طارق الشناوي
نقلا عن المصري اليوم
ما الذى يعنيه أن تطلب الكاتبة الكويتية فجر السعيد من النجمة العربية الكبيرة نجلاء فتحى ألا تسمح بنشر صورها عبر (الميديا) حتى لا تجرح الصورة الذهنية التى ترسبت فى الوجدان من خلال الأفلام التى لعبت نجلاء بطولتها، إنها بلاشك دعوة خائبة، تخاصم لا أقول المنطق فقط، وتعادى لا أقول الزمن فقط، ولكنها تتحدى كل المشاعر الإنسانية النبيلة.
نرشح لك: دعاء عبد الوهاب تكتب: أنا وجاهين وزهر الشتا
هل صارت ملامح نجلاء فتحى الرائعة، كانت ولاتزال، تثير إشفاق الجماهير ومنهم هذه الكاتبة؟ نجلاء تعلم تماما أن مكانتها حتى لو غابت عن الشاشة أكثر من 15 عاما لاتزال تسكن قلوب المصريين والعرب، أحببناها وهى دون العشرين بتلك الملامح التى تتشبث بروح الطفولة والمشاغبة، ولانزال على العهد نحبها أكثر وأكثر، الناس عندما تعشق تظل على العشق، لأنهم يتجاوزون الملامح إلى الروح، ونجلاء هى نجلاء، أو فاطمة الزهراء، اسمها الحقيقى، كما يحب زوجها الإعلامى القدير حمدى قنديل أن يناديها به.
كررنا جميعا مقولة خاطئة أن ليلى مراد اعتزلت التمثيل قبل أن تُكمل الأربعين من عمرها، وذلك فى منتصف خمسينيات القرن الماضى حتى تحافظ على صورتها على الشاشة باعتبارها فتاة الأحلام، ولم يكن ذلك صحيحا على الإطلاق، ليلى مراد فوجئت بأنهم يطفئون عليها الأنوار ويسدلون الستائر، فابتعدت مقهورة، حاولت أن تطرق، بكبرياء الفنان، أبواب المس��ولين فى مؤسسة السينما خلال الستينيات، إلا أنها لم تنل سوى الوعود الكاذبة.
تتعامل بعض النجمات مع الزمن بقدر من الحساسية، فهن يخشين صدمة الجمهور، ولهذا يتحفظن على نشر صورتهن الحالية فى الحياة لتستمر فى الخيال صورتهن عبر الشاشة، مثلما اشترطت مثلا المطربة الكبيرة نجاة، العام الماضى، فى أغنية (كل الكلام)، على مخرج (الفيديو كليب)، الاستعانة بصور من أفلامها القديمة، إلا أنها بعد ذلك عندما اكتشفت خطأها لم تعد تسمح بعرض (الفيديو)، اضطرت مرة فاتن حمامة فى سنواتها الأخيرة أن تستقل «تاكسى»، لم يعرفها السائق الشاب إلا من صوتها، فنظر إليها، وفهمت فاتن مغزى النظرة فقالت له: (كلنا ح نكبر يا ابنى)، الشجاعة أن يواجه الفنان الناس، مثلما تفعل حاليا مديحة يسرى ونادية لطفى، لماذا الانعزال بينما الدنيا تتحرك وعقارب الساعات تطولنا جميعا؟!. امتلكت نجلاء كل الشجاعة وهى تواجه ببسالة المرض النادر الذى أصابها وتغ��بت عليه، وببساطة تغلبت على تلك الدعوة الخائبة التى أطلقتها الكاتبة الكويتية.
نجلاء فتحى بين الحين والآخر تُلتقط لها صور، أحيانا بصحبة الأستاذ حمدى قنديل، والذى يعانى أيضا من ظرف صحى طارئ، إلا أنه لا يمانع من نشر صورته. لماذا كل هذه القسوة على فنانة سكنت القلوب والعيون ولاتزال تسكنها أمس واليوم وغدا بإذن الله؟.