تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، اليوم الخميس، الذكري الـ 25 لليوم العالمي لحرية الصحافة 2018 تحت شعار “توازن القوي: الإعلام والعدالة وسيادة القانون”، بهدف إبراز أهمية تهيئة بيئة قانونية تمكينية لحرية الصحافة، ويولي اهتمامًا خاصًا لدور القضاء المستقل لإتاحة الضمانات القانونية لحرية الصحافة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين.
كما يتناول هذا الموضوع الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في التنمية المستدامة، ولا سيما أثناء الانتخابات، بوصفها هيئة رقابية تعزز الشفافية والمساءلة وسيادة القانون. ويهدف أيضًا إلى استكشاف الثغرات التشريعية فيما يتعلق بحرية التعبير والمعلومات على شبكة الإنترنت، ومخاطر تنظيم الخطاب على الإنترنت، بحسب ما جاء في تقرير لـ “وكالة أنباء الشرق الاوسط”.
نرشح لك : “الفجيرة الثقافية” تختتم مشاركتها بمعرض أبو ظبي للكتاب بأمسية تراثية
ويقام الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2018 في العاصمة الغانية أكرا، غانا. ومن المقرر أن تحضر في هذه المناسبة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، وأكوفوـ آدو رئيس غانا، فضلاً عن ممثلين حكوميين رفيعي المستوى. ويشارك أيضاً في هذا الاحتفال ممثلون عن المجتمع المدني والمنظمات الإعلامية والرابطات المهنية والدوائر الأكاديمية، فضلاً عن السلطات القضائية.
ويوفر هذا الحدث منبرًا لمجموعة متنوعة من الأطراف الفاعلة لتبادل الآراء حول التفاعل بين وسائل الإعلام والسلطة القضائية وسيادة القانون، وذلك في سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي ترتبط مساهمة الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام ارتباطًا وثيقًا بالهدف الـ16 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالسلام والعدالة والمؤسسات القوية.
ومن المقرر عقد مؤتمر أكاديمي بشأن سلامة الصحفيين لتعزيز أوجه التآزر بقدر أكبر بين البحث الأكاديمي ومهمة العاملين في تنمية وسائل الإعلام. ومن ناحية أخرى، سيتم تنظيم غرفة أخبار للشباب من أجل توعية المراسلين الشبان والطلبة في وسائل الإعلام بالتحديات الناشئة فيما يخص حرية التعبير، من خلال تغطية حية لحدث دولي كبير، مع اقتران ذلك بتوجيه من قِبل عاملين في وسائل الإعلام.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت يوم 3 مايو للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في 1993، عملاً بإحدى التوصيات المعتمدة في الدورة 26 للمؤتمر العام لليونسكو في 1991. وقد اعتمدت هذه التوصية إثر مطالبة بعض الصحفيين الإفريقيين الذين وضعوا إعلان ويندهوك التاريخي الخاص بتعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها في عام 1991.
ويعتبر هذا اليوم اليوم مناسبة لإحياء ذكرى هؤلاء الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحصول على المعلومات ونشرها، ولتشجيع وإعداد المبادرات المواتية لحرية الصحافة ولتقييم حالة حرية التعبير في شتى أنحاء العالم، فضلًا عن إعلام الجمهور بما يتعرض له الصحفيون من مخاطر، تصل أحيانًا إلى القتل. كما أنه يمثل يومًا للتفكير مع الخبراء في مجال الإعلام حول مواضيع تتعلق بحرية الصحافة والأخلاقيات المهنية.
من جانبه، أشار أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن وجود صحافة حرة أمر أساسي لتحقيق السلام والعدالة وإعمال حقوق الإنسان للجميع، ولا غنى عن الصحافة الحرة إذا أريد بناء مجتمعات ديمقراطية تتسم بالشفافية وإبقاء من يتولون مقاليد السلطة خاضعين للمساءلة، كما أن وجودها حيوي بالنسبة للتنمية المستدامة.
