محمد حسن الصيفي
لا شك أن الزعيم عادل إمام أحد أبرز نجوم الوطن العربي وأشهرهم وأكثرهم قدرة على إسعاد الجماهير، امتلك الأدوات التي مكنته من السطوع واللمعان والتألق على مدار عقود طويلة.
نرشح لك: بعد تألقهم في 2017.. تعرف على مسلسلات هؤلاء في رمضان 2018
ومع تطور الزمن والتكنولوجيا انتقل الحضور والتألق من عالم المسرح والسينما والتلفزيون إلى عالم السوشيال ميديا، وعالم الكوميكس الذي أصبح يختزل حياتنا اليومية في كبسولة صغيرة، صورة وعبارة فوقها تجلب مئات الألآف من المشاركات والتفاعلات، وهو لاشك أمر يتناسب تمامًا مع المواطن المصري والعربي الذي يعطي للصورة الثابتة أو المتحركة أولوية قصوى عن الكلمة المكتوبة، من باب الإختزال أو إن شئت أن تقول باللغة الدارجة “التلخيص”
والكوميكس لا ناقة للفنان فيه ولا جمل، بل تعتمد المسألة بشكل كامل على مقدار حضوره وجماهيريته وتعلق مواقفه الكوميدية في أذهان الجمهور.
والأهم أن نقول أنه يعتمد على قدراته في التعبير بوجهه عن المواقف المختلفة، وفي هذا الأمر يأتي عادل إمام كزعيم حقًا ودون شك، له قدراته الفائقة على التعبير دون أن ينطق بكلمة.
فهو في كل نظرة وحركة من حركات وقسمات وجهه تستطيع أن تؤدي إليك الفكرة بكل بساطة.
فبدون أي كلمة توضع على الصورة تبتسم أو تضحك وتفهم مغزى الرسالة، وهو الذي يجعل الزعيم وتعبيراته رائجة ومقصد لصُناع الكوميكس فهو يساعد إلى حدٍ كبير على بلورة الفكرة، حتى مجرد إيفيهاته القديمة من مسرحياته وأعماله يتم إعادتها على الصور والفيديوهات وتنجح وتنتشر، وهذا يتماشى مع طبيعة المزاج المصري الذي يميل للمحيط الذي يألفه ويعتاده وبتطور الزمن وتقدمه يزداد تمسكًا بالقديم ويعيد إخراجه وتشكيله، فالقديم يمثل له الفانوس الذي لا يمل المسح عليه لخروج جني الأحلام والذكريات.
فبالأمس مثلاً تم استخدام هذه الصورة مجددًا وهي من فيلم “عريس من جهة أمنية” وانتشرت بشكلٍ كبير على مواقع التواصل بتعليق جديد “حسام غالي اعتزل .. طب والله ما أنا مذاكر”
قبلها بيوم انتشرت صورة أُخرى لطفل صغير عليها وجه الزعيم عن شكل الأطفال ونظرتهم أثناء الصلاة في المسجد.
أما هذا فهو أيقونة من أيقونات فيسبوك، للفت الانتباه لتهنئة الشخص صاحب عيد الميلاد وإحداث التفاعل المطلوب معه.
أما هذا فلا يقل انتشارًا وأهمية عن سابقه بل يزيد، وهو قاسم مشترك بين كل المواقف التي يريد الشخص أن يبدي حزنه في التعليقات أو حتى سخريته وتهكمه على صاحب المنشور أو التعليق الآخر
وصورة أخرى لوجهه أيضًا على جسم طفل صغير بعنوان “لما تطلع ألبوم صورك وأنت صغير”
وغيرها عشرات ومئات الصور، وهو أمر يكشف عن مدى التطور الرهيب في السنوات الأخيرة والذكاء الذي يتمتع به المصريين حتى ولو لم يكن ذكاءًا مكتسبًا .. بل ذكاءًا فطريًا بالجينات.
والأمر يكشف أيضًا عن صعوبة المجهر الذي يدخل تحته المشاهير عمومًا، فكما يرفع البعض للسماء .. يضع آخرين تحت الأرض، وهذا المجهر أصبح مقعرًا للغاية، مليئ بالتفاصيل وشديد التركيز.
لكن الذي لا شك فيه أن الزعيم يبقى موهبة فريدة بشخصياته الخالدة وقسمات وجهه العميقة وحركاته المرنة التي تناسب وتضاهي عديد الأفكار لمستخدمي الكوميكس، وكما كان الزعيم بطلاً في عصر الشاشة والمسرح، انتقل بنفس المكانة والقدرة على صفحات مواقع التواصل وشاشات الهواتف الذكية