نورا مجدي
بعد انتهاء الدورة السادسة من “ملتقى الإسكندرية للإعلام” التي أقيمت هذا العام في منتصف إبريل تحت عنوان “ضد الأخبار الكاذبة والمفبركة”، بات مؤكدًا أن ما يُسمى بالأخبار الكاذبة أصبحت تمثل خطرا كبيرا لما لها من تأثير سلبي خاصة بعد زيادة انتشارها، ورغم أن تلك القضية أصبحت محط اهتمام الكثيرين من رواد الإعلام في مصر والعالم كافة وأصبحت هناك العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تساعد في كشف الزيف من الحقيقة إلا أن الشائعات لا تزال موجودة والسيطرة عليها أصبحت صعبة في ظل وجود التربة الخصبة التي يوفرها الجهل والأمية والفراغ والتي تعين على انتشار الأكاذيب بشكل يصعب التصدي له.
نرشح لك: منتدى الإسكندرية للإعلام: 95% من صور الأخبار الكاذبة ليست مفبركة
وقد مرت مصر بالمئات والآلاف من الشائعات التي تخرج بصورة دائمة لتجد من ينتظرها ويصدقها بل ويرددها لتصبح بعض الشائعات حقائق مُسلم بها حتى يكشف الزمن عدم صحتها، ومع تاريخ مصر الحافل بالشائعات التي يصعُب رصدها جميعا، يرصد إعلام دوت أورج أبرز الشائعات التي رددها الناس في السنوات الأخيرة -بعد ثورة يناير 2011- وصولًا لأحدث الأكاذيب التي خرجت حتى عامنا الحالي 2018، وفيما يلي أبرز الشائعات:
1 – ثروة مبارك 70 مليار دولار
بعد ثورة يناير انتشرت شائعة امتلاك الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لثروة تقدر بـ 70 مليار دولار، واحتفاظه بها في حسابات بنكية سرية خارج مصر، وكانت جريدة “الجارديان” البريطانية هي مصدر تلك الشائعة التي خرجت على لسان بعض خبراء الاقتصاد. وكان الهدف منها هو إثارة غضب الشعب الذي يعاني من الفقر والبطالة، وخرج ثائرًا على النظام في ثورة يناير 2011، وبالفعل نجحت الشائعة في الانتشار والتوغل بين طبقات الشعب، حيث لعبت وسائل الإعلام ومواقع التواصل دورها في نشر الشائعة التي لاقت رواجا من قبل الشعب الذي ما لبث أن قام بتصديق الشائعة التي لاءمت قناعاته وتوجهاته.
كما خرجت بعد الثورة عدة شائعات كانت تهدف لتشويه صورة المعتصمين بميدان التحرير، كتلك التي روجت عن تلقي معتصمي الميدان أموالا نظير الاعتصام “50 دولار ووجبة كنتاكي”.
2 – هبوط “جبريل” على رابعة
خرج أحمد عبد الهادي وهو أحد شيوخ جماعة الإخوان المسلمين على منصة رابعة العدوية التي اعتصم حولها مؤيدو الجماعة، وأخبر المعتصمين أن أحد الصالحين أبلغه برؤية سيدنا جبريل يهبط على مسجد رابعة ليثبت المصلين، وقد لاقت الشائعة وقتها ترحابًا كبيرا حيث هلل المعتصمون بميدان رابعة العدوية، معتبرين أن نزول “جبريل” عليهم من علامات النصر، كما ساهم الداعية الإخواني صفوت حجازي في ترويج الشائعة ونشرها بشكل كبير.
نرشح لك: إزعاج علمي.. الاتجاه المعاكس للإعجاز العلمي
ويذكرنا هذا النوع من الشائعات بشائعة ظهور السيدة مريم العذراء فوق الكنائس، وهو الأمر الذي تكرر عدة مرات في عدد من الكنائس المختلفة ويأتي إطلاق هذا النوع من الشائعات لمحاولة بث الأمل في النفوس.
