صناعة الكتب من الصناعات الهامة ليست فقط اقتصاديًا ولكن ثقافيًا واجتماعيًا أيضًا، وتقوم هذه الصناعة على 4 أعمدة، الكاتب والناشر والقارئ وأماكن عرض الكتب، وجميعها عناصر لا يمكن الاستغناء عن إحداها.
نرشح لك: عزت القمحاوي يكشف كتالوج القارئ المثالي
مكتبة “ألف” واحدة من أماكن عرض الكتب والتي تنتشر فروعها المختلفة بالعديد من المحافظات المصرية، في محاولة منها لتسهيل توفير الكتب للقراء، لذا أجرى إعلام دوت أورج، حوار مع عماد العادلي، المستشار الثقافي لمكتبات “ألف”، الذي تحدث عن الأنشطة الثقافية التي تقوم بها المكتبة، وشروط اختيار الكتب لعرضها، كذلك الحديث عن الندوات التي أدارها، وكواليسها، فضلا عن ورش القراءة التي يقدمها، وكتابه القادم.
نرشح لك: الكتب الأكثر مبيعًا في 8 مكتبات خلال إبريل 2018
وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- أعمل كمستشار ثقافي بمكتبات “ألف”، ومسئول عن كافة الأنشطة الثقافية والتفاعلية بالمكتبات سواء ندوات أو صالونات ثقافية أو ورش، كذلك بعض المهام الإدارية المتعلقة بالتدريب المعرفي لفريق العمل، بالإضافة إلى الجانب الاستشاري المرتبط بإدارة التزويد.
2- هناك عدة اعتبارات لاختيار الكتب التي تعرض بمكتبات “ألف”، ومنها اعتبارات فنية تخص جودة إخراج العمل الأدبي من غلاف وتدقيق لغوي ونوعية الورق المطبوع، كذلك اعتبارات ثقافية ترتبط بالمحتوى المقدم للقارئ، أيضا الاعتبار التجاري والعائد المادي الذي لولاه لتوقف أي نشاط عن العمل.
3- حتى الآن لم أقابل عملا رائجا تجاريا وتم رفض عرضه بألف، فالطبيعي أن المبتذل ليس له جمهور عريض، لكن قد يكون هناك بعض الأعمال الجماهيرية التي لم تصل للمستوى الأدبي الرفيع.
نرشح لك: تجميد نشاط دار “دلتا” للنشر والتوزيع
4- تعامل “ألف” يكون بشكل مباشر مع دور النشر وليس مؤلفي الكتب، فمن الصعب التعاقد مباشرة مع كل كاتب على عرض كتابه في ظل العدد الهائل من الكتاب بالسوق، كما أننا نتعامل مع كيانات معترف بها قانونيا، لذا نتعامل مع دور النشر على عرض عدد من المؤلفات الصادرة عنها والتي تتناسب مع سياسات “ألف”.
نرشح لك: كتاب منسيون: عادل كامل.. أعمال قليلة وأثر كبير
5– بدأت في تقديم ورش القراءة، بعد تسجيلي لدورة تدريبية لدى أحد الأماكن المتخصصة ولكنها كانت بمقابل مادي، وبعد أن وجدت أن هناك اهتماما من عدد كبير بالتعرف على محتوى الكورس، قررت تقديم دورات مجانية بمكتبات “ألف”، وقد حاولت من خلال تلك الدورات الحديث عن كيفية اختيار الكتاب والتحفيز على القراءة لدى النشء، وطرق تكوين مكتبة، وغيرها من التسؤلات التي تتعلق بالقراءة. وقد لاقت تفاعلا كبيرا خاصة من الشباب.
6- هناك طفرة خلال الخمسة عشر عاما الماضية في القراءة، خاصة بعد وجود دور نشر ومكتبات خاصة تنافس مؤسسات الدولة، فالأعداد الكبيرة لدور النشر الحالية تؤكد وجود نهم للقراءة، إلا أن الجهات المعنية بالنشر سابقا لم يكن لديهم الكفاءة الكافية لذلك. كما أن السوشيال ميديا أثرت بشكل كبير فى هذا المجال.
7- لست مؤمنا بمقولة “هذا هو زمن الرواية”، وأعتقد أننا من صدرنا هذه الكذبة وصدقناها، فمن خلال خبرتي فإن إجادة التقديم هي من تجعل الشيء جماهيريا، فمثلا هشام الجخ هو من جعل حفلات وأمسيات الشعر بتذاكر أو بمقابل مادي.
8- لدي التزاما أخلاقيا ومهنيا بعدم إدارة ندوات ثقافية سوى لمكتبات ألف، والحقيقة أن كل مناقشة أديرها أشعر أنني أمام اختبار صعبا، فأنا شخص انطوائي وأفضل العزلة، لكن كما يقال “الحظ لما يواتي يخلي الأعمى سعاتي”، وبالفعل اللحظات الأولى لكل ندوة تكون عسيرة للغاية بالنسبة لي.
9- أتعامل دائما مع الجانب الإنساني لكل كاتب حتى لو كان هناك اختلاف فكري بيننا، ولا أخلط بين الذاتي والموضوعي، لذا أكون سعيد بكل مناقشاتي، خاصة ندوات يوسف زيدان، وعمر طاهر وأشرف العشماوي وعبد الرحيم كمال وأحمد مراد… وغيرهم الكثير.
10- لا أفضل نقد النصوص وإظهار أسوء ما فيها، لأنه لا يوجد نص خال من العيوب أو النقائص، لكن أحاول تناول محاسنها وإيجابياتها وبالتأكيد بعيدا عن تضليل القارئ أو المبالغة.
11- أصعب ما يواجهني في ندواتي هو أن يكون الكاتب قليل الكلام أو أن يكون كثير الكلام للدرجة التي يختل بها نظام المناقشة، فهناك بعض الكتاب يحاول السيطرة على الحوار كله. أو أن يكون الجمهور نفسه متحفز أو لديه موقف من الكاتب وهنا يكون دوري إزالة اللبس وتهدئة الأجواء.
نرشح لك: هؤلاء تمردوا على أضواء القاهرة (2)
12- بالطبع مناقشة أي عمل أدبي يتطلب توفر العديد من العوامل والمقومات الشخصية لدى مدير الندوة، فيجب أن يكون مطلع بشكل كاف على العمل الأدبي ومؤلفه، وأن يكون محبوبا ولديه قدرة على السيطرة على مجريات الحوار، كذلك أن يكون لديه كاريزما ويقدم إضاف للمتلقي، وألا يعتمد في حواره على التنظير أو طرح اسئلة نقدية معقدة.
13- أعكف الآن على الانتهاء من كتاب وسيخرج قريبا إلى النور، وأتناول من خلاله علاقتي بالقراءة وحبي لها، وعن عالم الكتب، وكواليس عمل أول مكتبة خاصة لي، ولدي عنوان مبدأي هو “حواديت المكتبجي”.