كيف لعب القدر دورا في حياة محمد صلاح "قاهر المستحيل"؟

أحمد إمام

عندما يذكر اسم محمد صلاح ستشعر تلقائيا بحالة من السعادة، فأنت أمام شخص يعطي مثالا جيدا للاجتهاد والتطور، قصة كفاح بدأت من قرية صغيرة في نجريج بمحافظة الغربية إلى أن أصبح واحدا من أهم لاعبي العالم حاليا، بل قدوة للشباب ومصدر سعادة للمصريين بشكل عام، ولكن بجانب كل هذا يلعب أحيانا القدر دورا في حياة كل فرد منا، فحياة الفرعون المصري مرت بمراحل كثيرة ظهر فيها القدر وساعد على ظهور نجم ساطع سيخلد اسمه في تاريخ الكرة المصرية والعالمية.

نرشح لك: قطعة أرض بـ”مكة” هدية لمحمد صلاح

وفي هذا التقرير يرصد إعلام دوت أورج كيف لعب القدر دورا في حياة محمد صلاح:

1) فشل انتقاله للزمالك

في عام 2011 كان محمد صلاح على أعتاب الانتقال إلى نادي الزمالك وهي المسيرة الطبيعية لمعظم لاعبي الدوري المصري خلال السنوات الأخيرة، لولا أن ممدوح عباس رئيس النادي وقتها تدخل وأوقف الصفقة حيث كان يرى أن صلاح لا يمتلك إمكانيات اللعب في فريق بحجم الزمالك، كلمات ستدمر مستقبل أي شخص آخر ولكنها كانت “وش السعد” على محمد صلاح، حيث أنه تلقى بعدها عرضا من بازل السويسري لينتقل له عام 2012 ويبدأ المسيرة الاحترافية الأنجح في تاريخ الكرة المصرية.

2) تصفيات كأس العالم 2014

في تصفيات كأس العالم 2014 كاد المنتخب المصري أن “يفك نحس” العديد من السنوات ويصل لمونديال البرازيل إلا أنه قد تلقى هزيمة ثقيلة أمام منتخب غانا حولت الحلم إلى كابوس، مباراة أنهت حلم جيل كامل من اللاعبين على رأسهم النجم محمد أبو تريكة الذي جمعته صورة شهيرة مع صلاح في قلب الملعب وقتها وكأنه يوصيه أن يحقق هذا الحلم المستعصي خلال السنوات المقبلة، ليشاء القدر بعدها أن يقود محمد صلاح الفراعنة للصعود إلى مونديال روسيا 2018 بعد غياب 28 عاما بل بسيناريو درامي وهدف تاريخي سيظل يذكره المصريون دائما.

3) تجربة تشيلسي

ربما يستعجب البعض هذا ولكن فشل محمد صلاح في تشيلسي كان مفتاح النجاح لكل ما يحققه الآن، فلولا الخبرات التي استفاد منها خلال تواجده مع نجوم كبار في فريق بحجم تشيلسي والتعود على أجواء اللعب في بطولة الدوري الإنجليزي وتحت ضغط كبير، أمر ساعده كثيرا على العودة من جديد إلى البريميرليج ولكن هذه المرة بشخصية مختلفة وتطور كروي كبير جعله يثبت نفسه للجميع بل يتوج بلقب أفضل لاعب في البطولة بإنجاز لم يحققه من قبل أي لاعب مصري.

4) إصابة هاري كين

لك أن تتخيل أنه عندما كانت المنافسة على أشدها بين محمد صلاح وهاري كين مهاجم فريق توتنهام على لقب هداف الدوري الإنجليزي، يشاء القدر أن يتعرض كين للإصابة أثناء مباراة فريقه أمام بورنموث والذي غاب على أثرها فترة كبيرة، الأمر الذي جعل الفرعون المصري أمام فرصة ذهبية كي يبتعد بصدارة الهدافين، وهو ما حدث ليس بهدف أو اثنين بل بأربعة أهداف في شباك واتفورد ليصبح صلاح هو المرشح الأول للفوز باللقب خاصة أن كين لازال لم يستعيد مستواه المعهود حتى الآن بعد عودته من الإصابة.

ختاما، لا شك أن القدر لا يخدم الشخص إلا إذا كان يستحق هذا وأكثر، حيث أن صلاح ضحى وعانى بل تغلب على الكثير من الصعوبات التي واجهته كي يصل إلى هذه المكانة، فالفرعون المصري أثبت أن المستحيل مجرد كلمة عابرة وأن الأساس هو الاجتهاد والسعي وراء الحلم مهما كانت العواقب والأزمات، صلاح حقق حلم كل مصري بأن نرى لاعب يحظى بشهرة عالمية بل وينافس أبرز نجوم الكرة على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، لذلك سيظل الجميع يتذكر هذا الاسم الذي غير خريطة الكرة المصرية.