3 – اغتيال المشير “السيسي”
انتشرت بقوة شائعة مقتل المشير السيسي عقب فض اعتصام رابعة، حيث حاولت جريدة “الشعب” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، إثارة الجدل بعدما نشرت صورًا ادعت خلالها أن المشير عبد الفتاح السيسي -قبل توليه منصب الرئاسة- قد تعرض لمحاولة اغتيال في أواخر 2013 أصيب على إثرها، وأن من يظهر خلال الأحداث المختلفة هو “دوبلير” له، كما حاولوا التأكيد على صحة الخبر بذكره على لسان أحد الصحفيين حينما ظهر في قناة “الجزيرة” القطرية.
لكن هذا النوع من الشائعات التي تتحدث عن مقتل القادة والاستعانة بدوبلير ليس جديدًا، فقد تعرض الرئيس الأسبق مبارك للأمر ذاته حينما خرجت شائعة عام 2004 تقول إن مبارك قد مات وأن الأجهزة الأمنية قد صنعت شبيها له ليحكم مصر، وبعد الثورة خرجت شائعة أخرى لتقول إنه تم الاستعانة بشبيه مبارك ليؤدي دور المتهم في قضايا الفساد المالي وقتل المتظاهرين، ويبدو أن الشائعة المستوحاة من مسرحية “الزعيم” لعادل إمام مستمرة وتخرج في الوقت الذي يرى فيه المخالفون للنظام بُدا منها لإثارة البلبلة.
4 – عُمر سليمان “لسه عايش”
رغم مرور 6 سنوات على وفاته إلا أنه حتى الآن لا يزال البعض يصدق الشائعة التي خرجت بقوة لتقول إن رئيس جهاز المخابرات الأسبق، ونائب رئيس الجمهورية الجنرال عُمر سليمان لم يمت وأنه لا يزال حيًا، خاصة بعد نشر صور قديمة له في الحج على مواقع التواصل، وصور أخرى في “مول تجاري” بأمريكا، لكن الحقيقة هي أنه منذ وفاته في 19 يوليو 2012 بسبب أزمة صحية مفاجئة والبعض لا يُصدق تلك الرواية، حيث خرجت العديد من الشائعات التي تروج لتكذيب خبر الوفاة، كما رأى آخرون أن طريقة وفاته ليست طبيعية وتثير الشكوك معتقدين بأنه توفي بالفعل لكن تم اغتياله.
لكن ما كشفه الأطباء هو أن “سليمان” كان يعاني منذ فترة مرضا في الرئة ومشاكل في القلب، ومع تدهور حالته في أواخر يونيو 2012 نُقل إلى مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، وفشلت محاولات الأطباء في علاجه وتوفي هناك.
5 – عادل إمام يتبرع بـ 52.5 مليون جنيه
من الشائعات التي كان لها نصيب من الانتشار، هي تبرع الزعيم عادل إمام بمبلغ 52.5 مليون جنيه لصالح صندوق دعم مصر لدعم قرى الصعيد، خاصة مع توزيع استمارات على الفقراء بالصعيد مقابل 20 جنيه للحصول على نصيبهم من التبرع، وقد نفى “إمام” تلك الشائعة مؤكدًا وجود نصاب يستغل اسمه ونشر تلك الشائعة ليجمع الأموال من الفقراء الذين صدقوا الشائعة، لكن الغريب أن العديد من الوسائل الإعلامية والتليفزيونية ساهمت في نشر الخبر وترديده دون التأكد من صحته.
لكن تلك الشائعات فيما يخلص أموال “الزعيم” ليست الأولى أو الأخيرة، فهناك الشائعة الأشهر التي خرجت في التسعينيات والتي انتشرت بشكل كبير وقتها وهي أن الزعيم سيقوم بسداد كافة ديون مصر مقابل وضع صورته على الجنيه المصري وقد لاقت تلك الشائعة أيضأ رواجا وصدىً أكبر.
نرشح لك: صور: عادل إمام زعيم “الكوميكس”
6 – عمرو واكد “فلسطيني”
خرجت بعض الشائعات بعد ثورة يناير لتشكك في جنسية عمرو واكد الذي شارك في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، حيث أنه وجد تصريحات منسوبة له تؤكد أنه يتبرأ من جنسيته المصرية، بالإضافة إلى شائعات أخرى خرجت لتؤكد أنه فلسطيني الجنسية وأن الجنسية المصرية مُنحت له مؤخرا لذلك يهاجم رؤساء مصر، وقد بدأ رواد مواقع التواصل في تصديق الشائعة من خلال تدشين هاشتاج على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” وهو الأمر الذي دفع “واكد” للرد على الشائعة ليؤكد أنه مصري من “كفر صقر” بالشرقية نافيًا شائعة الجنسية الفلسطينية.
