“ويا دنيا كفاية خيانة.. شبعنا من التمثيل”.. هكذا شدا المطرب المعتزل العائد -وبينهما أشياء أخرى- فضل شاكر، من خلال تتر المسلسل الرمضاني “لدينا أقوال أخرى”، والذي جاء خبره مفاجئا للجميع، حيث انقسموا فيما بينهم، مرحبين بعودة واحدٍ من أفضل وأعذب الأصوات العربية في السنوات الأخيرة. وفي المقابل كان هناك انتقاد شديد لمن دعم هذه العودة؛ وحسنًا فعلت الشركة المنتجة من اتخاذها قرار حذف صوته من المقدمة الغنائية للمسلسل في بيانٍ رسمي، احترامًا لمشاعر الشعب اللبناني، فما فعله الرجل خلال سنوات “اختفائه” جعله يخسر الكثير من رصيده في قلوب محبيه، خاصة وأنه كان تجاه وطنه، ولذلك هو “أمر” يصعب نسيانه بسهولة، فالرجل فجأة شاهده الملايين يترك “ميكروفون” الغناء ليستبدله “بالكلاشينكوف”، ويصبح مطاردًا من الأمن بعد أن كان مطاردًا من المحبين والمعجبين!
نرشح لك – أحمد فرغلي رضوان يكتب: فضل شاكر.. قصة حزينة تبحث عن مؤلف!
بالطبع فضل شاكر “لا أجد توصيفًا دقيقًا له الآن” كما كتبت في الماضي عنه “أنه قصة حزينة.. تبحث عن مؤلف، ويبدو أن القصة ما زال فيها الكثير، فالرجل حتى الآن لا يزال حائرًا بين الفن والاعتزال، وأشياء أخرى تملأ تفكيره، فهو لا يعرف حتى الآن أين سيستقر به المطاف، ومفتقد بوصلة حياته!
عودته للغناء ستخلق حالة من الجدل ستستمر لفترة، فعودته للحياة الطبيعية من مخبئه ما زالت “معلقة”، فهناك حكم بالسجن ضده من القضاء المدني رغم تبرئته من جانب القضاء العسكري! ولا يزال مطلوبًا ومختبئًا ولذلك كان يجب “التمهل” قبل إسناد أغنية التتر له، خاصة وأن هناك مطربين آخرين كان يمكن أن يقدموا نفس التتر وبدون الجدل الذي أحدثه وفسره البعض بالتسرع والاستهانة بتلك القضية الشائكة التي تخص شعبًا وليس شخصًا.
نرشح لك – كواليس اختيار فضل شاكر لغناء تتر “لدينا أقوال أخرى”
على المستوى الفني بالتأكيد الأغنية التي لحنها عمرو مصطفى وكتبها الشاعر مدحت العدل كانت مقدمة جيدة، فإحساسه لا يزال كما هو لم يتأثر بما مر عليه خلال السنوات الماضية! واللافت أيضًا حبه وشغفه للغناء الذي عاد فجأة من جديد بهذه القوة، هل يعلم أن ذلك هو أقرب طريق لكي يجد دعم جمهوره من جديد، ويدعمون عودته للحياة الطبيعية؟ ربما!
ولكن الأمر ليس بالسهل الآن فعدد من المحبين أصبح في قائمة المهاجمين له؛ في اعتقادي لجوء فضل شاكر للعودة للغناء ومغازلة جمهوره من جديد أمر جانبه الصواب، فكان الأفضل أن يلتزم الهدوء ويسلك الطرق المشروعة للحصول على براءته “لو مقتنع بها” من التهم الموجهة إليه، ثم تأتي خطوة العودة مرة أخرى لحياته الطبيعية و الفنية ولذلك كانت ردود الأفعال السلبية كبيرة مما جعل الشركة المنتجة للمسلسل تقرر حذف صوته! بعد أن طالها هجوم إعلامي من لبنان ومصر.
نرشح لك – مصطفى حمدي يكتب: عفوًا.. أنا أحب فضل شاكر
من أقصى اليمين إلى اليسار والعكس! ربما هو الفنان الأكثر حيرة لنفسه وللجمهور، أيضًا فأخباره بعد الاعتزال تفوقت على أخباره وهو في قمة النجومية، ومن المؤكد سيظل لفترة في دائرة الضوء، فشخصيته المتقلبة ربما لا تزال تُخبئ مفاجآت أخرى ولم تشبع من “التمثيل” كما شدا في الأغنية الموقوفة.