نقلًا عن “المصري اليوم”
كل من شاهد وتابع الحفل الأنيق والجميل أمس الأول لاختيار اللاعب الأفضل كرويا لهذا الموسم فى إنجلترا.. كانت له مشاعره وحساباته وملاحظاته.. ولم يتشابه الجميع ويقتسمون نفس المشاعر والفرحة إلا عند إعلان محمد صلاح فائزا بهذا اللقب وتلك الجائزة.. وأنا هنا أتوقف أمام بعض هذه الملاحظات لأنى أراها تستحق التوقف والمراجعة والاهتمام.. فحجم وشكل ودرجة الاهتمام بمتابعة هذا الحفل بمنتهى الترقب والشغف.. أصبحت دليلا نحتاجه اليوم على أن الناس لاتزال تنحاز للفرجة على كل ما هو جميل.. وأنه ليس صحيحا أننا طول الوقت مجتمع لم تعد تجذبه إلا الفضائح وهتك الأسرار وكشف الفضائح.
نرشح لك – 7 معلومات عن حَكَم مباراة القمة 116.. أبرزها أزمته مع شيكابالا
وقد فاقت مساحة الاهتمام الجماعى بمحمد صلاح وجائزته والتعليق عليها أى اهتمام آخر بأى شتائم وإهانات واتهامات وسخرية وصراخ.. وإذا كان الكثيرون بدأوا يتابعون مؤخرا تلك الاستعراضات الزاعقة والزائفة فلأنهم لم يجدوا الجمال والصدق وأناقة الشكل والمعنى التى تغنيهم عن تلك الاستعراضات.. ولهذا كانت مؤسسة الكرة المصرية على حق.. وعلى صواب أيضا.. حين قررت تقديم موعد مباراتى الأهلى ثم الزمالك فى الدورى ليتفرغ الناس للفرجة على حفل محمد صلاح.. وهو القرار الذى توقف أمامه البعض باتهامات سابقة التجهيز بالفساد ومجاملة الاتحاد للشركة التى ترعاه.. ولم يكن ذلك صحيحا على الإطلاق لأن الناس فعلا كانت تريد هذه الفرجة وتنتظر تلك الحفلة بالفعل.
وبعد الحفل وفوز صلاح بالجائزة.. تم اكتشاف أن السعادة لا تحتاج بالضرورة إلى وزارة قائمة وحقيقية ورسمية مثل تلك التى أسستها دولة الإمارات.. فمحمد صلاح أصبح بمفرده فى مصر هو الوزير ووزارة السعادة كلها.. كما كانت فرحة كل هؤلاء بالجائزة وصاحبها دليلا جديدا على أن أهل الكرة المصرية لايزالون يجدون ما يمكنهم الاتفاق عليه والالتفاف حوله.. وأنه لايزال هناك من يستطيع سرقتهم من قيود الانتماء لأهلى وزمالك ومصرى وإسماعيلى واتحاد وأى ناد آخر ليكونوا فقط مصريين يحتفلون بانتصار ونجم كروى مصرى.. وكانت رائعة هى ردود أفعال كل اللاعبين الحاليين زملاء صلاح فى الملعب وكل النجوم القدامى أيضا الذين تعامل كل منهم كما لو أن هذه الجائزة تعنيه هو شخصيا وأن يحتاجها وسيفرح بها حتى أكثر من محمد صلاح نفسه.. واكتشف الكثيرون أن كل تلك المشاعر الجميلة والراقية لاتزال موجودة لم ينتصر عليها بعد أو يسحقها قبح بدأ يستشرى وعنف بدأ يستوطن بيوتا وقلوبا وعقولا أيضا.
وهذا هو بعض ما ساعدنا محمد صلاح لأن نعود إليه أو نكتشف أننا لانزال نملكه.. حتى بات من الصعب جدا تحديد أيهما الجائزة التى فاز بها الآخر.. هل كان كل هذا الحب وفرحة الناس وحفاوتهم واحترامهم وإعجابهم هو الجائزة الأكبر والأجمل والأهم التى فاز بها محمد صلاح.. أم أن محمد صلاح نفسه أصبح هو الجائزة التى استحقها وفاز بها كثير من المصريين بعد طول صبر وانتظار ومعاناة.. وبالفعل جاء صلاح فى النهاية كجائزة جميلة تليق بمصر وأهلها.