7 – شائعات الوفيات من المشاهير
انتشرت العديد من الأخبار التي تؤكد وفاة بعض المشاهير خاصة كبار السن منهم وكان أبرزهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي تتردد شائعات وفاته بعد التنحي بصورة شبه سنوية، بل وإن شائعة وفاته ترددت عام 2011 فقط في 3 أوقات وبتفاصيل مختلفة. كذلك ترددت عدة شائعات حول وفاة كبار الفنانين كالفنان عادل إمام والفنان صلاح السعدني، والفنان محمود ياسين وكذلك وفاة شادية ومحمود عبد العزيز قبل أسابيع من وفاتهم الفعلية وكذلك شائعة الفنانة صباح التي كانت من أشهر الشائعات التي تخرج بين الحين والآخر حتى وفاتها الفعلية، وهو الأمر الذي يفسره البعض بأن مروجي هذا النوع من الشائعات يحاولون قياس مدى رد الفعل من قبل الجمهور المُحب لهؤلاء الفنانين، أو أن المروجين يحاولون التنبؤ بسبب مرض أحد المشاهير فيسارعون بنشر خبر الوفاة كنوع من السبق.
8 – إصدار عملات معدنية فئة 5 – 10 – 20 جنيهًا
ترددت خلال فترة من الفترات شائعة استهدفت السوق المصرفية وهي تحويل العملات الورقية التي تحمل فئة الـ 5 والـ 10 والـ 20 جنيها إلى عملات معدنية مثلما حدث من الجنيه المصري، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تلك الشائعة التي تسببت في حالة من الارتباك، لكن خرج مسؤول مصرفي لينفي تلك الشائعة التي ترددت بشأن تحويل العملات الورقية إلى عملات معدنية، كما أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، من خلال بيان رسمي خطأ ما تم تداوله في هذا الشأن
وبالانتقال بين الأحداث والسنوات نجد العديد من الشائعات الصغيرة والتي يمكن وصفها بالأخبار “التافهة” لكنها مؤثرة وتركت بالفعل بصمتها في أذهان المواطنين وخلال عام 2017 – 2018 انتشرت بعض الشائعات التي ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشرها بصورة كبيرة ومنها:
1 – حفل فيروز في مصر
في إبريل الماضي روج البعض لشائعة تفيد استعداد المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز لإقامة حفل كبير في القاهرة بعيد الأضحى لعام 2017، ووجدت تلك الشائعة استحسانًا لدى الجمهور المصري الذي سرعان ما صدقها وبات يرددها حتى انتشرت على نحو واسع عبر مواقع التواصل، حتى إن البعض تداولوا أسعار تذاكر الحفل وزعموا أنها تتخطى الـ 8 آلاف جنيه، لكن ريما الرحباني ابنة الفنانة فيروز خرجت لتنفي تلك الشائعة التي تم تداولها بشكل سريع.
2 – سور العاصمة الإدارية الجديدة
في أغسطس 2017، تداول العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا من داخل العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تُظهر بناء سور ضخم يبلغ طوله 7 أمتار، وهو الأمر الذي أثار الجدل ودفع رواد مواقع التواصل للتساؤل حول سبب بناء ذلك السور، لكن نفى رئيس جهاز العاصمة الإدارية محمد عبد المقصود ما تردد بشأن بناء سور حول العاصمة الجديدة التي يبلغ مساحتها 180 ألف فدان، مؤكدًا أن الصور المتداولة للسور قد تكون لسور حول منشأة ما كمحطة كهرباء أو مياة لكن من المستحيل بناء سور ضخم حول هذه المساحة الضخمة.
