قال الدكتور جلال أمين، الكاتب والمفكر الاقتصادي الكبير، إن وزارة الثقافة من الممكن أن تسيء للثقافة أكثر مما تنفعها، منوهًا عن أن الثقافة تحتاج للحرية، وهو ما لا يتواجد في الوزارة التي توجهها جهة حكومية، لافتًا إلى أن الثقافة تزدهر أكثر عندما لا تتواجد وزارة لها.
أضاف “أمين” خلال حلوله ضيفًا على برنامج “وصفوا لي الصبر” عبر شاشة “Ten” مساء اليوم الجمعة مع الكاتب عمر طاهر، أن الإصلاح الاقتصادي والتعليمي شرطان أساسيان، من شروط إصلاح حال الثقافة، لافتًا إلى أن الفكر متصل بالمعدة على حد وصفه، والتعليم كذلك لكن للاقتصاد أهمية أكثر.
نرشح لك: الأعلى للثقافة ينظم الملتقى الأول للمسرح الشعبي
أضاف “أمين” منوهًا أنه لا يعتقد بأن وزارة الثقافة كان لها دورًا ملموسًا على مدار 70 عامًا، لافتًا إلى أن المسألة متوقفة على مناخ الحرية والحكم المستنير المتوفر، مشيرًا إلى أن حال المثقفين في فترة حكم الملكية أفضل من بعدها، مضيفًا أن الفترة ما بين منتصف الخمسينيات وحتى منتصف الستينيات كانت مزدهرة، لأن الحكم كان له مشروع له علاقة بازدهار الثقافة، منوهًا عن أن الكاتب يوسف إدريس لمع في تلك الفترة.
أردف “أمين” موضحًا أنه بالرغم من ازدهار الثقافة في تلك الفترة، إلا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سجن مثقفين كثر عام 1959، خوفًا من تهمة “ناصر دا شيوعي” على حد قوله، لافتًا إلى أن “عبد الناصر” أفرج عنهم فجأة عندما أراد تحسين علاقته بالاتحاد السوفيتي، مردفًا أن حال الثقافة تغير في عهد الرئيس محمد أنور السادات، بسبب السياسة التي اتبعها “السادات” لإرضاء أمريكا، ما دفعه لإبراز كتاب “نص كم”، ليس لهم علاقة بالثقافة أو المبادئ على الإطلاق.
أوضح المفكر الاقتصادي، أن الضعف الذي أصاب الحالة الثقافية كان نتيجة للضعف العام الذي أصاب الحالة المصرية بشكل عام، لافتًا إلى أن عدم الاهتمام بالثقافة في وسائل الإعلام هو نوع من الإهمال واللامبالاة أكثر منه فهم.
اختتم الدكتور جلال أمين حديثه، مشيرًا إلى أن تقدير الناس للثقافة أكبر مما نظن، وأن هناك أشياء كثيرة يمكن فعلها للنهوض بالثقافة منها الإعلام، الذي من المفترض أن يكون حرًا دون تدخل الدولة، منوهًا عن أن هناك قاعدة في الإعلام وهي “الناس عايزة أيه” ودي أسهل طريقة لتلبية الرغبة.