روت الفنانة إسعاد يونس تفاصيل مشاهدتها لمصر من خلال “بلكونة” منزلهم القديم خلال فترة الستينيات والسبعينيات، موضحةً أنها كانت تقطن مع أسرتها في عمارة الرمالي في شارع إبراهيم باشا (الجمهورية حاليًا)، والذي يربط بين باب الحديد وقصر عابدين.
نرشح لك – موعد مباراة ليفربول وروما الإيطالي
أضافت “يونس” خلال استضافتها ببرنامج “مصر من البلكونة”، الذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد فتحي والإذاعية ياسمين نور الدين، ويبث عبر إذاعة “DRN”، اليوم الثلاثاء، أنهم كانوا يسكنون في الطابق الرابع، و”البلكونة” الخاصة بهم كانت تطل على كل ما يحدث في هذا الشارع، حيث كان يمر موكب جمال عبد الناصر من وإلى قصر عابدين.
تابعت أن مبنى البطريركية كان يوجد على يمين “البلكونة” الخاصة بهم، فكانت ترى الجنازات القبطية العظيمة وقد اصطف الناس من تلقاء أنفسهم على جانبي الشارع حتى يمر موكب الجنازة احترامًا له، قائلةً: “المسلم رافع إيده بالشهادة والمسيحي بيصلب”، مثلما يصطفون بالضبط بأوامر من الداخلية لكي يمر جمال عبد الناصر، لكنهم هنا أخلوا الشارع بإرادتهم احترامًا لهيبة الموقف.
لفتت “إسعاد” إلى أن مستشفى صدناوي كانت أمام منزلهم أيضًا، وتذكر في يوم 28 سبتمبر 1970 وجدت الحديقة الموجودة أمام المشفى “حديقة النصر حاليًا” احتشد فيها الناس يبكون رحيل عبد الناصر، “كان بيبكوا ويقولوا الوداع يا جمال يا حبيب الملايين بلا اتفاق بلا تلحين بلا أي شيء” على حد قولها.
نرشح لك – تعرَّف على أول أجر حصلت عليه إسعاد يونس
في نفس السياق، أوضحت “يونس” أنها عندما كانت تعمل بالإذاعة كانت تخرج من منزلها وقت الفجر وتنتظر سيارة الإذاعة لكي تمر وتقلها لعملها، فكان يأتي اثنان من أمناء الشرطة يقفان بجانبها يتحدثان معها، قائلةً: “كانوا بيقفوا يونسوني مش يحموني، لأن مكنش في حاجة تهددني ساعتها ولا تحرش ولا رمي جتت.. واقفين نرغي لحد عربية الإذاعة ما تيجي”.
أكدت “إسعاد” أن هذه الطقوس التي كانت تمر بها في شارعها القديم، كانت تعكس حالة الدولة وقتها، لكن الوضع اختلف الآن من “بلكونة” منزلها الحالي، مضيفةً: “الدنيا اختلفت واتزحمت، والهوية اتسحبت شوية من تحتها، والناس اللي من جيلي شعروا ببعض الغربة، بس بنحاول نتكيف ونتعايش ونسترجع اللي فات”.