3 – المشجع الباكي “مسيحي”
في أكتوبر 2017 انتشرت صورة “المشجع الباكي” المدعو حسني نصر حسين، خلال مباراة مصر والكونغو والتي تأهلت فيها مصر لمونديال كأس العالم 2018، وبعد التعاطف مع الشاب الباكي من قبل الإعلام والجهات المسؤولة وتوفير رحلة عُمرة له انتشرت شائعة تقول إن الشاب المصري حسني الذي فاز بجائزة عُمرة هو مسيحي الديانة لتبدأ حملة السخرية على مواقع التواصل مؤكدين إن ما حدث يعبر عن “الفقر المصري”، لكن الحقيقة هي أن الشاب مُسلم وظهر في عدة برامج وقتها وأعرب عن رغبته في أن يذهب والده ووالدته بدلا منه إلى رحلة العُمرة.
4 – فتيات يعملن بمحل حلاقة بـ “التجمع الخامس”
انتشرت صور لفتيات يعملن بمحل حلاقة وصاحبها تعليق يفيد أن هؤلاء الفتيات يعملن بمحل حلاقة بمنطقة التجمع الخامس، وقد انتشرت الصور على نطاق واسع عبر مواقع التواصل في نهاية عام 2017، لكن بعد تداول الخبر على نطاق واسع تم كشف حقيقة الصور بأنها ليست في مصر وأن محل الحلاقة الذي تديره السيدات يقع في العاصمة العراقية بغداد لكن تم نفي الخبر مرة أخرى ليرجح متداولوا الصور بأنها في الجزائر دون تقديم أدلة تثبت حقيقة مكان تواجد محل الحلاقة، لكن موقعا إخباريا جزائريا نشر تقريرا يؤكد أن الصور المتداولة هي لفتيات سوريات يعملن لحلاقة شعر الرجال فى الجزائر، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من الجالية السورية التي فرت إلى الجزائر هربًا من نيران الحرب.
5 – زوجة محافظ المنوفية تُبلغ عنه بسبب “زوجة ثانية”
بعد إلقاء القبض على هشام عبد الباسط محافظ المنوفية في منتصف يناير 2018، بسبب قضية فساد ورشوة، انتشرت شائعة عبر موقع التواصل “فيس بوك” تفيد أن زوجته الثانية لعبت دورا هاما في القبض عليه حيث إنها تعمل لدى هيئة الرقابة الإدارية وأدلت بمعلومات تفيد تورط زوجها في قضايا فساد خاصة وأنه تزوج عليها الزوجة الثالثة، فأبلغت عنه بدافع الانتقام، لكن الحقيقة هي أن الخبر تم نفيه حيث أن العنصر النسائي لا يعمل بالرقابة الإدارية، وهناك عامل سابق هو الذي أبلغ عن المحافظ وتم تسجيل مكالمات واقعة الرشوة دون أي تدخل من زوجة المحافظ.
6 – دروس للرقص الشرقي بجدة
في يناير الماضي، انتشرت صورة مُفبركة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر” تفيد تقديم الفنانة فيفي عبده لدورة للرقص الشرقي المعاصر بمدينة جدة السعودية، وهو الأمر الذي أثار الجدل والسخرية خاصة وأن البوستر الدعائي كُتب عليه “التسجيل متاح للنساء والرجال”، وقد وجدت تلك الشائعة تفاعلا وتصديقًا بسبب نشرها في ظل مرحلة التغيير والانفتاح التي تعيشها المملكة، ومنح المرأة عددا من الحقوق التي لم تكن تتمتع بها من قبل، لكن فيفي عبده خرجت لتنفي الشائعة وتؤكد عدم تلقيها أية عروض لتقديم دورات للرقص بالمملكة.
7 – العاق وليد الشريف
نرشح لك: كيفية استخدام الخرائط لكشف الصور والفيديوهات المفبركة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أواخر مارس الماضي صورة لافتة علقت أمام أحد المنازل في مصر، كتب عليها “عائلة الشريف ما عدا العاق وليد الشريف يؤيدون ويبايعون بكل الحب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة”، ولم تمض ساعات حتى باتت هذه الصورة الأكثر تداولًا في مصر وكثير من دول العالم العربي، لكن خرج قريب وليد الشريف ليؤكد للجميع أن الصورة “فوتوشوب” وأنه كان يمزح مع قريبه “وليد الشريف” لكنه لم يكن يعلم أن الصورة ستلاقي مثل هذا الرواج، خاصة وأنها انتشرت في فترة الانتخابات الرئاسية المصرية 2018.
نرشح لك: قصة العاق “وليد الشريف” نجم مواقع التواصل الاجتماعي