الأمر الذي أحدث انفجارًا تهديفيًا للفرعون المصري وصل من خلاله إلى 30 هدفًا يتصدر بهم قائمة هدافي “البريمييرليج”، بفارق 4 أهداف كاملة عن أقرب ملاحقيه هاري كين هداف آخر نسختين من البطولة.
الأرقام القياسية التي حققها صلاح والتي هو أيضًا في طريقه لتحقيقها لا يسع المجال هنا لذكرها، وإنما الحديث هنا عن تأثيرها على شخصية صلاح وأدائه في الملعب، وهو ما ظهر واضحًا في لقاء فريقه أمام يورنموث في الجولة الـ 34 من الدوري، والتي جاءت في أعقاب قرار الاتحاد الانجليزي باحتساب هدف “مجاملة” لهاري كين في شباك ستوك سيتي ليتقلص الفارق مع “أبو مكة” إلى 4 أهداف قبل جولات من نهاية المسابقة، قرار كان له تأثير على صلاح الذي اتسم أدائه بالأنانية في أغلب اللقطات التي امتلك فيها الكرة بحوزته وكان بإمكانه التمرير إلى أكثر من زميل لكنه فضل التسديد مباشرة، رغبة منه في حسم الصراع على لقب الهداف وزيادة فرصه في الحصول على لقب الحذاء الذهبي، لكن ولا كرة من تلك التي سددها صلاح سكنت الشباك، وإنما جاء الهدف بطريقة رائعة برأسية أذهلت المتابعين بعد عرضية من أرنولد الظهير الأيمن استقبلها صلاح على طريقة الكبار ليصل إلى الهدف رقم 30 .
الجميع لاحظ تأثر أداء صلاح بالمنافسة الشرسة مع ملاحقيه، لدرجة أن المدير الفني يورجن كلوب تحدث في تصريحات عقب المباراة، قال فيها إن صلاح كان بإمكانه أن يمرر الكرة في أكثر من مناسبة خلال المباراة، لكنه أكد تفهمه الشعور الانساني الذي يمر به اللاعب.
أخيرًا، على صلاح أن ينتبه كي لا يسقط في هذا الفخ، فخ الأنانية والرغبة في أن يسيطر هو فقط على الكرة وأن تحمل جميع الأهداف توقيعه، حتى لو كان زميله في فرصة أفضل للتسجيل، وأن يركز مع فريقه على مواصلة تحقيق الانتصارات سواء على المستوى المحلي أو على الصعيد الأوروبي وكلنا على ثقة بأن الأهداف ستأتي لا محالة لأنه لاعب موهوب ومجتهد وبالتأكيد سيساعده زملائه ومدربه على تحقيق هذا الأمر.. لأنه بالفعل يستحق أن يكون نجم العام بامتياز بعد موسم أسطوري قدمه مع ليفربول.