أضاف أن الصحفيين والمشتغلين بوسائط الإعلام يقدمون للجمهور خدمة لا تقدر بثمن؛ ولذلك ينبغي سن القوانين التي تحمي الصحافةَ المستقلة وحرية التعبير والحق في المعلومات، وإعمال تلك القوانين وإنفاذها، ولا بد من تقديم مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين للمحاكمة، داعيًا الحكومات إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين.
نرشح لك : شريف عامر: ترك العمل بـ Mbc أشبه بترك لاعب ريال مدريد
في حين أشارت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو في رسالتها، إلى أن حريتنا تتوقف على حرية الصحافة، فلا يمكن الاحتفاظ بها في حال الحد من حرية الصحافة، مضيفةً أن اليونسكو تلتزم التزاماً شديداً بالدفاع عن حرية التعبير، إذ يندرج هذا الأمر في نطاق المهمة المسندة إليها، وستحتفل اليونسكو، في 3 مايو 2018، باليوم العالمي لحرية الصحافة للعام الخامس والعشرين على التوالي.
وذكرت أزولاي، أنه في عام 2017، قتل 79 صحفياً في جميع أرجاء العالم في أثناء مزاولتهم لمهنتهم، وتلتزم اليونسكو بالدفاع عن سلامة الصحفيين، وبالعمل من أجل مكافحة ظاهرة الإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكب بحقهم، وتساهم اليونسكو في تدريب الصحفيين، وتساعد السلطات في بلدان مختلفة على تعديل القوانين الوطنية المتعلقة بحرية التعبير بما يتوافق مع المعايير الدولية.
وستنظم اليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام، مؤتمرًا دوليًا في غانا للدفاع عن حرية الصحافة. وسيجري خلال المؤتمر تسليم جائزة اليونسكو، غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة، التي تحمل اسم الصحفي الكولومبي الذي قتل في عام 1986 بسبب عمله الصحفي الشجاع في مجال الكشف عن نفوذ جماعات الإتجار بالمخدرات.
ودعت أزولاي، إلى الاحتفال بحرية الصحافة وبالعمل الذي يقوم به الصحفيون، وكذلك إلى المشاركة في الحملة الإعلامية التي استهلت على شبكة الإنترنت باستخدام هذه الوسوم “الهاشتاجات”: #اليوم_العالمي_لحرية_الصحافة، و#حرية_الصحافة.
كانت منظمة “مراسلون بلا حدود” قد أشارت في تقريرها السنوي إلى مقتل 65 صحافيًا في العالم، مما يجعل العام 2017 الأقل دموية منذ 14 سنة، واعتبرت أن مبرر جزئي لهذا الانخفاض هو بسبب تفريغ الدول الخطيرة من صحافييها، كما لفتت إلى أن سوريا تبقى الدولة الأكثر خطورة في العالم على الصحافيين.
ومن أصل حصيلة الصحافيين الـ65 الذين قتلوا في العالم بينهم 50 محترفًا، و7 “صحافيين مواطنين” (مدونين)، و8 “متعاونين مع وسائل الإعلام”، كما تم اغتيال 39 منهم أو استهدافهم بشكل متعمد، فيما قضى 26 أثناء ممارسة مهامهم.
كما أظهر المؤشر العالمي للصحافة لعام 2017، أن خريطة العالم “أصبحت قاتمة على نحوٍ متزايد”، مع وقوع ارتفاع في عدد البلدان التي تعتبر حرية الصحافة فيها خطيرة للغاية، بحسب تقرير المنظمة الذي لفت إلى أن حرية الصحافة لم تكن قط مهددة على النحو الذي هي عليه اليوم.
وأشار تقرير المنظمة بأن القائمة السوداء باتت تشمل 21 دولة، فيما ارتفع عدد البلدان في القائمة الحمراء إلى 51 بعدما كانت 49 في العام الماضي، وهو ما يعني بحسب المنظمة أن حالة حرية الإعلام باتت تكتسي طابع الصعوبة.